هلال السلمان
ترى مصادر سياسية مطلعة، "أن مبادرة الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم تجاه السعودية لفتح صفحة جديدة بين المملكة والمقاومة، تأتي في توقيت مناسب جدا، حيث تجاوز التغول الصهيوني في عدوانيته دول وأطراف محور المقاومة ليضرب ما تسمى "دول محور الاعتدال"، المنغمسة ضمن المشروع الاميركي في المنطقة، وهذا ما تجلى في العدوان الصهيوني على العاصمة القطرية الدوحة مؤخرا، وبالتالي فإن باقي دول هذا المحورالتي كانت تعتمد على الحماية السياسية والامنية والعسكرية الاميركية لم تعد محصنة امام العدوانية الصهيونية التي يقودها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وفي مقدمة هذه الدول المملكة السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان".
وبالتالي _تضيف المصادر_ "فإن هذه المبادرة للشيخ قاسم ارتكزت الى وقائع جديدة في المنطقة تؤكد ان العدوانية الصهيونية لم تعد تستثني اية دولة حتى لو كانت تحت الرعاية الاميركية، ولاهثة نحو خيار التطبيع مع الكيان الصهيوني، لأن المشروع الصهيوني حاليا هو مشروع إسرائيل الكبرى الذي أعلنه نتنياهو صراحة، وأنه موكل دينيا وتلموديا بتطبيقه، وهو مشروع يضم أقساما واسعة من جغرافيا السعودية" .
وترى المصادر السياسية في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أنه امام هذه المعطيات فلا بد لدول المنطقة وقواها الحية من التلاقي في منتصف الطريق لمواجهة هذا التغول الصهيوني، والحد الادنى المطلوب هو ان تتوقف دول المنظومة الخليجية عن التآمر على المقاومة في لبنان وغزة هذا على الاقل، اذا كانت لا ترغب في الوصول الى مستوى طي صفحات الماضي التي انغمست فيها في تحقيق المشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة".
ومن هنا يطرح السؤال، هل تستجيب السعودية لدعوة الامين العام لحزب الله لفتح صفحة جديدة ووقف إنخراطها في المشروع الاميركي الصهيوني ضد المقاومة في لبنان وغزة ؟.
المصادر السياسية المطلعة ترى "أنه من المبكر توقع موقف ايجابي سعودي سريع، لاسيما ان الموقف السعودي العدائي تجاه المقاومة في لبنان هو موقف قديم يسبق نشوء مقاومة حزب الله للاحتلال الاسرائيلي عام 1982ومعروف انحيازها التاريخي لليمين اللبناني المتحالف مع اسرائيل في مواجهة الحركة الوطنية آنذاك".
وتكشف المصادر،"عن رفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمبادرة قامت بها الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل نحو سنتين لحل الازمة في لبنان قام بها حينها وزيرالخارجية الايراني في عهد السيد ابراهيم رئيسي الشهيد حسين امير عبد اللهيان، يومها تحدث الايرانيون امام بن سلمان عن حل للازمة اللبنانية من ضمنه عودة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري لممارسة دوره السياسي، فكان جواب بن سلمان رفضا تاما لهذا الامر وبشكل مطلق، حتى انه وصل به الامر الى حد انه لا يريد سماع اسم الحريري امامه".
وتلفت المصادر السياسية، "الى أن المشروع السعودي التآمري ضد المقاومة في لبنان تلقى صفعة قوية بقرارات الحكومة في الخامس من ايلول الجاري،بعدما كانت الرياض عبر مبعوثها يزيد بن فرحان المحرض الاول قبل الاميركيين على قرار الحكومة في الخامس من آب الماضي الذي كاد يدفع بالبلاد الى فتنة لا تبقي ولا تذر".
وتسأل المصادر،" هل أن مد اليد من قبل الامين العام لحزب الله للسعودية يساعدها على النزول عن شجرة التآمر على المقاومة في لبنان لفتح صفحة جديدة؟، الاجابة تبقى مرهونة بكيفية تصرف السعودية على الساحة اللبنانية خلال المرحلة المقبلة، والرهان يبقى على عدم حصول قراءة سعودية خاطئة بكون هذه المبادرة مبنية على عامل ضعف لدى حزب الله".
خاص المحور الاخباري