شيع حزب الله وأهالي بلدة النبي شيت الشهيد السيد علي نور الدين الموسوي، الذي ارتقى أمس جرّاء غارة إسرائيلية استهدفت البلدة، بمشاركة حشد شعبي كبير من أبناء البلدة والبلدات المجاورة.
وحضر التشييع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسين الموسوي، ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب السيد عمار الموسوي، عضوا كتلة الوفاء للمقاومة النائبان إيهاب حمادة وينال صلح وفعاليات اجتماعية وسياسية ودينية.
وخلال التشييع، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة الدكتور إبراهيم الموسوي "أنّ الوقوف أمام الشهداء هو تجديدٌ للعهد مع الدماء والقادة والمجاهدين، مشددًا على أنّ أبناء المقاومة كلما ضاقت عليهم السبل اتسعت ببركة الإيمان والقضية والموقف".
وقال الموسوي: "الموضوع ليس ربحا أو خسارة، فحين نكون في هذا الموقف الذي أطلقه سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي حين قال "إن هذه القضية أنبل وأشرف وأوسع من أن تقاس بخسارة هنا أو هناك، ندرك أنها قضية إنسان، ودين، وإيمان، لذلك لا نحسب الأمور بالخسارات بل بالإيمان والاحتساب والثبات على هذا الخط، وقد أثبتنا بدماء الشهداء أننا أمناء عليه."
وأضاف: "أنتم يا أهل المقاومة، أثبتم أنّكم أمام المقاومة في كل الامتحانات الصعبة والعسيرة التي مررنا بها، والدليل ما شهدناه عند وقف إطلاق النار، حيث رأينا زحف جموع أهل الجنوب إلى مناطقهم أمام الجيش والمقاومة، وكذلك في تشييع الأمينين الشهيدين، وفي الانتخابات البلدية، واحتفال كشافة المهدي الذي يعد أكبر احتفال كشفي في العالم، ما يدل على الالتزام والتنظيم والإرادة، وعلى التزامٍ أخلاقي وإنساني ووطني".
وأشار الموسوي إلى "أن الذين يظنون أن المقاومة تقاتل دفاعا عن قضية مذهبية أو حزبية أو طائفية، "يُخطئون الفهم"، مضيفا: "دماؤنا وتضحياتنا ودماء قادتنا ودماء السيد الشهيد السيد حسن نصر الله، كلها تقول للعالم إنّ تضحياتنا هي فخرٌ للإنسانية جمعاء، لأنها لم تكن في سبيل حزب أو طائفة، بل في سبيل الحفاظ على ما تبقى من كرامة وإنسانية في هذا العالم."
وتابع: "حين نحاكي بدمائنا وتضحياتنا القضايا الأهم والأكثر تأثيرًا في العالم، فإننا ندافع عن الإنسانية جمعاء. وقد أدرك ذلك العالم كله، لأنّ هذه التضحيات العظيمة، من غزة إلى جنوب لبنان، أيقظت وعيًا عالميًا لم يكن ليُصنع حتى لو أنفقنا المليارات أو عملنا لعقود طويلة. هذا الوعي وُلد من دماء الشهداء وصبر المقاومين."
وفي حديثه عن الواقع الداخلي، قال الموسوي: "ما يُقدَّم ويُروَّج له اليوم ليس سوى استسلامٍ كامل، من دون أي ضمانات، والدليل أن الذين عقدوا اتفاقيات ومعاهدات مع العدو لم ينجوا من اعتداءاته وتهديداته. وما جرى في سوريا خير دليل، فقد دُمِّرت مقدراتها رغم أنها لم تُعلن أي موقف عدائي تجاه إسرائيل، بل كلما قدّمت تنازلات زادها العدو ضغطًا واحتلالًا."
وختم الموسوي : "العدو لا يريد حلفاء، بل أدوات يستخدمها لخدمة مصالحه ثم يرميها. أما نحن فثابتون في موقفنا، ملتزمون بقضية الوطن والإنسانية وكرامة اللبنانيين جميعًا. وكل هذه التضحيات التي نقدمها، كان الأحرى أن يشارك فيها كل اللبنانيين، لا أن يتنصل بعضهم من المسؤولية أو يهاجمنا لأننا نقف موقف الشرف دفاعًا عن هذا الوطن وهذه الأمة."
الوكالة الوطنية للاعلام