أكد الامام السيد علي الخامنئي أن الصهاينة والأمريكيّين هُزموا في العدوان على إيران رغم تخطيطهم لعشرين عاما لهذا الهجوم . ونفى سماحته توجيه اية رسالة للاميركيين عبر أية دولة .
وشدد سماحته في كلمة متلفزة موجهة إلى الشعب الايراني العزيز، مساء اليوم الخميس، على ضرورة تعزيز واستمرار قوة التعبئة (البسيج) في الأجيال المتعاقبة باعتبارها "ثروة عظيمة وحركة عالمية وعاملاً في تعزيز القوة الوطنية"، ووصف فشل اميركا والكيان الصهيوني في تحقيق أي من أهداف الهجوم على إيران بأنه دليل على فشلهما المؤكد.
وقدم قائد الثورة عدة توصيات ، داعياً جميع أبناء الشعب والتيارات السياسية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها.
وفي إشارة إلى ضرورة تحرك المسؤولين لإحياء ذكرى تأسيس التعبئة، اعتبر آية الله الخامنئي التعبئة حركة وطنية قيّمة، ذات حوافز الهية ووجدانية والثقة بالنفس والحماس، وأضاف: إن الجيل الرابع من التعبئة، أي الشباب الأعزاء في جميع أنحاء البلاد، مستعد للعمل والكفاح، ويجب أن تنضم أجيال متعاقبة إلى حركة التعبئة القيّمة والمهمة للغاية في بلد متطور ومستمر وأكثر اكتمالاً وقوة.
واعتبر سماحته وجود حركة مثل التعبئة رائدًا ومفيدًا لأي بلد، مضيفًا: إن بلدًا مثل إيران، الذي يقف علنًا في وجه المتغطرسين والبلطجية الدوليين ويتصدى لهم، يحتاج إلى التعبئة أكثر من أي بلد آخر.
وفي إشارة إلى ضرورة مقاومة الشعوب ضد جشع الظالمين وتدخلاتهم، قال آية الله الخامنئي: إن العنصر العظيم للمقاومة الذي تأسس ونما في إيران يمكن رؤيته اليوم في الشعارات الداعمة لفلسطين وغزة في مختلف مناطق العالم، بما في ذلك الدول الغربية وحتى اميركا.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية حيوية التعبئة ونشاطها مصدرًا لنمو مقاومة الشعوب ضد طغاة العالم، وأضاف: "يشعر مضطهدو العالم بدعمهم وتمكينهم من خلال نمو المقاومة".
وفي معرض شرحه لمفهوم التعبئة، أضاف قائد الثورة: "تتمتع التعبئة، في بنيتها التنظيمية وكجزء من الحرس الثوري، بشخصية قوية في مواجهة الأعداء وشخصية خدومة تجاه الشعب. والأهم من ذلك، أن للتعبئة انتشارًا واسعًا يتجلى في جميع أنحاء البلاد، وفي كل فرد وجماعة غيورة ومستعدة للعمل ومتحمسة ومتفائلة في المجالات الاقتصادية والصناعية والعلمية والجامعية والحوزوية والإنتاجية والتجارية وغيرها".
ووصف آية الله الخامنئي "التعبئة بهذا التعريف العام والشامل" بأنه الذي يُحبط مخططات العدو في المجالات العسكرية والاقتصادية والإنتاجية والتكنولوجية وغيرها، وقال: ان العلماء الأعزاء الذين استشهدوا في حرب الاثني عشر يومًا، ومصممو وصناع الصواريخ ومطلقوها، وكل من أنار ويواصل التنوير بمنطق سليم وبلاغة في مواجهة الشائعات والإغراءات، والأطباء والممرضون المتفانون الذين لم يغادروا المستشفيات خلال الحرب، وأبطال الرياضة الذين يُظهرون إخلاصهم لله والدين والوطن والشعب في المحافل الدولية، سواء كانوا أعضاءً في منظمة التعبئة أم لا، جميعهم تعبويون.
وأضاف: إن الإمام، الذي كان يفخر بانتمائه إلى التعبئة، كان يسعى إلى تعبئة شاملة كهذه، تعبئة لا تنتمي إلى فئة معينة، بل تشمل جميع القوميات والأعراق والشرائح.
وفي النقطة الأخيرة التي وجهها حول التعبئة، أكد قائد الثورة على جميع مسؤولي الأجهزة الحكومية: مثل التعبئة، أدوا مسؤولياتكم بالإيمان والدافعية والحماس.
وفي جانب آخر من خطابه، حول القضايا الإقليمية وحرب الاثني عشر يومًا، قال آية الله الخامنئي: في حرب الاثني عشر يومًا، هزم الشعب الإيراني بلا شك أمريكا والكيان الصهيوني. لقد جاؤوا وارتكبوا الشر، لكنهم هُزموا وعادوا خائبين، ولم يحققوا أيًا من أهدافهم، وكانت هزيمة نكراء لهم.
وفي إشارة إلى التصريحات المتعلقة بتخطيط الكيان الصهيوني للحرب مع إيران على مدى عشرين عامًا، قال: لقد خططوا لحربٍ يمكنهم من خلالها عبر تحريض الشعب ودفعه لمواجهة النظام ، لكن الأمور سارت في الاتجاه المعاكس وفشلوا لدرجة أنه حتى من كانوا معادين للنظام انحازوا إليه، وظهرت وحدة وطنية عامة في البلاد.
وقال قائد الثورة: بالطبع، تكبدنا خسائر، وبسبب طبيعة الحرب، فقدنا أرواحًا عزيزة، لكن الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها مركز الإرادة والقوة، ويمكنها الصمود واتخاذ القرارات دون خوف من الضجيج. في غضون ذلك، كانت الخسائر المادية التي تكبدها العدو المعتدي أكبر بكثير من خسائرنا المادية.
وأشار إلى الخسائر الفادحة التي تكبدتها أمريكا في حرب الاثني عشر يومًا، وأضاف: لقد تكبدت أمريكا خسائر فادحة في هذه الحرب لأنها، على الرغم من استخدامها لأحدث الأسلحة الهجومية والدفاعية المتطورة، فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في خداع الشعب ودفعه لمواكبته. بل على العكس، ازدادت وحدة الشعب وأحبط مخطط أمريكا أيضًا.
وأشار آية الله الخامنئي إلى العار والشنار الشديد الذي لحق بالكيان الصهيوني في كارثة غزة باعتبارها واحدة من اكبر المآسي في تاريخ المنطقة، ونوه قائلاً: لقد وقفت أمريكا إلى جانب الكيان الغاصب في هذه القضية، ومنيت بالعار والصيت السيئ بشدة لأن شعوب العالم تعلم أن الكيان الصهيوني غير قادر على ارتكاب كل هذه الفضائع بدون أمريكا.
ووصف سماحته، رئيس الحكومة الصهيونية بانه الشخص الأكثر كراهة والكيان الصهيوني بانه المنظمة والعصابة الاكثر كراهة في عالم اليوم ، مضيفًا: بما أن أمريكا تقف في صفهم، فقد امتدت الكراهية للصهاينة إلى أمريكا.
واعتبر قائد الثورة تدخلات أمريكا في مختلف أنحاء العالم عاملًا آخر في عزلتها المتزايدة، قائلاً: إن تدخل أمريكا في أي منطقة يسبب الحرب أو الإبادة الجماعية والدمار والنزوح.
واعتبر الحرب المكلفة وغير الحاسمة في أوكرانيا مثالًا على تدخلات أمريكا، مضيفًا: إن الرئيس الأمريكي الحالي، الذي قال إنه سيحل هذه الحرب في غضون ثلاثة أيام، يفرض الآن، بعد حوالي عام، خطة من 28 بندًا على بلد جُرّ إلى الحرب.
واستشهد آية الله الخامنئي بهجمات الكيان الصهيوني على لبنان، وعدوانه على سوريا، وجرائمه في الضفة الغربية، والوضع المؤسف في غزة كأمثلة أخرى على دعم أمريكا العلني لحرب وجرائم هذا الكيان الشرير، وقال: بالطبع، إنهم يختلقون شائعات مفادها أن الحكومة الإيرانية بعثت رسالة إلى أمريكا عبر دولة معينة، لكن هذا كذب محض، وهذا الشيء غير موجود بالتأكيد.
وفي إشارة إلى خيانة أمريكا حتى لأصدقائها مقابل دعم العصابة الصهيونية الإجرامية ومحاولتها إثارة الحرب في العالم من اجل النفط والموارد الجوفية، والتي وصلت الآن إلى أمريكا اللاتينية، قال: إن مثل هذه الحكومة ليست بالتأكيد حكومة تسعى الجمهورية الإسلامية للتعاون والعلاقات معها.
وفي الجزء الأخير من خطابه، قدم آية الله الخامنئي عدة توصيات للشعب، أولها الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها، وقال: "هناك اختلافات بين المجموعات والفئات السياسية، ولكن من المهم أن نقف معا ضد العدو، كما حدث خلال حرب الـ12 يوما، وهذا التضامن عامل مهم جدا للقدرة الوطنية".
ونصح قائد الثورة، الشعب بدعم رئيس الجمهورية والحكومة، قائلاً: إن إدارة شؤون البلاد شاقة ومرهقة، وقد بدأت الحكومة أعمالاً جيدة، بما في ذلك مواصلة العمل غير المكتمل للشهيد رئيسي، والذي سيشهد الشعب نتائجه إن شاء الله.
وكانت النصيحة الثالثة التي وجهها سماحته للشعب هي تجنب الإسراف في جميع الأمور، بما في ذلك الخبز والغاز والبنزين والمواد الغذائية.
ووصف الإسراف بأنه من أهم المخاطر والخسائر التي تلحق بالعائلات والبلاد، وقال: لو لم يكن هناك المزيد من الإسراف، لكان وضع البلاد بلا شك أفضل بكثير.
وكانت النصيحة الأخيرة التي وجهها سماحته للشعب هي تقوية الصلة بالله تعالى والدعاء من أجل كل شيء، بما في ذلك المطر والأمن والرفاهية، حتى يهيئ الله، برحمته، أسباب إصلاح الأمور.
رصد المحور الاخباري