اكد الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أننا متمسكون بسلاح المقاومة، وشدد في خطاب له بمهرجان يوم الشهيد الذي نظمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الضاحية الجنوبية لبيروت، على أن استمرار العدوان الصهيوني على هذه الشاكلة بالقتل والتدمير لا يمكن أن يستمر، وقال : لكل شيء حدّ، أنا لن أتكلم أكثر من هذا. "خلي المعنيين" ينتبهوا الأمور لا يمكن أن تُتحمَّل أن تستمر بهذه الطريقة.
وفيما يلي كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم خلال احتفال يوم الشهيد الذي أقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء (ع) الثلاثاء 11-11-2025
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحيي يوم شهيد حزب الله، هذا اليوم العظيم الذي افتتحه فاتح العمليات الاستشهادية الشهيد أحمد قصير. في هذا اليوم يكون الاحتفال عامًا في لبنان، وقد اخترنا أن يكون الاجتماع للناس في أحد عشر موقعًا في مختلف المناطق اللبنانية: في مجمع سيد الشهداء الضاحية الجنوبية، في حسينية السيدة خولة (ع) في بعلبك، في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الهرمل، في مجمع المحقق الكركي بلدة الكرك، في مجمع الإمام علي عليه السلام المعيصرة كسروان، في مرقد السيد الهاشمي في دير قانون النهر، في مجمع شهداء حاريص، في مجمع الشهيد القائد محمد بجيجي مشغرة، في النادي الحسيني مدينة النبطية، في مجمع الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف الغازية، وفي النادي الحسيني لبلدة كفرمان.
هذا الاجتماع الكبير مع كل الذين يحضرون من خلال الشاشة هو من أجل إحياء ذكرى يوم الشهيد، وفي الواقع، هذه ليست ذكرى، هذه حياة، الشهداء أحياء عند ربهم يُرزقون، بل أحياء، ولكن لا تشعرون، هذا هو الشهيد، وهؤلاء هم الشهداء.
أروع ما يمكن أن نفتتح به هذا اليوم العظيم هو ما قاله سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، قائد هذه المسيرة وملهمها ومربي أجيالها، قال: «عندما نستشهد ننتصر».
إذن، نحن لسنا أمام أناس تركونا وذهبوا، نحن أمام مجاهدين قاموا بما عليهم واستمروا، استمرارهم بنهجهم، استمرارهم بدمائهم، استمرارهم بما تركوه في حياتنا من أجل أن نبقى أعِزّة، ومن أجل أن نحمل الراية خفّاقة عالية، لا يقبل الشهيد مسار الذل، ولا يقبل الشهيد مسار الحياة الذليلة، ولا يقبل الشهيد إلا أن يكون حيًّا عزيزًا كريمًا مستقلًّا محرٍرًا، يواجه الأعداء بكل عنفوان وبكل إيمان.
لماذا اخترنا هذا اليوم؟ يوم استشهاد الشهيد أحمد قصير في 11.11.1982. مرّ 43 عامًا حتى الآن. اخترنا هذا اليوم لأن نموذج شهادة أحمد قصير —رضوان الله تعالى عليه— نموذج مميّز، وهو في الواقع رمز لكل هؤلاء الذين استشهدوا، ولكل هؤلاء الذين يسيرون على درب الشهادة.
الشهيد أحمد قصير كان عمره 19 سنة، أخذ القرار واتصل بالإخوة، وكان بإشراف الحاج عماد مغنية —رضوان الله تعالى عليه— والحاج أبو الفضل —رضوان الله تعالى عليه— مع آخرين هيّؤوا له السيارة. ذهب بسيارة مفخخة إلى مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي المؤلف من ثماني طبقات، من أجل أن يفجر نفسه تعبيرًا عن رفض الاحتلال وطرد الاحتلال وإيذاء الاحتلال، كي يخرج من أرضنا وكي نعيش بكرامتنا على هذه الأرض.
الشهيد أحمد قصير فدى بنفسه بجسده، لكن روحه بقيت، لأن التعاليم التي أراد أن يرسّخها في الأمة ترسّخت، وأصبحت مسارًا طبيعيًّا. الشهيد أحمد قصير علّمنا بدمائه، ربانا بعطاءاته، رسم لنا الطريق التي توصل إلى الله تعالى، وإلى الحياة العزيزة، وإلى التحرير والكرامة على أرضنا، ولنأخذ مكانتنا.
هذا الشهيد ذهب بسيارته، استطاع الشهيد أحمد قصير أن يوقِع خسائر فادحة في الطبقات الثمانية التي انهارت على الأرض، وقُتل وجرح من في داخلها: 76 قتيلاً، 118 جريحًا. هذه الثمرة المباشرة، لكن الثمرة غير المباشرة هي أنه هزّ معنويات الكيان الإسرائيلي، وفتح الطريق أمام انسحاب إسرائيل من لبنان، وخروج هذا العدو ذليلًا مهانًا، يحمل الخيبة من وجوده على أرضنا المقدسة.
نحن عندما نحيي ذكرى هذا الشهيد، نحيي ذكرى كل شهداء حزب الله، لأننا خصّصنا هذا اليوم ليكون احتفالًا بالجميع. كلهم على هذا الدرب، كلهم استشهاديون، سواء ذهبوا بسيارات مفخخة أو كانوا في مواقع أمامية، أو قُتلوا أثناء تنقلهم، أو قُتلوا في أي مكان من الأمكنة التي فيها مواجهة مع العدو الإسرائيلي.
قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾
وقال أيضًا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
هذه الطريق هي طريق رسمها الشهيد الشيخ راغب حرب —رضوان الله تعالى عليه—، والسيد عباس الموسوي —رضوان الله تعالى عليه—، وسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله —رضوان الله تعالى عليه—، والسيد الهاشمي —رضوان الله تعالى عليه—، والحاج عماد مغنية —رضوان الله تعالى عليه—، وكل الشهداء الأبرار الذين قدّموا في هذه المسيرة، وأعطوا لهذه المسيرة.
يوم الشهيد هو يوم العائلات التي حضنت الشهيد، يوم الشهيد هو يوم كل من قُتل أو مات في سبيل الله تعالى على هذا الدرب وعلى هذا الخط، من المنتسبين أو المحبين أو الموالين أو المتعاطفين أو المدنيين الذين يحيطون بهذه المسيرة ويدعمونها ويؤيدونها، هؤلاء جميعًا هم في الموقع العظيم.
نحن اليوم أمام شهيد استُشهد بعده أربعة آخرون من إخوته: استُشهد أحمد وموسى وربيع ومحمد، يعني الحاج ماجد وحسن الحاج أبو زينب، المجموع خمسة، أولهم أحمد وآخرهم الشهيد ماجد. هؤلاء جميعًا قُتلوا في سبيل الله تعالى، تعبيرًا عن المسيرة. هذه العائلة، عائلة الشهيد أحمد، هي نموذج من عائلاتنا، هي نموذج من مجتمعنا، هي نموذج من العطاءات على درب الشهادة.
لعلّ البعض يقول: إنكم تهتمون كثيرًا بالشهادة والشهيد، وتدعون إلى الشهادة.
يا أخي، الشهادة حياة، أما الموت فهو بيد الله تعالى، لا أحد يظن أنه عندما يذهب الشاب إلى المعركة أو عندما يقف مقاتلًا مجاهدًا إنما يقرّب الموت، أبدًا، فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة، ولا يستقدمون. الموت لا يقترب بالجهاد، ولا يبتعد بالجهاد، ولا يقترب بالتخاذل، ولا يبتعد بالتخاذل، الموت من عند الله تعالى، له وقته، ولكن السؤال: كيف تذهب إلى ربك وإلى أجلك؟ هل تذهب وأنت مرفوع الرأس في فترة الحياة المخصصة من الله تعالى لك أيها الإنسان، أم لا؟
إذا كنت كذلك، وذهبت وأنت مرفوع الرأس، يعني أنك مستعد للاستشهاد، استعدادك هو خيار حياة. استعدادك هو مقاومة للكفر والانحراف والاحتلال والعدوان. استشهادك إنما يأتي كنتيجة طبيعية لحصول الأجل. لكن المهم هو الطريق: كيف وصلت إلى الله تعالى؟
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أشرف الموت قتل الشهادة».
هؤلاء طووا الدروب كلها، ليستقروا في قلوبنا، وفي حياتنا، وفي مستقبلنا.
إمامنا علي —عليه سلام الله تعالى— قال: «حملوا بصائرهم على أسيافهم، ودانوا لربهم بأمر واعظهم».
إمامنا الخميني —قدس الله روحه الشريفة— يقول عن كربلاء: «هو يوم انتصار الدم على السيف، هو يوم انتصار الدم على السيف».
حتى الشهيد أحمد قصير، هو ذهب مملوءًا بالفكر والإيمان والروح. نُقل عنه أنه قال: «من قال إننا لا نستطيع؟ بل بالتوكل قادرون، سأريكم ما أنا فاعل بهم».
نعم يا أحمد، رأينا ما فعلت بهم، ورأينا إخوانك على دربك.
رحم الله الشهيد أحمد، وكل الشهداء الأبرار، وكل الذين ماتوا على هذا الخط وعملوا من أجل رفع راية المقاومة والتحرير والجهاد والعزة والكرامة. إلى أرواحهم جميعًا نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة، مع الصلاة على محمد وآل محمد.
سأتحدث عن عدة نقاط منسجمة مع المناسبة.
أولًا: ما هو واقعنا الذي نعيشه اليوم؟
يجب أن نعود إلى سنة 1982 لنفهم الواقع الذي نعيشه، في سنة 1982 دخلت إسرائيل إلى لبنان من أجل أن تصل إلى الأولي، أي على مشارف صيدا، لتمنع سقوط صواريخ الكاتيوشا على شمال فلسطين المحتلة، ولكنها أكملت، فحاصرت بيروت، ثم أكملت فأخرجت منظمة التحرير الفلسطينية والفلسطينيين من لبنان، ثم أكملت، فكانت مجازر صبرا وشاتيلا بيد عملائها اللبنانيين في الداخل وبإشراف شارون. ثم أكملت فاستمرت محتلّة، ولم تخرج، وتبين أن الهدف ليس منع إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين، إنما الهدف هو الاحتلال والاستقرار في لبنان، وإنشاء المستوطنات في جنوب لبنان. هذا هو الذي ظهر. وإلا، ما معنى أن تبقى إسرائيل من سنة 1982 إلى سنة 2000 محتلّة؟ وما معنى أنه عندما احتلت سنة 1978 —أي قبل أربع سنوات من الاجتياح— أقامت "دولة لبنان الحر" من خلال الرائد المقبور سعد حداد؟
في شهر نيسان 1979 —أي بعد سنة من الاجتياح الأول— عملت "دولة لبنان الحر"، وجدوا أن تسمية "دولة لبنان الحر" فيها شيء من الانقسام، وهذا غير سليم، فغيّروا التسمية، وسمّوها "جيش لبنان الحر"، وبعد سنة تقريبًا، ثم في سنة 1984 سمّوها "جيش لبنان الجنوبي".
لماذا وضعوا اسم "لبنان" دائمًا؟ حتى يوهموا بأن المسألة مسألة داخلية، مسألة لبنانية، هناك جزء من اللبنانيين يريدون قطعة من الأرض هناك، لكن الإشراف إسرائيلي، والدعم إسرائيلي، والتمويل إسرائيلي، والأوامر إسرائيلية. الاحتلال ما زال قائمًا على أرض لبنان، يرعى هذه القطعة بشكل خاص، ويحتل كل هذه المنطقة إلى حدود بيروت.
خرجت إسرائيل سنة 1985 —أي بعد ثلاث سنوات من 1982— بفعل ضربات المقاومة، واستقرّت في الشريط الحدودي الذي تبلغ مساحته تقريبًا ألف كيلومتر مربع، واستمرّت لفترة من الزمن إلى أن خرجت صاغرة في سنة 2000 بضربات المقاومة.
فتح الطريق: أحمد قصير، وأمثال أحمد قصير. الاستشهاديون هم الذين عملوا من أجل إخراجهم.
قالوا لنا كثيرًا: «العين لا تقاوم المخرز». ليثبطوا العزائم. قلنا لهم: ولكن إسرائيل محتلّة.
قالوا: دعوها تحتل، لكن لا نستطيع أن نواجه إسرائيل، هي قوية، هي مدعومة من العالم، هي مدعومة من أمريكا، لكن المقاومين المجاهدين أبَوا إلا أن يواجهوا تحت أصعب الظروف وأعقدها، وقدموا التضحيات والجهاد والعطاءات.
حزب الله قام على فكرة الجهاد، وقام على فكرة المعنويات والكرامة وتحرير الأرض وعزة لبنان ودعم فلسطين، هذه كلها عناوين مشرقة عظيمة. لكن كان دائمًا مثبّطو العزائم يقولون لنا: «لكن لا تستطيعون، ليس لديكم قدرة». حسناً، تبيّن أن هؤلاء الضعفاء في إمكاناتهم، الذين يملكون القدرات المحدودة، لكنهم يملكون قوة لا يملكها هؤلاء المنحرفون، الطغاة، المجرمون، المعتدون.
ما هي القوة التي يملكها هؤلاء المجاهدون؟
قوة الإيمان والإرادة، هذه هي القوة الأساسية، هذه هي التي تصنع من القنبلة قنابل، ومن البندقية قدرة قوية، ومن الرشاش تأثيرًا غير عادي، ومن صرخة "الله أكبر" الزلزلة التي تحصل عند الإسرائيليين، فينهارون أمام هذه المواجهة.
هذه هي القوة الحقيقية التي استطاعت أن تخرج إسرائيل سنة 2000، أي بعد 18 سنة من الاجتياح 1982، أو 22 سنة من الاجتياح الذي قبله 1978. لم تخرج إسرائيل لا بالمفاوضات ولا بالسياسة، وحاولت أن تفرض مفاوضات واتفاقات مثل اتفاق 17 أيار لمصلحتها، لكن لم تتمكن. فما كانت النتيجة؟ خرجت إسرائيل من دون قيد أو شرط.
من سنة 2000 إلى سنة 2023، نحن في حالة ردع لإسرائيل، الردع قائم بسبب وجود المقاومة، بسبب وجود الإرادة، بسبب التلاحم بين المقاومة والجيش والشعب بمنظومة قوية في عملية المواجهة.
42 سنة —من سنة 1982 إلى سنة 2024— يعني عند بداية معركة أولي البأس، مُنعت إسرائيل من مشروعها التوسعي، يعني لم تستطع أن تتوسع، ولم تستطع أن تحافظ على ما احتلته سابقًا، خرجت من أرضنا ذليلة.
42 سنة جاءت معركة أولي البأس، معركة أولي البأس كانت فيها تضحيات كبيرة جدًّا، قدّمنا سيد شهداء الأمة السيد حسن —رضوان الله تعالى عليه—، والسيد الهاشمي —رضوان الله تعالى عليه—، وخيرة القادة الشهداء، وخيرة المجاهدين، وخيرة الناس من أهلنا المدنيين من الرجال والنساء والأطفال، ومع ذلك، لم تتمكن إسرائيل من أن تحقق أهدافها.
هذه المعركة، معركة أولي البأس وقفت حاجزًا أمام الاجتياح الإسرائيلي الذي توقف عند حدود معينة في جنوب لبنان، ولم يستطع أن يتقدّم. الشباب الأسطوري في قتاله أوقف 75 ألف جندي وضابط إسرائيلي على المشارف، في القرى الأمامية، لم يتقدّموا إلا أمتارًا قليلة، مئات الأمتار، لكن لم يستطيعوا.
هذا كله بفضل توفيق الله تعالى، ومقاومة هؤلاء المجاهدين الاستشهاديّين الذين لا يخافون إلا الله، والذين باعوا جماجمهم لله تعالى.
ثم حصل الاتفاق في 27 /11/ 2024، الاتفاق هو وقف إطلاق النار، والاتفاق فيه انسحاب إسرائيل من جنوب نهر الليطاني، وفيه انتشار للجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني، وعدم وجود أي مظاهر مسلحة لغير الجيش اللبناني المسؤول عن الأمن في تلك المنطقة. هذا الاتفاق يتحدث عن هذه النتيجة: انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، جنوب نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني.
بالنسبة إلينا كحزب الله، الاتفاق فيه ثمن مقبول لدى المقاومة، لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني الذين هم أهلنا، بالنسبة إلينا الذين سيتواجدون بدل المقاومة على أرض الجنوب، الجيش اللبناني، لسنا خاسرين، نحن نتمنى أن يكون الجيش اللبناني مستمرًّا في وجوده على الأرض، ويقاتل العدو الإسرائيلي إذا تقدّم، ويقاتل العدو الإسرائيلي عندما يعتدي، ويخرج الإسرائيلي غصبًا عنه من أرضنا، ويدافع عن وطنه.
الذي يقول أنه : «بالاتفاق ما أنتم لم تعودوا موجودون مسلحين في جنوب نهر الليطاني»، صحيح، لكن الموجودون هم أولادنا: الجيش اللبناني، هؤلاء أبناء وطننا، وبالتالي نحن رابحون بوجود الجيش اللبناني. رابحون بهذا الاتفاق، لأن الدولة أعلنت استعدادها أنها ستتحمل مسؤوليتها، بعد أن تحملتها المقاومة 42 سنة.
42 سنة المقاومة تنوب عن الدولة، عن الحكومة، عن الجيش، عن كل المواطنين اللبنانيين في أي مكان كانوا في لبنان، يعني الذي كانت تعمله المقاومة هو تضحية كبيرة جدًّا جداً نيابة عنها وعن الآخرين "وما عم نربّح جميلة"، بل نعتبر أننا استطعنا —والحمد لله، الله أعاننا— فنحن اتصدّينا، ونتمنى دائمًا أن أي أحد يقدر أن يدافع عن هذا البلد أن يكون في المواقع الأمامية، ويدنا بيده، وأن يدافع، ونحن معه ونؤيده وندعمه.
بالمقابل، إسرائيل خسرت بهذا الاتفاق، لأنها خرجت، ويجب أن تخرج بحسب الاتفاق من دون أن تحصل على مكاسب عدوانها، وهذا أمر واضح: أن عليها أن تنسحب، والانسحاب هو ربح مقبول بالنسبة إلينا.
السؤال —وهذا ما يدخلنا إلى النقطة الثانية—: لماذا لم تطبّق إسرائيل ما عليها؟ أو بالأحرى: لماذا لم تطبّق أمريكا ما عليها باليد الإسرائيلية؟
السبب واضح، بل الأسباب واضحة:
أولًا: لأن لبنان يستعيد سيادته وحريته وكرامته إذا خرجت إسرائيل.
ثانيًا: لأنه مرّت سنة، وكل هذه الاعتداءات والخروقات التي تمارسها إسرائيل لم تتمكّن من خلالها أن تجرّ المقاومة أو لبنان إلى تبادل يؤدي إلى إعطاء ذريعة لإسرائيل بأنه لم يُنفّذ الاتفاق، وبالتالي، كل أمن المستوطنات كان موجودًا بشكل عادي وطبيعي، ولا تستطيع إسرائيل أن تدّعي بأن أمنها معرض للخطر.
ثالثًا: لأنها تريد أن تتدخل في مستقبل لبنان. ما تفعله إسرائيل وأمريكا اليوم ليس أنهم يحرصون على أمن إسرائيل أو تطبيق الاتفاق، هم بالحقيقة يتدخلون في مستقبل لبنان: كيف سيكون جيشه؟ كيف سيكون اقتصاده؟ كيف سيكون سياسته؟ وكيف سيكون موقعه؟
طبعًا، أمريكا باليد الإسرائيلية تريد أن تنهي قدرة لبنان المقاوم، وأن تسلح الجيش بمقدار قدرته على مواجهة حزب الله، أي: ممنوع أن يكون الجيش قادرًا على إسقاط طائرة واحدة، وممنوع أن يكون قادرًا على إطلاق صاروخ واحد باتجاه العدو الإسرائيلي.
يعني يريدون إعدام قدرة لبنان، وكشف لبنان أمام العدو الإسرائيلي، وهذا هو الذي يكون عقبة أمام أن لا تقدّم إسرائيل على الانسحاب، وأن لا تقوم بواجبها هي وأمريكا بحسب الاتفاق.
هنا أريد أن أسأل: لماذا يفعلون هكذا؟ يضغطون لأنهم يعتبرون أن الاتفاق يعطي لبنان مكاسب، وأن إسرائيل إذا خرجت من لبنان بهذا الاتفاق يبقى لبنان يملك أوراق قوة ليدافع عن نفسه وعن كرامته.
من هنا هم يضغطون على الحكومة لتقدّم تنازلات من دون بَدَل، ومن دون ضمانة، وعن طريق الفتنة، مع إعطاء حرية كاملة لإسرائيل أن تبقى محتلّة وتعتدي متى تشاء، وهي حقيقة الآن: إسرائيل محتلّة لكل لبنان بطيرانها وعدوانها، وبإدارة أمريكية.
هذه هي الصورة. إسرائيل لا تريد أن تخرج، لأنها تريد أن تتحكّم بلبنان سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا ومالياً وجغرافيًّا، وتريد أن يكون لبنان حديقة خلفية لتوسيع المستوطنات، كجزء من "إسرائيل الكبرى".
للأسف، حكومتنا اللبنانية لم تجد من البيان الوزاري إلا "حصرية السلاح"، وتدّعي أنها إنما تقوم بحصرية السلاح من أجل أن تنزع الذرائع من العدو الإسرائيلي.
يا جماعة، ما بقى نزع السلاح ذريعة، لأنه الآن طلعوا لنا بذريعة جديدة: «حزب الله يستعيد قدرته، يتسلّح من جديد، لا يسمحون باستعادة القدرة». حسناً، لا، هناك شيء آخر؟ «حزب الله يتموّل، حزب الله يحصل على المال، والمال يعطيه قوة». يعني ساعة ذريعة نزع السلاح، وساعة ذريعة استعادة القدرة، وساعة ذريعة وجود التمويل، وبعد شوي سيقولون: الذريعة الحقيقية هي أصل وجود هذا الكيان، وهذا المجتمع، وهذه البيئة، وهؤلاء الأطفال الذين سيصبحون كبارًا في المستقبل.لأن إشكالهم على أصل الوجود، وليس إشكالهم على هذه الذرائع المختلفة، هذه لن تنتهي كذرائع.
حسناً، أريد أن أسأل: عادةً عندما الانسان يحاجج، يحاجج بدليل واقعي، أيهما أقوى دليلاً ليكون معه حق؟ حجة إسرائيل بالأمن المستقبلي، وهي الآن حققت أمنها وتعتدي، وواضح أن القدرات الموجودة عندها تحفظها لفترات طويلة من الزمن، في مقابل لبنان وكل المنطقة، أم العدوان الإجرامي اليومي الذي يحصل على لبنان، ويرتقي شهداء، ويكون هناك تدمير وأعمال مباشرة؟ كم مدنيًّا قُتل؟ كيف تحصل هذه الأعمال الشنيعة اليوم؟ اليوم عندنا الإسرائيلي يقتل المدنيين بشكل متنقّل، وفي بيوتهم، يدمّر البيوت، يجرف الأراضي، يمنع العودة، يعدم الحياة في منطقة الشريط على المحاذاة مع فلسطين المحتلة.
بحسب وزارة الصحة، صار هناك 303 شهداء منذ الاتفاق حتى الآن —أي حوالي سنة— و917 جريحًا من المدنيين والأطفال والرجال والنساء والمقاومين.
حسناً، ماذا يسمون هذا؟ إذا كان المتحدث باسم اليونيفيل داني جيري يقول: هناك 7000 خرق جوي إسرائيلي حتى الآن، و2400 نشاط شمال الخط الأزرق منذ وقف إطلاق النار، ولم ترصد الأمم المتحدة أي نشاط لحزب الله في منطقة عمليات الأمم المتحدة، ماذا يريدون أكثر من هذا؟
سنة بكاملها: خروقات إسرائيل بالآلاف، اعتداءات إسرائيل بالمئات، الشهداء بالمئات، جرحى بالمئات. ومع ذلك، يخرج أحد ويقول: "والله في مشكلة موجودة عندنا بلبنان"، لا، المشكلة موجودة بالإسرائيل.
سأنتقل إلى النقطة الثالثة:
أنا لن أناقش في هذا اللقاء خدّام إسرائيل، لأن هؤلاء لو تضيئ لهم العشرة لن يروا، البصيرة معدومة، لن أناقش خدّام إسرائيل: من هم خدّام إسرائيل؟ حتى لا نكون نظلم أحد. هم الذين لا يدافعون عن مواطني بلدهم، ولا يستنكرون عدوانية إسرائيل، ويشاركوا في الضغط لتحقيق المطالب الأمريكية الإسرائيلية. حتى لا تقولوا غدا "اتهم هذه الجماعة أو تلك الجماعة"، لا، الذين يملكون هذه الصفات —الحمد لله— يمكن كل اللبنانيين لا يكون لديهم هذه الصفات، دعونا نرى التطبيق العملي، فليطبق كل واحد بنفسه.
نحن نتجه بكلامنا إلى أصحاب الضمائر الحية، أصحاب الحس الوطني، الذين نأمل أن يوقظ إذا غفل لسبب أو لآخر.
نسأل سؤالاً: لماذا لا تضع الحكومة اللبنانية خطة استعادة السيادة الوطنية من ضمن جدول أعمالها، وتعمل جدولًا زمنيًّا، وتطلب كل شهر من الجيش اللبناني والأجهزة المعنية أن يقدموا تقريرًا: "أين أصبحنا في استعادة السيادة الوطنية؟"، وأيضًا أن يضعوا برنامجًا بعدم تطبيق الإملاءات الأمريكية وعدم الانبطاح أمامها؟
يا جماعة، أمريكا مشروعها مشروع احتلال وتوسع وعدوان، أمريكا تستخدم إسرائيل أداة، يعني عندما نقول "العدوان الإسرائيلي"، هو بالحقيقة "العدوان الأمريكي الإسرائيلي". عندما نقول أمريكا تأتي وتطلب من لبنان بعض المطالب هي بالحقيقة تحاول إرغامه وتستخدم الضغط الإسرائيلي من أجل أن تحقق أهدافها. عندما يتحدث الأمريكان عن التجفيف المالي؟ ما علاقتهم بالوضع الاجتماعي والقرض الحسن، وكل هذه الخدمات التي تُقدَّم للناس، "بعد بدهم" يتدخلوا بشؤوننا الداخلية.
على الحكومة أن تتصرف على أساس حماية المواطنين، وحماية المنظومة الاجتماعية، ومسؤوليتها عن الإعمار والبناء وإعطاء الحقوق. ليس دور الحكومة اللبنانية أن تستمع إلى الإملاءات الأمريكية وتبدأ بتنفيذها.
إذا أردنا أن نُظهر أن هذه الحكومة نجحت أم لا، يجب أن يعطوننا تقريرًا: ماذا فعلوا بالسيادة؟ ماذا فعلوا بإعادة الإعمار؟ لا أن يذهبوا ويلتهوا بأمور لا يستطيعون أن يُحقّقوا نتيجة فيها.
يا عمي، واضح، الأميركي واضح، براك صرّح بشكل صريح جدًّا أنه يريد تسليح الجيش اللبناني ليقاتل شعبه المقاوم، يقولوها على رأس السطح؟ كيف تقبلون؟ أنتم ما لازم تقبلوا.
يريدون الإشراف على إعدام القوة العسكرية والقدرة العسكرية في كل لبنان، لتبقى إسرائيل بلا رادع.
أنا أختصر وأنتقل إلى النقطة الرابعة:
ما هو موقف حزب الله؟ موقف حزب الله سأقوله بخمس نقاط:
أولًا: الاتفاق المعقود في 27-11-2024 هو حصريًّا لجنوب نهر الليطاني، وعلى إسرائيل الانسحاب، وإيقاف العدوان، وإطلاق سراح الأسرى، ولا توجد مشكلة على أمن المستوطنات، والدولة اللبنانية هي التي تتحمل مسؤولية من خلال حكومتها وأجهزتها أن تنفّذ إخراج إسرائيل بكل الوسائل المشروعة والمتاحة، ويجب أن يفكّروا بإبداع لتطبيق هذا الاتفاق من الجهة الأخرى، لأن لبنان نفّذه مع مقاومته وشعبه.
ثانيًا: الجنوب مسؤولية الدولة، مسؤولية الحكومة والشعب والمقاومة، ولن يستقر لبنان مع استمرار عدوان إسرائيل وضغط أمريكا، وإذا كان الجنوب نازفًا، فالنزف سيطال كل لبنان بسبب أمريكا وإسرائيل.
ما حدا يتصرف على أنه "ما إلنا علاقة". هذا الجنوب، لا ، إلنا علاقة بكل لبنان.
ثالثًا: لا استبدال للاتفاق، ولا تَبْرئة ذمّة للعدو الإسرائيلي باتفاق آخر، لأنه عندما نذهب إلى اتفاق آخر، يعني معنى ذلك أن كل شيء انتهى وعفونا عنه، وكل الاعتداءات التي ارتكبوها مشي حالها، وعندها سيذهبوا إلى شروط جديدة وترتيبات جديدة.لا، يجب تنفيذ الاتفاق، وهذا أساس، بعد تنفيذ الاتفاق، كل السبل مفتوحة لناقش داخلي بين اللبنانيين بإيجابية وتعاون على قاعدة قوة لبنان واستقلاله وسيادته، لا علاقة لأحد بما يتفق عليه اللبنانيون، لا أحد يدخل بيننا. نحن نرتب حالنا ونتفق على كل شيء.
رابعًا: استمرار العدوان على هذه الشاكلة بالقتل والتدمير لا يمكن أن يستمر، ولكل شيء حدّ، أنا لن أتكلم أكثر من هذا. "خلي المعنيين" ينتبهوا لأمور لا يمكن أن تُتحمَّل أن تستمر بهذه الطريقة.
خامسًا: نحن شعب حيّ، أصابتنا الحرب إصابات بليغة، ولكننا أحياء وشجعان ومقاومون.
يوم الشهيد هكذا يقول، تحيةً إلى العائلات المجاهدة الطيبة الطاهرة، إلى الرجال والنساء والأطفال، إلى الجرحى والأسرى، إلى كل الذين أحاطوا بالمجاهدين والاستشهاديين، إلى كل الذين رفعوا هذه الراية عاليًا، إلى كل الذين كانوا صوتًا صادحا مؤثرًا تحت لواء سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله —رضوان الله تعالى عليه.
هذا المجتمع المقاوم هو مجتمع يحمي الدولة من الضغوطات الخارجية، ويقوي موقعها وموقفها. استفيدوا من هذا المجتمع. مجتمع المقاومة يسد المنافذ الأمنية والسياسية والاقتصادية —فضلاً عن العسكرية— في وجه إسرائيل.استفيدوا من هذا المجتمع.
هنا أنا عندي سؤال: هل التشييع المليوني للسيّدين الشهيدين تهمة؟
هذه حقيقتنا. نحن في بلدنا وأرضنا، وهؤلاء ناسنا الذين عبروا عن هذا التشييع وهذا الالتزام.
هل 75 ألف كشفي في المدينة الرياضية يجتمعون في الاجتماع الكشفي الكبير تهمة؟
هؤلاء أولادنا، جيل المستقبل في بلدنا وأرضنا، يرفعون راية الأخلاق والإخلاص والجهاد والحق والمستقبل والسلام والأمن. هذه ليست تهمة.
سؤال: هل وحدة حزب الله وحركة أمل تهمة؟ هذه اللحمة الشعبية هي دعامة بناء بلدنا وأرضنا، لبنان! يا جماعة، لازم الناس تفكر كيف تتحد، مش تستنكر الاتحاد الموجود.
يقولون لنا: "لا تقولوا تعافينا". بعض المقالات وبعض الأشخاص نصحوا: "ما تقولوا تعافينا، لأنه إذا قلتم تعافينا، الإسرائيلي سيأخذها حجة". هو لا يبحث عن حجة، هو عنده كل الحجج. أصل وجودنا هو حجة بالنسبة له.
نحن عم نتعافى بحضورنا الطبيعي في بلدنا. مجتمعنا مجتمع حيّ، مجتمعنا مجتمع قوي، مجتمعنا مجتمع آمن بالمقاومة، آمن بالتحرير.هذه قوة الحقيقة. دائمًا نحن نقول: قوتنا بالإيمان والإرادة، ليست القصة قصة الإمكانات، لكن هذه حجة. هم يريدون: حياتنا ألا تكون موجودة؟ ويريدون إبادتنا؟ هكذا ننظر: نحن أمام خطر وجودي حقيقي، ولذلك من حقنا أن نفعل كل شيء في مواجهة هذا الخطر الوجودي.
سجّلوا لديكم: قوة مقاومتنا بإرادتنا وإيماننا،دماء شهدائنا زادتنا قوة وعزة. تضحيات أهلنا أنارت طريق عزتنا. التهويل والضغط لن يغيّر موقفنا. سندافع عن أرضنا، سندافع عن أهلنا، سندافع عن كرامتنا وعزتنا.
لن نستسلم. لن نترك مستقبل أجيالنا للمستكبرين والمجرمين والعابثين والعملاء. لن نتخلّى عن سلاحنا الذي يعطينا هذه العزيمة وهذه القوة، ويمكننا من الدفاع.
ألا وإن الدعي يا ابن الدعي قد ركز بين أثنين: بين السَلَة والذِلّة.
وهيهات من الذلّة.
على أمريكا وإسرائيل أن ييأسا. نحن أبناء الحسين، نحن الممهّدون للمهدي —عجّل الله تعالى فرجه الشريف—،نحن أهل الملاحم في الدفاع، نحن أهل الأرض الصامدون، نحن بعنا جماجمنا لله تعالى، فلن تتحكم بنا الشياطين.
إما أن نعيش أعِزّة، وإما أن نموت أعِزّة.
فالموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين، كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام.
نحن المعتدى علينا، وسندافع.أي ثمن هو أقل من ثمن الاستسلام، ويفتح أفق الانتصار، ونحن واثقون أننا منصورون ومن الآخر تقولون: "وقعت فينا خسائر كبيرة"، صحيح، إسرائيل متغولة ، صحيح . أمريكا متجبرة طاغية، صحيح، لكن الصحيح أيضًا أننا لن نركع، وسنبقى واقفين. جرّبتمونا في السابق، وفي معركة أولي البأس، إذا أردتم التجربة، سنكون لها. لكننا لن ننسحب من الميدان، وسندافع بكل ما آتيناه قوة.
وهيهات منا الذلة.
توجد ثلاث قواعد أتمنى أن يحفظها الأعداء قبل الأصدقاء:نحن مطمئنون لثلاث قواعد تظلّلنا في هذه المرحلة:
أولًا: هذه المقاومة وشعبها لا يُهزمون.
ثانيًا: منصورون بإحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة.
ثالثًا: هذا زمن الصمود وصناعة المستقبل.
نحن نمشي على هذه القواعد الثلاثة في يوم الشهيد، يوم العظمة والعطاء.
هنا لابد أن نحيي فلسطين وغزة والضفة والقدس. نحيي الجهاد العظيم الذي أعطاه الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، والتضحيّات العظيمة التي قدّمت من أجل التحرير. هؤلاء الأبطال الذين عرّفوا العالم معنى أن يقفوا من أجل حقهم لمدة سنتين، وكل الإجرام العالمي ضدهم، ولم يمكنوا إسرائيل من تحقيق أهدافها.
نحن نؤيدكم وندعمكم، وستبقى البُوصلة فلسطين.
تحية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دعمتنا وتدعمنا. تحية إلى الإمام القائد الخامنئي —حفظه الله، هذا الولي المحب العاشق للمجاهدين، المحب للكرامة الإنسانية، المدافع عن حق المظلومين وعن فلسطين.هذا الدعم الذي قدّمته إيران هو عظيم جدًّا.
وتحية هنا إلى الشهيد قاسم سليماني —رحمة الله عليه وقدس الله روحه الشريفة—، قائد المحور المقاوم الذي أعطى كل شيء.
تحية إلى اليمن العزيز: ما هذه الجماهير المليونية؟ ما هذه العطاءات التي لا تتوقف؟ ما هذه القيادة والشعب وأنصار الله وكل هؤلاء الذين يقدمون ويُضحّون؟ العسكر، الأمن، القوات المختلفة، كلهم على قلب رجل واحد. أنتم —إن شاء الله— طلائع التحرير.
تحية إلى العراق الأبي بمرجعيته وشعبه وحشده وحكومته وكل المعنيين وعشائره، لأنه بالحقيقة أحسسنا أنهم دائمًا إلى جانبنا، وإن شاء الله نستمر معًا.
أيها الشهيد، أنت نبراس حياتنا، وسنستمر على هذه الطريق. نحن استشهاديون بالمنهج والعطاء والاتجاه والنتيجة .عندما نستشهد ننتصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العلاقات الاعلامية في حزب الله
الثلاثاء: 11-11- 2025
20 جمادى الأولى 1447 هـ
العلاقات الاعلامية / المحور الاخباري