هلال السلمان 

بعدما جرى امس في قصر بعبدا، من إصرار رئيس الحكومة المكلف نواف سلام على رفض التوافق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على اسم الوزير الشيعي الخامس في الحكومة الجديدة،والتمسك بالمرشحة لميا المبيض دون سواها، بدا واضحا للمراقبين أن ما يجري يتجاوز البعد المحلي في ملف التشكيل، الى الاملاءات الاميركية التي ظهرت بشكل واضح امس من خلال ما نقلته وكالة "رويترز"، عن مسؤولين اميركيين برفض تمثيل حزب الله في الحكومة الجديدة، وهو ما اكملته بشكل فاضح اليوم مبعوثة الرئاسة الاميركية الى لبنان، من منبر قصر بعبدا تحديدا، بضرورة إقصاء حزب الله عن الحكومة الجديدة في لبنان بزعم هزيمته في العدوان الصهيوني الاخير على لبنان.
وتؤكد مصادر نيابية مطلعة في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أن التصعيد العدواني العسكري الصهيوني الذي استهدف امس البقاع، واليوم، بعض مناطق الجنوب، يأتي في سياق الضغط الاميركي باتجاه تشكيل حكومة في لبنان تكون مهمتها اعتماد التفسير الصهيوني الاميركي لإتفاق وقف النار، والسعي لنزع سلاح المقاومة شمال الليطاني، واتخاذ قرارات في هذه الحكومة تكرس الهيمنة الاميركية على لبنان سواء من خلال التعيينات في الفئة الاولى، او المماطلة في ملف إعادة الاعمار، وصولا الى الانتخابات النيابية العام المقبل، دون انجاز هذا الملف، او دون وضعه على السكة الصحيحة، والهدف اضعاف الثنائي الشيعي امل وحزب الله،في الاستحقاق النيابي عبر تأليب البيئة التي تعرضت ممتلكاتها للدمار" . 
وتشير المصادر النيابية الى "أن هذا المنحى هو الذي يفسر إصرار سلام على التمسك بتسمية الوزير الشيعي الخامس، لسلب أية مناعة أو ورقة قوة للثنائي داخل الحكومة بعدما أطاحوا بجميع حلفاء الثنائي من التشكيلة الحكومية، سواء المسيحيين او السنة، وأتوا بأسماء سيئة الذكر شارك بعضها في اسوأ حكومات 14آذار التي كان يرأسها  فؤاد السنيورة والذي كان حينها أداة طيعة بأيدي الاميركيين، وأوصل البلاد الى مأزق كبير في الخامس من ايار عام 2008عندما اتخذ قرارا مشؤوما في حكومته البتراء بنزع سلاح الاشارة لدى المقاومة، فجاء الرد عليه في السابع من ايار. 
وهنا تحذر المصادر من "ان طريقة عمل نواف سلام تذكر بطريقة عمل فؤاد السنيورة، فهل يأتي الرجل لتنفيذ المهمة نفسها"؟ .