صدر عن مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، البيان التالي:
"يقول رسول الله: "الحسن والحسين هم ريحانتاي من الدنيا"، ويقول الله تعالى: "قل لا اسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى".
أهل السنة والجماعة يحبون الحسين ويحبون اهل بيت رسول الله. هم عظماء هذه الأمة وكل من ينالهم بسوء ينال الأمة كلها بسوء ويصيب رسول الله في أهل بيته. نسأل الله جل جلاله ان يحشرنا معهم يوم القيامة. هؤلاء العظماء الذين علموا الناس على مر الزمن والتاريخ كيف تكون البطولة والرجولة والتضحية والفداء. هذا الحسين العظيم ابن بنت رسول الله الطاهرة النقية العظيمة سيدة نساء العالمين خرج واستشهد من اجل الصلاح والإصلاح.
واضاف سوسان: "ان كل صوت يناقض هذه الثوابت التي هي من صلب عقيدتنا وديننا وايماننا فإنه يعتدي على الاسلام. من هنا نؤكد ان صيدا، هذه المدينة الوفية، التي فتحت قلبها وصدرها لكل الناس، هذه المدينة التي وقفت في احلك الظروف بوجه كل الفتن المذهبية والطائفية واكدت على وحدة اللبنانيين والسلم الأهلي والعيش المشترك، هذه المدينة التي يقوم الآن شبابها يطالبون بحقوقهم ويطالبون بوطن يتساوى فيه الناس كل الناس بالحقوق والواجبات في ظل القانون. هذه المدينة ينبغي ان نحافظ عليها".
وحذر سوسان "من هذه الأيدي المدسوسة الخبيثة التي تريد الفتنة والهلاك لهذا الوطن. في هذا اليوم ما كنت اظن ان هذا الذي يحصل يمكن ان يحصل رغم كل الجهود ورغم كل الوفاق وكل اللقاءات والمحبة التي تسود بين صيدا وبين الجوار، وقال: "شبابنا اليوم في الشوارع منذ اشهر يطالبون بحقوقهم ونحن معهم. فما ذنب هذه الحقوق بهذه الفتن التي تجول هنا وهناك من طرابلس الى بيروت والآن في صيدا..ما ذنب خيم الحراك التي تعلن وتصرخ انها تريد ان تعيد الأموال المنهوبة وتريد ان تنشىء وطنا لا فساد فيه ولا افساد".
واستنكر اشد الاستنكار ما حصل في صيدا، ونضع ايدينا وقلوبنا واكتافنا الى ايدي وقلوب واكتاف كل الذين يقفون بوجه هذه الفتنة وفي وجه هذا التصرف الذي لا يرضى عنه الحسين ولا يرضى عنه اهل البيت ولا يرضى عنه اهل السنة والجماعة، وقال: "انه اليوم الذي يقف فيه اللبنانيون امام ضمائرهم وامام مستقبلهم وامام آمالهم وامام ما ينشدونه من حياة كريمة".
وتابع سوسان: "ايها الشباب والأبناء والأخوة، اياكم والفتنة فإنها تهدم ولا تعمر، انها تخرب ولا تبني، اياكم والفتنة. اننا نؤكد على وحدة المسلمين سنة وشيعة وان العدو واحد هو اسرائيل وان المستفيد هو العدو. من هنا لا بد من وحدة الصف ووحدة الكلمة ووحدة اللقاء ووحدة المطالب من اجل هذا الوطن ومن اجل شباب هذا الوطن ومن اجل مستقبل هذا الوطن والوقوف جميعا بوجه كل من يريد ان يعبث بأمن هذا الوطن".
واردف: "ان صيدا تشعر بألم وحزن في هذا االيوم وتصدم بما حصل من اعتداء ومن تخريب. مناشدا "الجميع، من هنا من صيدا ان نقف جميعا صفا واحدا في وجه العدو الاسرائيلي"، رافضا "الفتنة، نرفض هذا الخلاف ونرفض هذا الصدام، ونؤكد على وحدة الشباب في تطلعاتهم وامالهم في بناء لبنان الواحد الموحد في ارضه وشعبه ومؤسساته".
وقال: "نسأل الله جل جلاله ان يجمعنا في جنته ويبعثنا مع سيدنا وعظيمنا وكبيرنا ونور عيوننا سيدنا الحسين واهل بيت رسول الله. الحسين الذي كان مدرسة للبطولة والرجولة ومحطة تصحيحية في تاريخ الاسلام بل في تاريخ الانسانية، رضي الله عنه وارضاه، سبط رسول الله وسيد شباب اهل الجنة. هذه المدرسة التي ستبقى جذوة تنير وتضيء وخارطة للطريق ترسم وتميز بين الحق وبين الباطل، بين الحقيقة وبين الوهم والخيال بين الذي يريد ان يبني وبين الذي يريد ان يهدم وان يدمر وان يسيء الى مسيرة سيدنا الحسين رضي الله عنه ومن يريد قتل آمال الشباب وتخريب ما بنوه من احلام وآمال وتضحيات من اجل هذا الوطن، لبنان الموحد الذي يرفض الفتنة. وصيدا اثبتت في كل الأحداث التي مرت انها ترفض الفتنة وتدينها وتستنكرها وتكشف فاعلي هذه الفتنة".
وختم سوسان مشيرا الى انه "يوم يقف الانسان فيه امام ضميره وفكره ووطنيته وعقله ومستقبله واحلامه. فدعونا نلتقي جميعا لنقتل الفتنة في مهدها وفي تحركها وفي اساءتها لصيدا وللبنان وللسنة وللشيعة"، وقال: "لا يسعنا الا ان ندين ونستنكر ما قامت به مجموعات ظلامية سواء كانت تتغطى بالشعارات المذهبية او بغيرها من اعتداء على ساحة الاعتصام التي اصبحت رمزا، وندين ايضا اعمال التخريب لبعض المؤسسات والمحالات التي هي ملك للجميع. وستبقى هذه الساحات رمزية للمطالب الشعبية بوجه كل المفسدين والفادسين من اهل السلطة. وندعو كل العقلاء الى الوقوف في وجه الفتن لأننا نرفض ان تعود الساعة الى الوراء".
رصد المحور