هلال السلمان
بات واضحا للمراقبين أن حصيلة الزيارة الثالثة للمبعوث الاميركي الى لبنان، "طوم براك"، هي "ثبات لبنان الرسمي والشعبي على الموقف الواحد الذي يعزز منعة لبنان وقوته في وجه الاخطار المحدقة به من الجنوب والشرق، على حد سواء".
وهذا ما لمسه المراقبون بعد لقاءات الموفد الاميركي مع الرؤساء الثلاثة امس واليوم، حيث كان اللقاء الابرز اليوم في عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد وصف براك لقاءه مع بري بأنه كان "ممتازا".
مصادر سياسية مطلعة تشير في حديث لـ"المحور الاخباري"، الى "أن ما يؤكد هذه النتيجة، أي ثبات لبنان على موقفه الوطني، هو موقف رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع الذي اعتبر في تصريح له اليوم ،أن "الرد اللبناني على المقترحات الأميركية متماهٍ مع ما يريده حزب الله ويعرّض لبنان لمزيد من المآسي"، وفق تعبيره.
وترى المصادر،"أن سوء طالع المبعوث الاميركي ان زيارته الثالثة الى لبنان جاءت غداة المذابح المروعة التي جرت في السويداء جنوب سوريا، والتي غيرت المزاج العام في لبنان من قضية السلاح، ليس لدى فئة غير المنتمين حزبيا فقط، إنما لدى نواب وشخصيات سياسية في اقصى اليمين المسيحي، وهو ما عبر عنه موقف نائب الكتائب نديم الجميل الذي اعرب في تصريح لافت عن تفهمه لتمسك بعض اللبنانيين بالسلاح بعد ما جرى في السويداء، وذلك قبل ان يحاول التراجع وتعديل موقفه عبر مقابلة تلفزيونية امس".
ولا تستبعد المصادر، "أن يكون الرئيس بري قد أرشد المبعوث الاميركي الى المقاربات الصحيحة المطلوبة والتي تبدأ بضرورة إلزام العدو الصهيوني ببنود إتفاق وقف النار عبر الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة، ووقف اعتداءاته على لبنان والشروع في عملية إعادة الاعمار، وبعد ذلك فإن اللبنانيين يستطيعون الاتفاق على استراتيجية امن وطني تتضمن استراتيجية دفاعية"، مع التذكير أن براك لفت في تصريحه امس من السرايا الحكومية الى ان قضية سلاح حزب الله هي شأن داخلي لبناني.
خاص المحور الاخباري