هلال السلمان
أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن تكتل "الجمهورية القوية" طلب من وزرائه الاربعة الاستقالة من الحكومة. والوزراء هم نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني ، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية ماي شدياق،وزير العمل كميل ابو سليمان، ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار كيومجيان .
وبرر جعجع خطوته "بأن الثورة الاجتماعية التي تشهدها البلاد غير المسبوقة في تاريخ لبنان. ولأن الناس فقدت ثقتها بالحكومة وقدرتها على انقاذ الواقع المأساوي في لبنان ولأن الناس الموجودة في الشارع لا تنتمي إلى طائفة أو حزب أو تيار أو فئة، بل تجسد كل لبنان وتجسّد تطلعات جميع اللبنانيين، ولأن القوّات حذّرت مراراً وتكراراً من التدهور الذي تنزلق إليه البلاد، ولأننا وجدنا أن معظم مكونات الحكومة تريد الترقيع والمسكنات وليس لديها نيّة بالإصلاح الجدي والجذري ولأن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تستوجب خطوات استثنائيّة وفوريّة من هذا المنطلق عقد تكتل "الجمهوريّة القويّة اجتماعه "،وكان قرار الاستقالة .
ورأت مصادر سياسية متابعة في حديث لموقع "المحور"، أنه رغم كون خطوة رئيس القوات يريد من خلالها الاخير ركوب موجة التحركات الشعبية العارمة في الشارع، فإن أيا من القوى السياسية الوازنة في الحكم ليست مستاءة من هذه الخطوة، وترى أنه بما قام به أراح "التيار الوطني الحر" بزعامة الوزير جبران باسيل من عرقلته لمشاريع التيار في الحكومة، ومشاكسة كل خطوة يقدم عليها التيار داخل السلطة التنفيذية، وبذلك يكون جعجع ودائما -بحسب المصادر- قد قدم هدية ثمينة لخصمه جبران باسيل، الذي سيكون له الحصة الوازنة من الوزراء البدلاء الذين سيجري تعيينهم مكان وزراء القوات الاربعة المستقيلين، وترى المصادر السياسية ايضا أن خروج حزب "القوات" من الحكومة سوف يعزله سياسيا على المدى القريب، ولن يستفيد من حراك الشارع الذي بدا انه لديه حساسية مفرطة من تسييس تظاهراته ويرفض ان يتحدث اي حزب بإسم حراكه او مصادرة ما قد يحققه من انجازات .
وتضيف المصادر لن يجد جعجع نفسه الا ويغرد وحيدا، كما في حقبات تاريخية سابقة اتخذ فيها خيارات خاطئة في مراحل حساسة، حتى ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي حاول ايضا ركوب موجة التحركات، عاد وتموضع ضمن خيار البقاء في الحكومة والمساهمة في معالجة الازمة الاقتصادية، كذلك فإن رئيس الحكومة سعد الحريري الذي ناشده جعجع الاستقالة، لن ينجر الى هذا الخيار ويفضل البقاء في رئاسة الحكومة في المرحلة الراهنة رغم كل التحديات التي يواجهها في الشارع.
خاص المحور