وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة في ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام حيا فيها "زوار الامام الحسين الوافدين من كل حدب وصوب الى كربلاء لتجديد العهد والوفاء مع سيد شباب اهل الجنة الذي استحق هذه المكانة العالية عند ربه بايثاره وتفانيه وحبه لله حيث قدم نفسه واهل بيته وخيرة اصحابه في سبيل اعلاء كلمة الله وحفظ دينه وتصويب مسيرة الامة لتكون خيرة امة اخرجت للناس، فكان الحسين سيد الشهداء وصاحب نهضة انسانية لحفظ الانسان وصون كرامته، فقام بثورته المباركة في سبيل طلب الاصلاح في امة جده رسول الله، فحفظ الدين بدمه وتضحياته".
ودعا "المؤمنين إلى التزام الحق الذي جسده الحسين في ثورته والعودة الى مبادئ الدين التي تحفظ الأمة والوطن من الانحراف عن جادة الحق".
وأضاف: "الإمام الحسين قام بنهضته المباركة بهدف الإصلاح مما يحملنا المسؤولية في التزام نهج الاستقامة والسير في طريق الحق والتمسك بالقيم الدينية التي شكلت ولا تزال ضمانة لحفظ الانسان، فالدين دعوة دائمة لقول الحق ومحاربة الباطل ونداء الحسين إلى الأجيال إن نسير في طريق الحق ولو قل سالكوه فننهج مسيرة الإيمان التي رسمها الأنبياء والرسل والصالحون وبذلوا في سبيلها أعظم التضحيات، من هنا فاننا ندين كل عمل يخالف دعوة الدين في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ورأى ان "احتشاد الملايين من كل حدب وصوب لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين في كربلاء يشكل تحديا للتكفيريين والفاسدين والظالمين، ليؤكد من جديد ان الحسين حي في وجدان الامة".
وتابع: "هذه الملايين التي تهتف للحق وترفع لواء الحسين تؤكد ولاءها وعشقها ومحبتها للإمام الحسين، وهي افضل رد على الانحراف الذي أصاب امتنا الإسلامية بخروج البعض عن تعاليم الدين واستباحتهم لدماء الأبرياء وأرواحهم من خلال سلوكهم النهج التكفيري المدعوم من المشروع الصهيو-اميركي لتخريب بلادنا وقتل شعوبنا، فالإسلام دين المحبة والوئام والسلام وهو يدعو إلى الوحدة والتناصر والتآخي ونبذ التعصب ومحاربة التكفير ومكافحة الفساد الذي ينخر مجتمعاتنا ويهدد استقرارنا".
وطالب المسلمين واللبنانيين بان "يكونوا مع الحق ويتصدوا للباطل بكل أشكاله لان الانحراف عن الحق معصية كبيرة تورث الفساد وتستحضر النكبات مما يحتم ان ينهجوا طريق الاستقامة والاعتدال ويتصدوا لمشروع الشر المطلق المتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب لارضنا والمتربص بوحدتنا وامننا واستقرارنا، فنصلح أنفسنا ومجتمعاتنا ونحصن منعتنا ونرسخ وحدتنا لنكون كتلة متراصة في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يتحمل تبعات الازمات التي حلت في بلادنا بدءا من نكبة فلسطين وصولا الى الفتن والحروب التي حلت في بلادنا".
وخاطب اللبنانيين: "إن ذكرى أربعين الإمام الحسين محطة تجمع كل اللبنانيين التواقين إلى الإصلاح فاللبنانيون سئموا الفساد والانحراف الذي انهك الاقتصاد الوطني وحملهم تبعات الهدر والصفقات المشبوهة والرشى وسياسة اغراق لبنان في الديون وخدمة فوائدها، وهم تواقون إلى تنفيذ خطة اصلاحية تنهض بالاقتصاد الوطني من دون ان تمس بالفقراء وذوي الدخل المحدود، وهم يتطلعون الى مكافحة الفساد واستعادة المال العام المنهوب ليكون ركيزة دعم للاقتصاد الوطني الذي يتعرض لضغوط اميركية نرفضها جملة وتفصيلا".
ونوه بـ"الجهود التي يبذلها اللبنانيون واصدقاؤهم لاطفاء الحرائق التي اصابت مختلف المناطق اللبنانية بحيث عبر اللبنانيون عن تضامنهم وتناصرهم مما يكشف انهم اخوة متحابون تعمر نفوسهم بالنخوة الوطنية، ونحن لا نعفي الحكومة من تحمل مسؤولياتها في محاسبة المقصرين وتعويض المتضررين وفتح تحقيقات تكشف عن اسباب الحرائق".
وعزي ذوي الشهيد سليم ابو مجاهد الذي قضى في اخماد الحرائق في الشوف، وتمنى للجرحى الشفاء العاجل.