هلال السلمان
غير الطوفان الشعبي الجارف لشعب الجنوب، بدءا من يوم الاحد الماضي باتجاه القرى المحتلة وتحريرها من دنس الاحتلال، كل المعادلات التي حاول الكيان الصهيوني فرضها جنوبا، او تلك التي حاول فرضها المشروع الاميركي -السعودي على الصعيد الداخلي، من خلال استهداف المكون الشيعي في تركيبة النظام السياسي والمؤسسات الرسمية، وهو المشروع الذي حاول فرض وقائع جديدة في الداخل بزعم ان المقاومة إنهزمت امام العدو، فإذا بالتحرير الثالث يكسر جميع الاوهام التي حاول فرضها هذا المشروع التآمري الخارجي مع بعض أدواته الداخلية .
مصادر نيابية مطلعة تؤكد في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أنه من اولى نتائج الطوفان الشعبي الجنوبي تبديد الاوهام عن ان بيئة المقاومة مأزومة حيث صنعت المعجزات بدماء الشهداء المدنيين التي سالت على ارض القرى الحدودية التي حررها هؤلاء مثبّتين المعادلة الماسية او الذهبية وهي معادلة المقاومة والشعب والجيش، حيث فتح الجنوبيون باجسادهم وأرواحم الطريق للجيش كي يتقدم الى القرى المحتلة وفرض الارادة الوطنية على إرادة الاحتلال".
وتتابع المصادر، "أن ما جرى أثبت بالملموس ان خيار المقاومة بوجهيها المسلح والشعبي هو الخيار المجدي في مواجة الاحتلال وإجباره على الاندحار من ارضنا المحتلة، بعدما عجزت مؤسسات الدولة والخيارات الدبلوماسية والقرارات الدولية عن التأثير على العدو الذي اسقط مهلة الستين يوما التي منحه اياها اتفاق وقف النار، ولم يتراجع إلا امام الحشود الشعبية الزاحفة الى أراضيها في نهاية هذه المهلة".
وتلفت المصادر النيابية الى "أن ما حققه الشعب الجنوبي بوجه الاحتلال كان له الاثر الكبير على الوضع الداخلي وتحديدا على المشروع الاميركي-السعودي الذي كان يستثمر في العربدة الصهيونية وخروقات وقف النار على مدى ستين يوما لمحاولة صناعة مرحلة سياسية جديدة في الداخل اللبناني على حساب المكون الشيعي، فسقط هذا المشروع بالضربة القاضية امام ما جرى على ساحة الجنوب، وهو ما سوف يمهد لتشكيل حكومة متوازنة بات يتزايد الحديث عن قرب ولادتها بعدما كانت المراوحة وتعقيدات التشكيل هي سيدة الموقف، والمعطيات الحاصلة أن الرئيس المكلف وافق على مطالب الثنائي الوطني خصوصا بشأن وزارة المالية ، بعدما كان هناك من وشوش في أذنيه للخروج على التوافق السابق في هذا المجال".
خاص المحور الاخباري