خرجت مسيرات مليونية في اليمن نصرة لفلسطين ورفضا للاساءة للقرآن الكريم من قبل الاميركيين، فقد خرج اليمن عن صمت العالم الإسلامي، وهبَّ إلى الساحات والميادين في ردّة فعل إيمانية مكتملة الأركان، غضبًا لكتاب الله وإعلان موقف يعبّر عن شعبٍ يرى في القرآن الكريم جوهر هويته، وخط الدفاع الأول عن كرامته ووجوده، ويقرأ الإساءة إليه باعتبارها حربًا مفتوحة تستهدف الدين والعقيدة قبل الجغرافيا.
وفي مشهد إيماني غير مسبوق، احتشد اليمنيون في ما يزيد على 1500 ساحة تحت شعار "نفير واستنفار.. نصرة للقرآن وفلسطين"، في العاصمة صنعاء وعموم المحافظات الحرة، مجددين العهد مع كتاب الله، ومعلنين رفضهم القاطع لكل أشكال الإساءة الأمريكية والصهيونية للقرآن الكريم، ومؤكدين أن الهوية الإيمانية موقفٌ ثابتٌ يتجسد في الساحات والميادين.
وفي المسيرات الصاخبة تشكّل مشهدٌ يمني نادر، تداخل فيه الغضب بالعقيدة، والوعي بالفعل، حيث تحولت الميادين إلى منصات ناطقة برسالة واحدة: أن القرآن ميثاق أمة وحبل نجاتها، وأن المساس به هو مساس مباشر بكرامة المسلمين جميعًا، وبحقهم في الوجود الحر الكريم.
العاصمة صنعاء دشّنت المشهد بمسيرة مركزية واحدة، لكنها حملت ثقل القرار الشعبي، حيث بدا ميدان السبعين الذي فاض بالحشود المليونية عنوانًا لرسالة واضحة مفادها أن صنعاء تمثل قلب الموقف الإيماني ورافعة التفويض الشعبي للقيادة في معركة الدفاع عن المقدسات، وأن الرد على الاستهداف الثقافي لا ينفصل عن معركة الأمة الكبرى.
وبالتزامن مع الحشد المليوني في الميدان الإيماني الأكبر، كانت مديريات صنعاء الغربية البعيدة حاضرة بعشرات الساحات التي استُحدثت لاختصار المسافات والتغلب على صعوبات الجغرافيا، وتسجيل موقف يراكم الرسائل اليمانية الإيمانية.
وفي محافظة الحديدة، تحولت 317 ساحة إلى منابر غضب واعٍ، عبّرت عن قدرة المجتمع المجاهد على تحويل الاستهداف إلى طاقة مواجهة، مؤكدة أن الانتصار للقرآن لا يقف عند حدود التنديد، وإنما يبدأ بخيارات عملية في مقدمتها الإعداد لكل مساعي الأعداء العدوانية، مرورًا بالمقاطعة الاقتصادية ومواجهة أدوات الحرب الناعمة.
رصد المحور الاخباري