المقال السابق

لبنان سليم عون: بدأ "أوادم الثورة" بإستردادها وتحركوا بإتجاه مبنى Touch
05/11/2019

المقال التالي

من الصحف هل القوى الامنية متورطة بقطع الطرقات ؟ 
05/11/2019
حزب الله  صاروخ حزب الله يربك النشاط التجسسي الاسرائيلي فوق لبنان 

- الأخبار- ‎علي حيدر

‎ تقدّم الاهتمام الاسرائيلي بنوعية الصاروخ الذي استخدمه حزب الله في استهداف طائرة «هرمس 450» فوق جنوب لبنان، ‏بحسب رواية جيش العدو، على الاهتمام بأصل عملية الاستهداف. ويبدو أن ذلك يعود الى أن استخدام هذا النوع من السلاح ‏انطوى على أكثر من دلالة ورسالة ازاء مستقبل النشاط الجوي الاسرائيلي في الاجواء اللبنانية‎. 
ومع أن حزب الله لم يكشف نوعية «الاسلحة المناسبة» المستخدمة ضد الطائرة، كما ورد في بيان المقاومة الاسلامية، إلا أن ‏اشارة السيد نصر الله كانت دلالتها بالغة في كونها ستقلق اسرائيل «كان يفترض (العدو) أن المقاومة لن تجرؤ على إستخدام هذا ‏النوع الذي استخدم». يكشف هذا الموقف أن المقاومة ارادت ايضا ايصال رسالة محدّدة تتصل بنوعية السلاح فضلا عن أصل ‏الاستهداف. ومن الواضح أن هذه الرسالة تركت أصداء مدوية في الواقع الاسرائيلي انعكست في تقارير المعلّقين المختصين‎. 
وكشفت القراءات الاسرائيلية لـ«الاسلحة المناسبة» مخاوف المؤسسة الاسرائيلية بشقيها الأمني والسياسي. وعكست حضور ‏ارادة حزب الله الجدية، في الوعي الاسرائيلي، لمواجهة «العدوان الجوي» المتواصل على مدار الساعة للاجواء اللبنانية. ومن ‏ابرز المخاوف التي حضرت أن استخدام هذا النوع من الاسلحة يعني اتساع هامش المبادرة الدفاعية، لحزب الله في الرد والدفاع ‏عن لبنان واجوائه. ويتلاءم هذا التقدير مع ما تداول به بعض أهم المعلقين العسكريين والسياسيين، الذين يبدو أنهم تلقوا معلومات ‏و/ أو تقديرات من جهات رسمية، بأن حزب الله قد يكون «استخدم وسائل اكثر تطوراً». وتناولوا في هذا السياق مروحة من ‏الاحتمالات حول نوعية الصاروخ المستخدم (سام 8 – سام 17...)، وهو ما كشف ايضا أن وسائل الاعلام الاسرائيلية لا تملك ‏معلومات قاطعة في هذا المجال‎. 
صحيح أن المستوى الرسمي الاسرائيلي لم يتناول حتى الان، بشكل مباشر، حادثة استهداف الطائرة الاسرائيلية، وهو أمر ‏مفهوم بفعل خياراته الضيقة والمكلفة، واكتفى ببيان الناطق باسم الجيش، إلا أن المعلّقين العسكريين لعبوا الدور المفترض ‏للمؤسسة الرسمية في تناول خطورة الحدث ودلالاته. ولمَّح بعضهم في هذا الاطار الى أن المجلس الوزاري المصغَّر بحث هذه ‏الحادثة، الى جانب الوضع مع قطاع غزة، ومجمل الوضع على الجبهة الشمالية‎. 
في اجواء التطورات التي يشهدها لبنان وغطَّت على كل ما عداها، وهو أمر مفهوم، بات من الضروري التذكير بأن سياسة ‏التصدي ومواجهة طائرات الاستطلاع أتت في أعقاب قرار العدو تغيير المعادلة مع لبنان والانتقال الى مرحلة العدوان العملياتي ‏مستغلا هامش الحرية التي يتمتع بها سلاح الجو الاسرائيلي. تُرجم ذلك حتى الان في اعتداء الضاحية في 25 اب الماضي، ‏وأكده في أعقاب ذلك رئيس أركان الجيش افيف كوخافي الذي أجمل الوضع بالقول ان اسرائيل في ذروة تغيير المعادلة مع لبنان. ‏وهو ما أقر به ايضا أحد أهم المعلقين في صحيفة «اسرائيل اليوم» (الموالية لنتنياهو)، يوآف ليمور، «في اسرائيل قدَّروا بأن ‏حزب الله عازم على تحديد قواعد واضحة حول المسموح والممنوع بين إسرائيل وحزب الله، بعد أن تجاوزت الاعتداءات ‏الإسرائيلية قواعد الاشتباك المعمول بها بين الطرفين منذ حرب لبنان الثانية‎». 
الرسالة الاهم التي من الواضح أنها حضرت بقوة في الساحة الاسرائيلية عبر استخدام هذا النوع من الصواريخ، تتعلق بما ‏‏«يشكل تغييرا في سياسة حزب الله»، بحسب معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل. وهذا المستجد ‏‏«يلزم إسرائيل بإعادة تقييم سياسة استخدام القوة في المنطقة». وتجنباً لأي غموض أو التباس، حدّد الأمين العام لحزب الله في ‏كلمته الاخيرة بأن الهدف الاعلى من اسقاط طائرات الاستطلاع أو إبعادها من الاجواء اللبنانية، «هو تنظيف الأجواء اللبنانية ‏من الخروقات الإسرائيلية‎». 
هذه المواقف معطوفة على الرسالة المصوّرة التي وزعها الاعلام الحربي في المقاومة الاسلامية وتردّدت أصداؤها في الاعلام ‏الاسرائيلي، تمت ترجمتها في تل أبيب بشكل صريح وواضح بأن طائرات اسرائيل تحوّلت الى أهداف. وعنى ذلك ايضا في ‏الساحة الاسرائيلية أن ما جرى هو محاولة من حزب الله لفرض معادلة جديدة لا تستند فقط الى قدرات فعالة، بحسب التقديرات ‏الاسرائيلية، بل تستند ايضا الى منسوب مرتفع من شجاعة القرار لدى قيادة حزب الله، وهو أكثر ما تخشى منه اسرائيل، كونها ‏تعني مزيداً من الارباك لتقديراتها ومخططاتها التي تستهدف المقاومة في لبنان‎.‎
‎ الترجمة العملية الاهم للرسالة هي أن الخطر على طائرات الاستطلاع الاسرائيلية ارتفع بالقياس الى ما تعوّدت عليه في الساحة ‏اللبنانية. وهو ما سيُقيّد حركتها بالتأكيد في الاجواء اللبنانية. ويفرض قيودا على نشاطها التجسسي. هذا المستجد يعني اسرائيلياً، ‏في ضوء نوعية الاسلحة التي يستخدمها حزب الله، أن هناك امكانية معتبرة بأن تسقط طائرات متطورة، في مرحلة لاحقة. ‏وبلغة الجيش وتقديراته يعني ذلك أن طائراته يمكن أن تتعرض لكمائن جوية‎. 

صحيفة الاخبار

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة