الشرق: شركة «MAN» الألمانية تفضح تزوير كريم خياط!!!
كتب عوني الكعكي:
يبدو أنّ بعض حديثي النعمة لا يعرفون أنّ اللعب مع الألمان، وخاصة مع شركة عريقة وعالمية وذات سمعة ممتازة ومميّزة مثل شركة MAN ليس سهلاً، وأنّ السحر سينقلب حتماً على الساحر.
القصة أنّ كريم خياط يملك عدّة شركات تتعاطى في مجال محطات إنتاج الكهرباء وصيانتها.. وهو استطاع أن يحصل على عقد صيانة لمعملين من المعامل في الزوق والجيّة. ولكن على ما يبدو، فإنّ الشركة الالمانية اكتشفت تزوير شركة MEP التي يملكها خياط، فقدّمت الى مؤسّسة كهرباء لبنان كتابين:
الأوّل في 20 حزيران، أفادت فيه أنّ الشركة أنجزت أعمال الصيانة بإشراف الشركة الصانعة، وأرفقت كتابها بكتاب لشركة MAN موقّع من قبل السيّدين Olaf Gonia وdan Zander بتاريخ 20 حزيران من دون رقم مرجعي موجّه الى مؤسّسة الكهرباء يفيد بأنّ الشركة الالمانية أشرفت عن بُعد على الأعمال وأنّ قطع الغيار المستخدمة كانت من صنعها.
وفي 14 آب ورد الى مؤسّسة كهرباء لبنان كتاباً آخر من شركة MEP يشير الى كتاب شركة MAN، لكنه مرفق بكتاب للشركة الألمانية مؤرّخ في 3 حزيران من دون رقم مرجعي أيضاً مع تغيير طفيف في بعض الكلمات ولكنها أساسية وبتوقيعي Olaf Gonia وdan Zander، ما أثار الشكوك حول صحتها.
على الأثر راجعت مؤسّسة الكهرباء شركة MAN الألمانية… وفي 8 ت1 فوجئت المؤسّسة بمضمون رسالة من شركة MAN تؤكد فيها أنّ ما ورد في الكتاب الذي يحمل اسم الشركة في 20 حزيران هو غير معلوم لها، وليس موقّعاً من قبل Olaf Gonia وdan Zander.. هذا الردّ أطاح بكل دفاع محتمل، وأثبت أنّ شركة MEP تبنّت كتاباً مزوّراً وقدمته كوثيقة رسمية لتبرّر أعمال ودفعات مالية ضخمة تجاوزت 47 مليون يورو مع هدر مالي ومحركات معطلة بقوة (18.9 ميغاواط).
ولم يقتصر الأمر على التزوير… فالإخبار كشف أيضاً أنّ MEP لم تقدّم أي مستند يثبت مصدر قطع الغيار المستخدمة ليتبيّـن أنها استخدمت أجزاء غير أصلية وبأسعار رخيصة جداً، وامتنعت عن تقديم تقارير فنية رغم الأعطال المتكرّرة التي حدثت.
والنتيجة كانت تعطل محركين: واحد في منطقة «الزوق» والثاني في معامل «الجيّة»، قوة كل منهما 18.9 (ميغاواط)، مما حرم اللبنانيين من تغذية كهربائية إضافية يمكن أن تخفف ساعات العتمة. وتستعد الشركة مطلع العام المقبل الى تسليم معامل تتآكلها الأعطال وسوء الصيانة، مما يتسبّب بخسائر كبيرة بملايين الدولارات لشركة الكهرباء.
إخبار ثانٍ:
الأخطر أيضاً ما ورد في إخبار ثانٍ بحق شركة MEP وكريم خياط… هذه المرّة من أهل البيت. فالمهندس الميكانيكي خالد قشّوع الذي كان يعمل في شركة MEP فجّر فضائح مخيفة، فالتهم الواردة بالإخبار الذي تقدّم به تتعلق بسرقة المال العام، والإثراء غير المشروع، والاحتيال، علماً أنّ قشّوع أُسندت إليه مهام مسؤول التنسيق في ما يتعلق بمواضيع قطع الغيار والمشتريات. ويكشف الإخبار أيضاً، أنّ شركة MEP عمدت الى التقدّم الى المناقصة الجديدة لتشغيل معملي الجيّة والزوق عبر ثلاث شركات هي في الحقيقة شركة واحدة، أو للمالكين أنفسهم بأسماء مستعارة، هذه الأسماء هي: Rene Moketting MEP OEO.
وهناك إثباتات وتقارير ومحادثات ومكالمات مسجّلة وموثقة بالصوت والصورة تؤكد الوقائع التالية:
-1 إستعمال قطع غيار غير أصلية في صيانة معمل الجيّة.
-2 الاستمرار باستعمال قطع غيار غير أصلية في صيانات أخرى.
3- غشّ في كمية ونوعية الزيت.
وفي عام 2019 أجرت شركة MEP أعمال صيانة للمجموعة (رقم 3) في معمل الجيّة، وخلال هذه الصيانة تم استبدال قطع أصلية بقطع مزوّرة.
أمام هذه الوقائع أقرّ المدير الفني السابق للشركة السيد Sreed Haran بهذا الأمر، وذلك مثبّت من خلال محادثة مسجلة صوتاً وصورة تؤكد واقعة استبدال القطع الأصلية بقطع غير أصلية. والفضيحة الكبرى هي فرق الأسعار بين القطع الأصلية وبين قطع التقليد، هذا الفرق يصل الى عشرات ملايين الدولارات.
وقد صدر عن مؤسّسة كهرباء لبنان البيان التالي:
استمرار حملة التشهير التي يشنها السيد كريم خياط وشركة MEP عبر القناة الإعلامية بسبب الإخبار بشبهة التزوير الذي قدّمته المؤسّسة بشأنهما لدى النيابة العامة التمييزية.
عطفاً على بيانها الإعلامي السابق، تاريخ 2025/11/21 تأسف مؤسّسة كهرباء لبنان ورئيس مجلس إدارتها ومديرها العام بأنهما يتعرّضان لحملة تشهير شخصي وتهديد وتوعّد، وأطلقها بالفعل الرئيس التنفيذي لشركة MEP منذ مساء يوم الخميس الواقع في 2025/11/20، وتركز هذه الحملة على مواضيع عدّة ومتفرقة، هي من صلب العمل الروتيني ضمن صلاحيات المديريات المعنية في المؤسّسة وقرارات مجلس الإدارة ذات الصلة بالتعرفة الصناعية، وترابة سبلين وشراء كهرباء من الأردن، وهي غير جديرة بالرد عليها سوى بأنها تحتوي على مجرّد مغالطات، ومحض افتراءات. وإذ تؤكد المؤسّسة على بيانها السابق، فإنّ هذه الحملة لا تصب في غير المصلحة الشخصية للسيد كريم، إذ إن هدفها كما أصبح معلوماً من الجميع الضغط على مؤسّسة كهرباء لبنان وذر الرماد في العيون، للانحراف عن الإخبار الذي تقدّمت به المؤسّسة بواسطة وكيلها القانوني أمام النيابة العامة التمييزية للتحقق في شبهة تزوير واستعمال المزوّر في مستند مقدّم من شركة MEP يحمل اسم الشركة الألمانية الصانعة Everllenee (سابقاً MAN)، التي هي من أفادت برسالتها مرجع SMGHOG ويحمل اسم الشركة الألمانية الصانعة.
أخيراً، لا بدّ من القول إنّ رئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان، رجل موثوق ويملك شهادات بالعلم والخبرة والأخلاق والسلوك، ويمكن أن يكون من المدراء القلائل الموثوقين، ولهم سيرة عمل مميزة المشهود لهم بالخبرة والنظافة والشفافية.
صحيفة الشرق