انشغل الرأي العام اللبناني خلال الساعات الـ24 الاخيرة، بالخطوة التي اقدم عليها عناصر ميليشيا "القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع، والتي تمثلت ببناء جدار اسمنتي في نفق نهر الكلب، في سياق عمليات قطع الطرقات التي يقومون بها، بعد ركوبهم موجة"الحراك الشعبي"، وبحسب معظم التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وتلك السياسية فإن هذا التصرف الذي تراجعت عنه "القوات" لاحقا وتبرأت منه، يعيد اللبنانيين 30 سنة الى الوراء، حيث الحرب الاهلية التي كان للقوات باع طويل في الجرائم، وقطع الطرقات خلالها وبناء الحواجز بين اللبنانيين .
وزعمت الدائرة الاعلامية في القوات في بيان لها، عدم علاقة القوات بما جرى، لكن الوجوه التي ظهرت على شاشات التلفزة رغم محاولة منع التصوير، اظهرت العناصر القواتيين، وخصوصا اولئك الذين ارسلهم جعجع من منطقة بشري للمشاركة بقطع الطرق على ساحل جبل لبنان الشمالي .
مصادر سياسية متابعة وحذرت من أن ذهاب سمير جعجع في هذا المنحى التصعيدي، ومحاولة جر البلاد الى اجواء الحرب الاهلية سيكون له انعكاس سلبي كبير على الاوضاع، وسيأخذ " الحراك الشعبي" الى مكان آخر يفقد معه كل المطالب المحقة التي نادى بها المحتجون الحقيقيون. وبحسب المصادر فإن ما يقوم به جعجع في المناطق المسيحية يأتي في سياق مخطط خارجي يهدف الى زعزعة الاستقرار في لبنان وجره الى الفوضى الشاملة، وهو ما ظهرت بعض معالمه من خلال ما جرى في منطقة جل الديب، التي حولها محازبو جعجع امس الاربعاء، الى ما يشبه ساحة المعركة، حيث حصل صدام بين شارعين بعد قطع الطرقات الداخلية ومحاولة خنق المواطنين في ابسط سبل عيشهم ما اضطر بعضهم للنزول الى الشارع وفتح الطرقات بأنفسهم، بعدما تلكأت القوى الامنية والعسكرية عن واجباتها في هذا الاطار .
خاص المحور