هلال السلمان 
فور انتهائه من جولة الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها امس السبت، شرع رئيس الحكومة المكلف تأليف الحكومة الجديدة "حسان دياب" في جولة المشاورات والتحضيرات للتأليف، والتي رسم خطوطها العريضة في خطابه في ختام الاستشارات، والتي تلخص بكون الحكومة ستكون "مصغرة" وستشكل من وزراء "اختصاصيين مستقلين" معطيا لنفسه مهلة بين شهر وشهر ونصف لإنجاز المهمة، وفيما تقوم بعض القوى السياسية المتضررة من تكليفه بإشاعة أجواء سلبية عن مدى قدرته على تشكيل الحكومة والتهويل عليه سياسيا وعبر شغب المحازبين في الشارع، تؤكد مصادر سياسية لموقع "المحور" أن نسب نجاح الرئيس المكلف بالتشكيل قوية، وستكون المهلة سريعة ضمن تلك التي حددها الرئيس دياب، وتتحدث المصادر عن 4 إيجابيات ستسهل مسار التشكيل هي على الشكل التالي : 

الايجابية الاولى : التسهيل الكبير من الاحزاب والكتل التي سمته لرئاسة الحكومة، وهنا يجب التوقف عند مواقف هذه الكتل ، فكتلة "التنمية والتحرير" التي يرأسها الرئيس نبيه بري شددت على "التعاون الى اقصى الحدود" مع الرئيس المكلف، واكدت انها لم تطلب شيئا لنفسها ، كتلة "الوفاء للمقاومة" اكد بإسمها النائب محمد رعد على التسهيل والتعاون مع الرئيس المكلف الى ابعد الحدود، وهو ما اشار اليه الرئيس المكلف بنفسه في كلمته بعد الاستشارات، كتلة "لبنان القوي"  عبر رئيسها الوزير جبران باسيل شددت على التعاون الواسع مع الرئيس المكلف الى حد "التنازل عن بعض المقاعد لصالح الحراك الشعبي" .

الايجابية الثانية : قبول "الحراك الشعبي" الحقيقي بشخصية الرئيس المكلف، وهو ما تجلى بمرور استشارات التسمية في قصر بعبدا، والاستشارات غير الملزمة في مجلس النواب بسلاسة كبيرة دون اي تحرك ميداني، من قبل الحراك ،حتى ان من ذهب امس الى ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط العاصمة فوجىء بخلوهما الكامل من المتظاهرين. يضاف الى ذلك ان الرئيس المكلف شرع في مستهل مهمته لتشكيل الحكومة باستقبال وفد من الحراك الشعبي في منزله في تلة الخياط تمهيدا لأخذ آرائهم بتمثيلهم بالحكومة بعدد من المقاعد .  

الايجابية الثالثة لمسار التأليف: هي عجز الرئيس السابق "سعد الحريري" عن وضع العصي في مسار التأليف رغم انزال محازبي "حزب المستقبل" لإقفال الطرقات وافتعال اعمال الشغب ضد الجيش والقوى الامنية في بيروت والشمال والبقاع وصيدا،  ويضاف الى مأزق الحريري، مأزق تشتت قوى 14آذار وفلولها، كالحزب "التقدمي الاشتراكي" و"القوات الللبنانية" حيث يتبادلون الطعنات والاتهامات بالغدر والخيانة . 

الايجابية الرابعة التي تساعد مسار التشكيل: هي رضوخ الاميركيين لتبلور المعادلة الجديدة والتأقلم معها، وهو ما دلت عليه نتائج زيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركي "ديفيد هيل"، حيث اعلن في أكثر من محطة ان واشنطن ليست معنية بتفاصيل تشكيل الحكومة واسم رئيسها، يضاف الى ذلك اللقاءات الايجابية التي عقدها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل.

وتخلص المصادر السياسية الى التأكيد ان هذه العوامل الاربعة وغيرها، ستجعل مهمة الرئيس المكلف سالكة نحو محطة التشكيل، وبالتالي ولادة حكومة يحمل رئيسها "نظافة الكف" واعضاؤها صفات الاختصاص والوطنية التي تحمي ما حققه لبنان من انجازات، وتسعى لإنتشال الوضع الاقتصادي من الهاوية التي أراد اصحاب المشاريع التآمرية اسقاط لبنان بها .