جرى اليوم في السراي الحكومي توقيع مذكرة تفاهم مصرية لبنانية برعاية رئيس الحكومة نواف سلام "لتلبية احتياجات لبنان من الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة"، ورجحت مصادر مطلعة، "أن يكون هذا الغاز الذي ستزوده مصر للبنان بعد اتمام الاتفاق هو غاز اسرائيلي، لأن الجانب المصري وقع قبل اسابيع اتفاقية غاز مع الكيان الصهيوني لإستيراد كميات غاز ضخمة بقيمة 35مليار دولار. وبحسب مصادر غربية فإن مهمة مصر الاساسية هي تحويل الغاز الاسرائيلي الى غاز مسال ومن ثم العمل على تصديره في المنطقة والعالم.
نتنياهو يصدّق على أكبر اتفاق تجاري بين مصر وإسرائيل، ما القصة؟
أعلن رئيس الوزراء العدو بنيامين نتنياهو، في 18الجاري ، المصادقة على اتفاق جديد لتوريد الغاز الطبيعي مع مصر، تبلغ قيمته نحو 35 مليار دولار، ووصفه بأنه "أكبر صفقة غاز في تاريخ إسرائيل".
وأضاف نتنياهو في بيان متلفز أن الاتفاق يعزز مكانة إسرائيل كقوة إقليمية في مجال الطاقة، ويسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، كما يشجع شركات الطاقة العالمية على الاستثمار في استكشاف الغاز داخل المياه الاقتصادية لإسرائيل. وأوضح أن قيمة الصفقة تبلغ نحو 112 مليار شيكل، ما يعادل حوالي 34.6 مليار دولار.
طبيعة الاتفاق
يمثل الاتفاق الجديد توسعة للاتفاق السابق الذي وُقّع بين مصر وإسرائيل عام 2019، والذي كان ينص على توريد 60 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي حتى عام 2030. مع الصفقة الجديدة، ارتفعت الكميات لتصل إلى نحو 130 مليار متر مكعب حتى عام 2040، اعتماداً على إنتاج حقل ليفياثان الواقع في شرق البحر المتوسط.
ويتيح الاتفاق توريد الغاز جزئياً اعتباراً من عام 2026، قبل أن تكتمل الكميات بعد استكمال توسعة خطوط الربط بين الحقل الإسرائيلي ومحطات الإسالة في مصر، ما يجعل القاهرة بوابة رئيسية لتصدير الغاز الإسرائيلي للأسواق الأوروبية والعالمية.
يدير حقل ليفياثان شركة شيفرون الأمريكية، التي تمتلك 40 في المئة من الحقل وتشرف على عمليات التشغيل، فيما تُقدَّر احتياطاته بنحو 600 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
لبنان_مصر
توقيع مذكرة تفاهم مصرية لبنانية في السرايا برعاية الرئيس سلام لتلبية احتياجات لبنان من الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة
صدي : نعمل لإعادة تأهيل خط الأنابيب وسنتواصل مع جهات مانحة والوقت المطلوب ثلاثة الى أربعة أشهر
تم في السرايا الحكومية، بعد ظهر اليوم، برعاية رئيس الحكومة نواف سلام، توقيع مذكرة تفاهم بين جمهورية مصر العربية والجمهورية اللبنانية، لتلبية احتياجات لبنان من الغاز الطبيعي المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية.
ووقع عن الجانب اللبناني وزير الطاقة جو صدي، وعن الجانب المصري وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، في حضور السفير في لبنان علاء موسى، والعضو التنفيذي المنتدب للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "ايجاس" المهندس محمود عبد الحميد والمشرف على الإدارة المركزية للشؤون القانونية في وزارة البترول والثروة المعدنية محمد الباجوري، ومستشار الوزير صدي المحامي بطرس حدشيتي وعضو هيئة قطاع البترول المهندس وسام الذهبي.
الوزير الصدي
وقال الوزير صدي بعد التوقيع:" قررنا أن ننقل قطاع الطاقة تدريجيا من إستعمال الفيول الى إستعمال الغاز الطبيعي للأسباب التالية: لأن الغاز الطبيعي أرخص ولا يضر بيئيا كالفيول، ويبعدنا عن كل "معمعات"مناقصات الفيول. ويهمني اليوم أن أركز على أمرين: الأول استلمنا تقرير لجنة فنية أتت الى لبنان بمبادرة من إخواننا الأردنيين لدراسة وضع خط الأنابيب الذي يأتي من العقبة ويصل الى سوريا، وعبر خط أنابيب ثان يأتي من الشمال ويزود دير عمار بالغاز. وأتانا التقييم حول ما هو مطلوب من الجهة اللبنانية لإعادة تأهيل خط الأنابيب من القسم اللبناني وتكلفته وكم يستغرق وقتا. وتبين أن تكلفته ليست بكبيرة والوقت الذي نحتاجه هو تقريبا من ثلاثة الى أربعة أشهر".
وأشار الوزيرصدي الى " أن نفس الأمر يحصل من الجهة السورية، وسنتواصل الأن مع جهات مانحة لنرى كيف يمكن أن تساعدنا لتمويل اعادة تأهيل خط الأنابيب في القسم اللبناني من دير عمار الى الحدود السورية شمالا.
ثانيا: نحن نصر من خلال إستعمالنا للغاز الطبيعي أن يكون هناك تنويع في مصادر الغاز الطبيعي، وكما نعمل مع الدول الخليجية أو عبر IFC على إنشاء محطات جديدة تعمل على الغاز، وعلى انشاء محطة تغويز والتزود بالغاز الطبيعي.
نوقع اليوم مع دولة مصر على مذكرة تفاهم لاستدراج غاز طبيعي من مصر عندما يتوافر. وأكيد إن كل التفاصيل من ناحية التعاقد والسعر سيتم العمل عليها في الاسابيع المقبلة. ويهمني أن أذكر بأن إستراتيجية لبنان هي أولا الإنتقال لاستعمال الغاز الطبيعي، وثانيا تنويع مصادر الغاز برا أو عبر البحر، واليوم أشكر دولة مصر على هذه المبادرة.
سئل: ماذا يمكن أن يؤدي التعاون مع مصر؟ أجاب: "يمكن أن يؤدي لاحقا الى التعاقد معهم لشراء الغاز الطبيعي لنزود في مرحلة أولى معمل دير عمار به. وهذا الأمر سيأخذ وقتا لأن الانابيب بحاجة لإعادة تأهيل ويجب أن نفهم أيضا من الجانب السوري ما يحتاجونه لإصلاح الأنابيب من ناحيتهم، وثالثا سيكون هناك تفاوض ليس مع مصر فقط بل مع الأردن وسوريا".
قيل للوزير صدي :هل هذه خطوة أولية؟ فأكد انها" خطوة أولية".
واعتبر ردا على سؤال بأن قانون قيصر لم يعد موجودا والتقرير الفني والتقني الذي وردنا هو أن هناك حاجة لاعادة تأهيل خط الأنابيب في أراضينا، ونحن ننتظر أن يردنا التقرير من الجانب السوري لنعرف ما سيقرر لناحية اعادة التأهيل خط الانابيب لديهم".
عون استقبل وزير البترول المصري:اتفاق الغاز خطوة أساسية لتعزيز إنتاج الكهرباء في لبنان
اعرب رئيس الجمهورية جوزيف عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، لوزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس كريم بدوي عن "امتنان لبنان رئيسا وشعبا للدعم الذي تقدمه جمهورية مصر العربية للشعب اللبناني بتوجيه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي"، معتبرا ان "توقيع لبنان ومصر لمذكرة التفاهم لتلبية حاجات لبنان من الغاز الطبيعي المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية من الجانب المصري، خطوة عملية واساسية سوف تؤمن للبنان القدرة على زيادة انتاج الطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين والمقيمين فيه وتخفف من التقنين المتبع".
وفيما شكر الرئيس عون الوزير بدوي على الاستجابة الدائمة من الجانب المصري لحاجات لبنان، فأنه حمله تحياته الى الرئيس السيسي وتمنياته في ان "تحمل السنة الجديدة خيرا وسلاما وتقدما لجمهورية مصر العربية رئيسا وشعبا".
وكان الوزير بدوي عرض للرئيس عون خلال اللقاء الذي حضره السفير المصري في لبنان علاء موسى والوفد المرافق للوزير المصري، اهتمام بلاده بملف الطاقة في لبنان كترجمة عملية لتوجيهات الرئيس السيسي وكنتيجة سريعة لزيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قبل أيام الى بيروت.
وأشار الى ان "التعاون اللبناني- المصري في مجال الغاز سيكون من ثمار العلاقات اللبنانية- المصرية المتينة لاسيما وان مصر سوف تقدم كل الدعم للبنان في هذا المجال من خلال الخبرات والإمكانات المصرية في مجالات عدة منها استكشاف حقول الغاز واستخراجه ونقله وتوزيعه على القطاعات الصناعية والمنازل ومحطات توليد الطاقة الكهربائية". ولفت الى "انشاء مجموعات عمل بين وزارتي البترول والطاقة في البلدين من اجل تنسيق العمل وإفادة لبنان من الخبرات المصرية في مجال القطاع النفطي والغازي"، مشيرا الى ان "مصر معنية أيضا بتوفير البنى التحتية الضرورية".
خاص المحور الاخباري