المحور
نفذ الاسرى المحررون من معتقل الخيام ومعتقلات العدو الاسرائيلي وعوائل الشهداء اعتصاما امام المحكمة العسكرية، بالتزامن مع جلسة استجواب العميل عامر الياس الفاخوري، وذلك بدعوة من هيئة ممثلي الاسرى المحررين من السجون والمعتقلات الصهيونية وبمشاركة اهالي الاسرى المحررين وناشطين.
انتهى الاعتصام بعد ان أبلغ محامي الاسرى المحررين معن الاسعد المعتصمين ان قاضية التحقيق العسكري نجاة ابو شقرا قررت تنفيذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة في حق العميل الفاخوري اثر عرض الملف على مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس. وقال: "اننا مرتاحون ومطمئنون، فالمسار القانوني لمحاكمة العميل الفاخوري قد بدأ".
وكان الاسرى المعتصمون قد بدأوا بالتجمع امام المحكمة العسكرية، عند الساعة العاشرة من قبل الظهر، رافعين لافتات تطالب باستقلالية القضاء والقضاة من الضغوطات السياسية والامنية والاميركية، وحفظ دماء شهداء الجيش والمقاومة وحفظ كرامة الوطن. وعلت الهتافات التي تدعو الى "تعليق مشنقة العميل في ساحة معتقل الخيام".
واكد هلال شقيق الشهيد بلال السلمان الذي استشهد اثناء انتفاضة المعتقلين في تصريحات خلال الاعتصام على انزال اشد العقوبات بالعميل الفاخوري وضرورة اعادة معاقبة العميل انطوان يوسف الحايك الذي حوكم محاكمة صورية سابقا وهو الذي القى القنبلة الغازسة التي ادت الى استشهاد الاسيرين بلال السلمان وابراهيم ابو عزة
وحذر من التدخلات الاميركية في القضية وأنه سيجري مواجهتها بكل الوسائل .
وقدم عدد من الاسرى المحررين وعائلاتهم شهادات عن اعمال التعذيب التي كان يمارسها عليهم العميل الفاخوري والافعال الشائنة بحقهم وفي حق أسيرات المعتقل، مشيرين الى انه "كان الاعلى رتبة بين العملاء في معتقل الخيام والمكلف بالتعامل مع المعتقلين وتعذيبهم وقمعهم، وهو المسؤول عن استشهاد الاسيرين بلال السلمان وابراهيم ابو عزة، كما انه متهم بقتل الاسيرين اسعد بزي وهيثم دباجة بعد ان منع عنهما العلاج، كذلك هو المسؤول عن استشهاد الاسير علي حمزة بعد ان قام بتعذيبه على عمود التعذيب حتى الموت وأخفى جثته التي لم يعرف مكانها حتى اليوم".
وأشار الاسرى المحررون الى ان تسريبات وصلتهم خلال الاعتصام عن ضغوطات تتعرض لها المحكمة لتتخذ قرارا بترك العميل الفاخوري، لعدم وصول الاخبارات التي تقدم بها المحررون الى المحكمة. كما اشاروا الى وجود سيارة بداخلها أشخاص من السفارة الاميركية ومحامية اميركية كانت مستعدة لاصطحاب الفاخوري بعد الجلسة الى السفارة الاميركية في عوكر.
وقال رئيس جمعية الاسرى والمحررين اللبنانيين الاسير المحرر احمد طالب: "ان المنطق القانوني اللبناني يفترض ان يبقى العميل الفاخوري محتجزا، وان لا يتم تركه او اطلاق سراحه تحت ذريعة مرور الزمن"، مشيرا الى ان العميل عامر الفاخوري أضاف الى جرم التعامل مع العدو جرائم التعذيب على المعتقلين والتسبب باستشهاد عدد من الاسرى، وحمل الجنسية الاسرائيلية. لذا يجب اسقاط بند التقادم او مرور الزمن في ملفه".
اضاف: "اذا اتخذت القاضية ابو شقرا، كما يتسرب حاليا، قرارا بتركه حاليا تحت ذريعة تقادم الزمن، فسيكون هناك تصعيد غير متوقع من قبلنا"، مؤكدا "ان العمالة في اي دولة في العالم لا يمر عليها تقادم زمن"، لافتا الى "ان هناك دعاوى مرفوعة ضد الفاخوري لتسببه باستشهاد الاسير بلال السلمان وابرهايم ابو عزة وعلي حمزه".
من جهته، أعلن الاسير المحرر عباس قبلان، باسم هيئة الاسرى، انه "وبحسب التسريبات من الداخل، يبدو ان هناك نوعا من التآمر ما بين القضاء العسكري والسلطة السياسية التي سهلت دخول الفاخوري الى لبنان، وذلك من خلال طريقة تحديد جلسة الاستجواب، في حين لم تصل حتى الان الاخبارات المقدمة من الاسرى المحررين الى المحكمة العسكرية، وهذا ما يثير علامات استفهام واستغراب".
وقال: "من الناحية القانونية لا يحق لقاضي التحقيق اصدار مذكرة توقيف بحق المتهم اذا كان لا يوجد بلاغ او اخبار، ما يعني ان الباب مفتوح لتركه".
المحامي الاسعد
وكان محامي الاسرى المحررون معن الاسعد، أكد ان الاخبارات لم تصل من قبل النيابة العامة التمييزية الى قاضية التحقيق، لكنه أعرب عن ارتياحه حول معطيات التحقيق، وقال: "بدأ الاستجواب عند الساعة العاشرة صباحا وكان الجو ممتاز جدا. وبرأيي الشخصي ان الطوق ضاق على رقبة العميل"، مشيرا الى ان "التحقيق سيستمر ولم يختتم بعد، بل هناك جلسات اخرى".
واعرب عن اطمئنانه "لمجريات التحقيق وللنيابة العامة ومفوض الحكومة العسكري وقادة التحقيق الذين أخذوا وقتهم واستجوبوا العميل بكل النقاط الموجودة".
وتوجه الى المعتصمين بالقول: "الوضع مريح وايجابي، ولا اعتقد ابدا ان هناك اي امكانية لهروب العميل من مذكرة التوقيف".
واكد انه "لم يكن هناك اي وجود لاحد من السفارة الاميركية داخل المحكمة، اما في الخارج فكان هناك بعض الاشخاص الذين حاولوا الدخول لكن المحكمة منعت ذلك".
المحور