وصل أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني إلى بيروت للمشاركة في إحياء مراسم الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد أميني عام حزب الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين ورفاقهما ولقاء كبار المسؤولين اللبنانين.
استقبله في المطار ممثل وزارة الخارجية القنصل رودريغ خوري، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتبى أماني، وفد من "أمل" مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري ضم عضو هيئة الرئاسة خليل حمدان والدكتور طلال حاطوم عضو المكتب السياسي في الحركة مسؤول العلاقات الخارجية علي حايك، وفد من كتلة "الوفاء للمقاومة" ضم النائبين أمين شري وإبراهيم الموسوي، أحمد عبد الهادي ممثلا "حماس" في لبنان، وفد من حركة الجهاد الاسلامي ضم محفوظ منور ووفد من السفارة الايرانية في لبنان.
بعد مراسم الاستقبال على أرض المطار وفي صالون الشرف، كان لحمدان كلمة قال فيها: "نحمل اليكم تحيات دولة الرئيس الاخ الاستاذ نبيه بري والاخوة والاخوات في قيادة حركة أمل، ومن خلال شخصكم الكريم الى المرشد الامام السيد القائد علي الخامنئي حفظه الله، والاخوة في الجمهورية الاسلامية في ايران حكومة وشعباً، ونقدر عالياً زيارتكم الكريمة الى لبنان والتي نخمّن انها تحمل ابعاداً عديدة، وان كانت اولاً دليل وفاء وصدق عاطفة ومحبة وفعل التزام للمشاركة في احتفالية الذكرى السنوية الاولى للسيدين الشهيدين: شهيد الامة الاسمى السيد حسن نصرالله، والشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين واخوانهما المجاهدين الشهداء من حزب الله وافواج المقاومة اللبنانية ــ امل والشهداء في فلسطين وكل المقاومين الشرفاء، والذين قال فيهم الامام القائد السيد علي الخامنئي حفظه المولى: "كما أجد من اللازم في هذه الأيام وفي مناسبة الذكرى السنويّة لاستشهاد المجاهد الكبير الشهيد السيّد حسن نصراللّه أن أستحضر ذكراه. لقد كان السيّد حسن نصراللّه ثروةً عظيمةً للعالم الإسلامي، لا للتشيّع فحسب، ولا للبنان فقط، بل ثروةً للعالم الإسلامي أجمع. طبعًا، هذه الثروة لم تُفقَد، بل ما تزال باقية".
أضاف: "لقد رحل السيد حسن، ولكن هذه المقاومة التي أسس لها الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر (أعاده الله واخويه سماحة الشيخ نحمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين)، بتأسيس مجتمع المقاومة وتعميم ثقافة المقاومة، هذه المقاومة، ستبقى شعلتها مضيئة تنير درب الاحرار بالاستناد الى القاعدة الماسية: الجيش والشعب والمقاومة. واسمحوا لنا، في هذه المناسبة، ان نعبّر عن أملنا في تمتين العلاقات الثنائية بين إيران ولبنان، في ظل التحولات السياسية والإقليمية الجارية، والتطورات الأخيرة في لبنان التي تمثل فرصة لتأكيد العلاقات على أسس واضحة، بعيدة عن التوتر، وقائمة على الايجابية بين الدولتين".
وتابع: "نحن نعلم ان الجمهورية الاسلامية في إيران دعمت وتدعم سيادة لبنان ووحدة أراضيه في كل المراحل، في موقف ينبع من مبدأ رفض الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن الحق للبنان في تحرير ارضه. ونحن متأكدون ان ايران التي تتحمل العقوبات الظالمة المفروضة عليها مع تزايد الضغوط لم ولن تثني الجمهورية الاسلامية في ايران عن التزامها الحقيقي بالوقوف الى جانب المظلومين في لبنان وفلسطين وعلى مساحة العالم، وهي العنوان الاساس والتوجيه الدائم اللذان عبر عنهما سماحة الامام القائد السيد علي الخامنئي (حفظه المولى) بقوله أنّ الضغوط لن تثني الجمهورية الاسلامية الايرانية عن مواصلة الطريق".
وقال: "معالي الدكتور نتطلع بأمل كبير ان تكون هذه الزيارة فاتحة لقاءات من اجل خير لبنان والجمهورية الاسلامية الايراني ودول المنطقة بأكملها في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية المتفلتة من كل الضوابط الانسانية والاخلاقية والاعراف والقوانين الدولية. اسرائيل التي ترتكب جريمة الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج للفلسطينيين في غزة، وتعتدي على قطر واليمن وعلى الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى لبنان كل يوم لقد ارتكبت بالأمس مجزرة جديدة في مدينة بنت جبيل الجنوبية حيث استشهدت عائلة بأكملها وعدد من المواطنين فقط لانهم قرروا الصمود على ارض يريدها العدو منزوعة من السكان وبلا مدافعين عنها، وقد طاول العدوان الصهيوني مناطق كثيرة على مساحة لبنان وقرار اهلنا هو دائماً الصمود والثبات".
وختم: "اجدد الترحيب بكم باسم اخي دولة الرئيس نبيه بري، واهلا وسهلا بكم".
لاريجاني
بدوره قال لاريجاني: "أنا سعيد جدا أنني اوفدت لزيارة لبنان، بلدكم المهم جدا خلال ظرف قصير. وطبعا أحد أهداف هذه الزيارة هو المشاركة في مراسم تكريم شهداء الدفاع عن لبنان وفي مقدمتهم السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، وخلال الفترة اللتين قمت بهما الى لبنان شهدت المنطقة الكثير من التطورات وان سلوك الكيان الصهيوني أصبح أكثر وضوحا للشعوب وقد اتضح اليوم صدق ما كان يقوله سماحة السيد حسن نصرالله منذ عقود وربما كان قادة بعض الدول لا يصدقونه، وقد اتضح اليوم ان جميع الدول قد تكون عرضة للعدوان الاسرائيلي، وان ما حصل في قطر يؤكد صدق هذه المقولة. ومن جراء هذه التطورات نرى انه اليوم تبحث دول المنطقة عن آليات للتعاون بينهم وهذا نهج صحيح نحن ندعمه".
أضاف: "كما أود أن اتقدم بالشكر الجزيل للكلمات الطيبة للأخ العزيز. إننا شعبان تجمعنا علاقات صداقة تاريخيّة وقد تعززت هذه الصداقة والمحبة بين الشعبين خلال السنوات الأخيرة ولطالما دعمنا وجود حكومات مقتدرة وقوية ومستقلة في لبنان ونتطلع الى ان يسير اتجاه التطورات في لبنان نحو ما ينطوي على الخير والمصلحة للشعب اللبناني ويمهد لوجود وظهور حكومات مستقلة وقوية ومقتدرة في البلاد. لبنان بلد صغير جغرافيا لكن له شعب عظيم وقوي. وفي هذه الساحة ولدت المقاومة من الشعب اللبناني وهو ما يعتز به العالم الإسلامي و يعتبر لبنان اليوم خندقا قويا ومنيعا ضد الكيان الاسرائيلي".
وختم: "اننا متفائلون بما يتعلق بمستقبل المنطقة، ونرى صحوة متزايدة في منطقتنا. ونتمنى ان تنعم شعوب المنطقة بالأمان والسلام. ومن المقرر خلال هذه الزيارة القصيرة ان نقوم بعدد من اللقاءات ونأمل ان تنطوي هذه اللقاءات على المصلحة والخير للجميع".
رصد المحور الاخباري