المقال السابق

حزب الله فياض: وزير الخارجية يبرر الاعتداءات على لبنان ووزير العدل يلاقي الاستهدافات الخارجية 
منذ 7 ساعات

المقال التالي

لبنان بري: الموازنة لن تمر إذا لم تكن تتضمن بنداً واضحا متصلاً بإعادة الإعمار 
09/10/2025
حزب الله ‏ الشيخ دعموش: المراهنون على ضعفنا واهمون 

شدّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش على أنّ أخطر ما يهدد ‏أمن المواطنين، اليوم، هو استمرار الاحتلال والعدوان الصهيوني واستباحة العدو لسيادة لبنان‎.‎

وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها، في مجمع السيدة زينب ‏‎(‎ع‎) ‎في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال ‏الشيخ دعموش ‏: ‎"البعض ممن يخوض معركة ضد المقاومة تحت عنوان فرض هيبة الدولة أو ‏استعادة سيادة الدولة، يتجاهل أن مصدر التهديد الحقيقي للسيادة اللبنانية هو أميركا و‎"‎إسرائيل‎"‎، ‏وأن معركة السيادة الفعلية التي يجب أن تخوضها الدولة هي مع الذين يخرقون فعليًا سيادتها ‏وهيبتها، ويريدون الهيمنة عليها وعلى قراراتها، وهم مراكز الهيمنة في الخارج‎".‎

وتابع سماحته: "‎كل الذين يركّزون على أن التهديد للسيادة موجود في الداخل؛ إنما يريدون ‏التغطية على مصادر التهديد الفعلية، والتي هي في الخارج‎. ‎هؤلاء لا يريدون الاعتراف أن ‏معركة السيادة الحقيقية هي مع الولايات المتحدة الأميركية ومع ‏‎"‎إسرائيل‎". ‎هؤلاء ليس لهم ‏وظيفة سوى خدمة المصالح الأميركية لكي يبقوا مُعتمدين من قبلها أدواتٍ لها في الداخل‎".‎

ولفت الشيخ دعموش إلى‎":‎أننا نعيش، اليوم، في دولة لا سيادة فعلية لها إلا ربما على المواطنين ‏الذين لا حول لهم ولا قوة، فنحن نعيش في دولة منزوعة السيادة وخاضعة بالكامل للإملاءات ‏الخارجية وعلى كل المستويات، في الاقتصاد والمال والسياسة والأمن‎"‎، مضيفًا‎: "‎اقتصاديًا ‏وماليًا؛ نحن لا نُعالج أزماتنا وفقًأ لأولوياتنا أو لما تمليه علينا مصالحنا الوطنية، وإنما نناقشها ‏وفقًا لإملاءات صندوق النقد الدولي وما يمليه علينا من شروط، وبالتالي لا سيادة لنا على أموالنا ‏ولا على اقتصادنا‎. ‎وعندما نناقش أوضاعنا المالية أو الاقتصادية لا نناقشها لمصلحة المودعين ‏الذين لا ذنب لهم إلّا أنهم وثقوا بالنظام المصرفي والبنوك، وإنما نناقشها لمصلحة حيتان المال ‏والسياسة‎".‎

وتابع الشيخ دعموش‎: " ‎أما سياسيًا؛ فحركة السفراء والدبلوماسيين ولقاءاتهم مع المسؤولين في ‏لبنان لا تتوقف وهم يتباهون في الإعلان عن تدخلهم السافر في لبنان لفرض ما يريدون‎. ‎ومع ‏ذلك تمرّ هذه المسائل وكأنها أمور عادية، حتى إن بعض المسؤولين في لبنان يتحدّثون بصراحة ‏في لقاءاتهم أنهم يتعرّضون لضغوط كبيرة من الأميركي والفرنسي و‎"‎الإسرائيلي‎" ‎وغيرهم، فهل ‏القرارات التي تُتخذ تحت الضغوط هي قرارات حرّة ومسؤولة وسيادية، أليس ما يُتخذ تحت ‏الضغط يفقد الشرعية القانونية بعُرْف القانون نفسه؟‎..". ‎

وأكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أنّ المقاومة التزمت باتفاق وقف إطلاق النار، ونفذت ‏ما عليها بموجب الاتفاق، إلا أن العدو ‏"‎الإسرائيلي" ‎لم يلتزم، وما يزال يستبيح لبنان وكل عناوين ‏السيادة اللبنانية، جوًّا وبرًّا وبحرًا، ويعتدي على المواطنين ويمنعهم من العودة الى بلداتهم ‏وقراهم، ويفرض إرادته هو والأميركي في العديد من القرارات مثل منع الطيران الإيراني من ‏الهبوط في مطار بيروت، ومنع الجيش من التصدّي للخروقات والاعتداءات ‏‎"‎الإسرائيلية‎"‎، ‏وإطلاق يد قوات الطوارئ في الجنوب لتتصرّف بمعزل عن قرار الدولة، سائلًا ‏‎:"‎أليس هذا ‏استباحة للسيادة وخرقاً للسيادة الوطنية ؟‎!!..".‎

 كما رأى الشيخ دعموش أنه من الطبيعي أن يعتدي علينا العدو ‏‎"الإسرائيلي‎، وأن يُمعن في القتل ‏والإجرام والتدمير يوميًا؛ فطبيعته عدوانية وإجرامية، لكن أليس من وظيفة الدولة أن تدافع عن ‏مواطنيها وأن تتعامل مع العدوان لا أن تتعايش معه، وأن تُسلّح الجيش بما يمكّنه من الدفاع عن ‏لبنان وحماية المواطنين؟‎.. ‎وأشار إلى أنّ أدعياء السيادة في لبنان لا يرون من وظيفة للجيش ‏سوى استدراجه لمواجهة المقاومة وبيئتها ويتجاهلون أن وظيفة الجيش هي حماية البلد ومواجهة ‏العدوان، وليس مواجهة الناس، وأكّد أنّ هؤلاء بذريعة الدفاع عن هيبة الدولة يُحاولون تغيير ‏وجهة الصراع من صراع مع العدو الصهيوني الى صراع داخلي بين اللبنانيين، مشددًا على‎: ‎‎"‎أننا لن نُستدرج الى صراع داخلي مهما بلغ مستوى التحريض والاستفزاز، حيث تعاملنا بحكمة ‏مع قرارات خطيرة صدرت عن الحكومة حرصًا على البلد، وما نزال نعمل بجهد كبير لوأد ‏الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي، لأننا أشد حرصًا على استقرار البلد وسيادته من أدعياء ‏السيادة‎".‎

وأردف سماحته: ‏‎"‎اليوم؛ استمرار التصويب على المقاومة في ظل الاحتلال ‏‎"‎الإسرائيلي‎" ‎وفي ‏ظل العجز الذي تُعانيه الدولة ليس سوى تشجيع للعدو على استمرار احتلاله وعدوانه، وهو دعوة ‏للعدو للتوسّع في عدوانه لا سيما في هذه المرحلة الخطيرة التي يحاول فيها الهيمنة على دول ‏المنطقة وتحقيق مشروعه في تغيير وجه الشرق الأوسط وإقامة ‏‎"‎إسرائيل‎" ‎الكبرى‎".‎

وأضاف: ":‎لقد أثبتت المقاومة أنها عصيّة على الكسر، ولا يستطيع أحد إخضاعها أو إخراجها من ‏المعادلة الداخلية، وكل الرهانات والضغوط والقرارات والحملات لدفعها للاستجابة للمطالب ‏الأميركية و‎"‎الإسرائيلية‎" ‎لنزع سلاحها وإخراجها من المعادلة فشلت بالكامل‎. ‎وما أظهره حزب ‏الله على امتداد الأشهر الماضية، من قوة في المنطق وصلابة في الموقف كان رسالة للداخل ‏والخارج، بأنّ الرهان على ضعف حزب الله ليس في محله، بل هو وهم وسراب". ‎

وختم الشيخ دعموش بالقول: "‎المقاومة متجذّرة في لبنان، وهي جزء من هويته الوطنية والرقم ‏الأصعب في معادلاته الداخلية، ولا يمكن لأحد اقتلاعها أو تفكيك بيئتها أو محو ذاكرتها أو ‏إدخال لبنان في العصر ‎الإسرائيلي‎".

العلاقات الاعلامية

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة