أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي لشهيده زكريا يحيى الحاج (أبو يحيى)، والذكرى السنوية للشيخ محمد علي خاتون في بلدة جويا، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب رائد برو، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي إلى جانب عوائل الشهداء وعلماء دين وفعاليات وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
استُهلّ الاحتفال بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى برو كلمة حزب الله، اعتبر فيها أن "ازدياد وتيرة التصعيد في لبنان حاليًا سببه مجموعة من الدوافع، الدافع الأول هو الرغبة التوسعية الإسرائيلية التي تخبئها وتعتقد من خلالها بأن القوي هو الذي يفرض الشروط دون الخضوع إلى أي شيء اسمه منطق، والثاني هو الرغبة التوسعية وتقاطع هذه الرغبة عند إسرائيل مع بعض القوى الإقليمية والدولية للانتهاء من حزب الله". وقال: "البعض يريد إنهاء حزب الله، والبعض الآخر يريد إضعافه، وآخرون يريدون الانتقام، وبالتالي هناك عاملان لا بد من وضعهما على الطاولة في الوقت الذي نناقش فيه أمور الحرب، أما الدافع الثالث فيتمثل في رغبة البعض في أن يضعف حزب الله من أجل أن تعزز نفوذه الداخلي والمحلي، وتقوية نفسه في هذه الزواريب الداخلية اللبنانية".
أضاف: "هناك دافع أيضًا يتمثل في أن إسرائيل، وهي تقارب مسألة الحرب والتصعيد، تناقش مبدأ الجدوى من الحرب وكلفتها، والتناسب بين الكلفة التي ستدفعها وبين الجدوى التي ستحققها على طاولة الشروط السياسية والطاولة السياسية في مرحلة ما بعد الحرب، وهذا ما يؤكد أننا لسنا كما يحاول البعض أن يصوّرنا "ضعفاء ونفتقد لنقاط القوة"، فلو كنا كذلك ولو كان أهلنا غير مؤمنين بفكرة المقاومة ولا يتمتعون بالثبات والحضور وإرادة القتال، لما ناقش العدو الإسرائيلي في غرفه الأمنية والعسكرية الداخلية مسألة الجدوى والكلفة وما إلى ذلك. إزاء هذا الوضع، المطلوب من الدولة اليوم أن تحسن الأداء إزاء هذه العوامل التي تتقاطع "الرغبة التوسعية الإسرائيلية، والمصالح الدولية والإقليمية التي لها مصلحة في الضغط على حزب الله، وبعض النفوس في الداخل"، وأن تفكك بين هذه العوامل لتبعد شبح الحرب، وتفضح العدو الإسرائيلي في كل المحافل الدولية، وتقنع الإقليم والمحيط وأصدقاءها بأن الحرب على لبنان سوف تغرق كل السفينة، ولن يكون هناك رابح وخاسر".
وسأل عن "قدرة الدولة اللبنانية على أن تضع حدًا لوزير خارجية يمثل حزبه بغريزته وكراهيته، وتفهمه هو وحزبه وهذه القوى بأنه إذا ضعف حزب الله لن يبقى أحد، وسيَغرق البلد كله، وعن قدرتها من خلال أدائها على التفكيك بين العدو الإسرائيلي والإقليم والداخل، ليس بالإقناع بل بالأداء وباستجماع وتوظيف كل نقاط القوة بطريقة صحيحة وسليمة، ومن خلال توحيد المنطق كي يكون منطقًا واحدًا في كل الدولة".
وختم: "للأسف ما يحصل اليوم من قبل الدولة هو تنازل المهزوم، فوفق منطق التفاوض في كل دول العالم تسلك الدول مسارًا واضحًا، تأخذ وتعطي، وتتقدم إلى الأمام وتتراجع وفق المنطق، ولكن في لبنان يقدّمون التنازلات أمام العدو الذي يرى لبنان ضعيفًا ويمكنه أن يفرض عليه ما يريده بالقوة، وبالتالي فإن أي خطوة تنازلية من لبنان تعتمد على قلب مهزوم وعدم ثقة بالذات وعدم الاعتماد على نقاط القوة هي تنازل في الهواء وغير صحيحة، ولا تخدم المصلحة الكبيرة والأساسية، إذ إن لدينا الكثير من نقاط القوة التي نستطيع توظيفها إذا وحّدنا خطابنا وناقشنا بطريقة صحيحة وسليمة".
الوكالة الوطنية للاعلام