حزب الله شيّع القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد هيثم الطبطبائي والشهيدين مصطفى برو وقاسم برجاوي بمسيرة حاشدة في الغبيري.
شيّع حزب الله وجمهور المقاومة القائد الجهادي الكبير السيد هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي) والشهيدين المجاهدين مصطفى أسعد برو ( الحاج حسن) وقاسم حسين برجاوي (ملاك)، بمسيرة حاشدة جابت طرقات الغبيري بعد أن انطلقت من موقف بلدية الغبيري حتى روضة شهداء المقاومة الإسلامية الأبرار في الغبيري، بمشاركة فعاليات وشخصيات دبلوماسية رسمية وسياسية وعسكرية ووزارية ونيابية، وقيادات حزبية لبنانية وفصائل وفلسطينية، وعلماء دين من مختلف الطوائف الدينية، وفعاليات ثقافية واجتماعية وتربوية وبلدية واختيارية، وحشود من جماهير المقاومة.
وتقدم الموكب المهيب الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة الإمام المهدي (عج) والفرق الكشفية وحملة الرايات والأعلام اللبنانية وحزب الله، وصور الشهداء القادة، وقد ردد المشاركون الهتافات المناصرة للمقاومة، والمنددة بالهمجية الإسرائيلية، ولطموا صدورهم على وقع اللطميات الحسينية.
وأقيمت مراسم تكريمية للشهداء قبل انطلاق مسيرة التشييع، حيث حُملت النعوش الطاهرة التي لُفت برايات حزب الله على أكتاف ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية، وعلى وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج)، تقدم حملة النعوش نحو المنصة الرئيسة وأمامهم راية حزب الله، ثم وضعت أكاليل من الزهر أمام النعوش، لتعزف بعد ذلك الفرقة الموسيقية النشيدين الوطني اللبناني وحزب الله، فيما أدت فرقة عسكرية من المقاومة القسم والبيعة للشهداء بإكمال مسيرة الجهاد والمقاومة حتى تحقيق النصر على العدو الإسرائيلي ومشاريعه الاستكبارية والعدوانية، لتقام بعد ذلك الصلاة على الجثامين الطاهرة بإمامة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش.

وتخللت المراسم كلمة للشيخ دعموش أكد فيها أن القائد الجهادي الكبير السيد أبو علي الطبطبائي قائد شجاع عاشق للجهاد والمقاومة، تنقل من ميدان إلى آخر، وما غادر ساحات القتال على مدى أكثر من 35 عاماً، وكان من أبرز القادة الجهاديين الذين أداروا معركة أولي البأس بكل شجاعة واقتدار، وكان يتواجد في أي مكان يطلب منه أن يكون، لأنه نذر حياته للمقاومة، يقتحم الموت بالموت، فهو لم يتعب يوماً من حمل السلاح في مواجهة العدوان، ولكنه تحسر شوقاً للقاء الشهداء.
ورأى الشيخ دعموش أن الهدف من اغتيال هذا القائد الجهادي الكبير هو النيل من إرادة المقاومة وعزمها وقرارها وتصميمها وإخافتها وضعضعتها لتتراجع وتتوقف وتضعف وتستسلم وتخضع، ولكن هذا الهدف لن يتحقق على الإطلاق، لأننا جماعة مؤمنة بالله واليوم الآخر، ومؤمنة بقضيتها ورسالتها وخطّها، ومستعدة للتضحية بأغلى ما لديها، لا سيما وأننا ننتمي إلى عقيدة إيمانية وهوية وطنية، وإلى ثقافة وتاريخ عريق في النضال والجهاد، نزودها بطاقة روحية ومعنوية هائلة، وقدرة كبيرة على تحمّل المصاعب والتضحيات والآلام، وهذا ما يفسّر لنا هذا الصمود الأسطوري لأهلنا في الجنوب والضاحية والبقاع وكل لبنان، وهذا ما يفسّر لنا هذه القدرة على التحمّل والثبات والصبر لدى عوائل شهدائنا.
وقال الشيخ دعموش: لقد آلمنا كثيراً استشهاد هذا القائد الكبير والشهداء الأبرار الذين ارتقوا معه، ولكن هذا لن يمس في إرادتنا ولا في عزمنا ولا في تصميمنا ولا في قرارنا ولا في مواصلتنا للطريق، بل سنزداد دائماً عزماً وتصميماً وإرادة ومضياً، وسيجعلنا نتمسك أكثر بصوابية الخيار والقرار الذي اتخذناه، ولن نبدل شيئاً.
وشدد الشيخ دعموش على أن استشهاد السيد القائد أبو علي لن يعيد المقاومة إلى الوراء، ولن يثني المقاومة عن استكمال ما بدأه هذا الشهيد الكبير، ولن يدفعها نحو الاستسلام، وها هم الصهاينة قلقون من رد حزب الله المحتمل، ويجب أن يبقوا قلقين، لأنهم ارتكبوا جرائم كبيرة بحق المقاومة ولبنان، فهم يظنون أن هذا الاغتيال يؤدي إلى خلل في بنية وقيادة المقاومة، ولكن غاب عنهم أن لدينا من القيادات الشجعان ما يملأ أي فراغ قيادي، بل لدينا جيل من القادة الجهاديين من رفاق السيد أبو علي ومن تلامذته الذين يستطيعون أن يتولوا المسؤوليات أياً تكن التضحيات التي تقدّم.
واعتبر الشيخ دعموش أن جوهر المشكلة اليوم في لبنان هو العدوان الصهيوني المستمر، وليس الجيش أو المقاومة، ومن واجب الدولة مواجهة العدوان بكل الوسائل، وحماية مواطنيها وسيادتها واستقلالها، وعلى الحكومة وضع خطط واضحة لذلك، ورفض الضغوط التي يراد منها دفع لبنان للاستجابة للإملاءات الأميركية والشروط الإسرائيلية، لأنها تعني الاستسلام، وليس الحل والتسوية، لا سيما وأن كل التنازلات التي قدمتها الحكومة حتى الآن من حصرية السلاح إلى القبول بالورقة الأميركية وانتشار الجيش وصولاً إلى الاستعداد للتفاوض، لم تثمر، ولم تؤدِ إلى أي نتيجة.
ولفت الشيخ دعموش إلى أن العدو اليوم يستبيح كل لبنان، ويضغط في كل الاتجاهات، من أجل أن نستسلم، ولكننا لن نستسلم، فهذا ليس وارداً على الإطلاق مهما بلغ حجم التهديد والتهويل، وعليه، فإن كل التهديدات والحصار والضغوط التي تمارس الآن لن تنفع، وإذا كان يوجد في لبنان والعالم من يهتم بسيادة هذا البلد واستقلاله الحقيقي واستقراره، وأن لا تذهب الأمور إلى ما هو أسوأ وأكبر، عليهم أن يضغطوا ويلزموا العدو الإسرائيلي بوقف عدوانه واستباحته للبنان، ولا يوجد أي كلام آخر، ولو قتلتم من قتلتم، ودمرتم ما دمرتم، لن نكون معنيين بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والاستباحة والتزام العدو الإسرائيلي بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار.
العلاقات الاعلامية / المحور الاخباري