عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك وذلك بعد ظهر اليوم الخميس برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.واصدرت البيان التالي :
المحطات والمناسبات التي تتوالى على البشرية تشكل فرصاً للتأمل والمراجعة ولتقييم المسارات والأداء وتحديد المعوّقات والكوابح وتجديد العزم لإنجاز الأهداف وتحقيق الغايات..
إن ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام هو من أهم المحطات والمناسبات التي تشكل فرصة ثمينة لكل من يحمل هماً انسانياً أو اجتماعياً أو يتصدى للشأن العام الناظم للسلوك وللعلاقات.
فهذه المناسبة تفتح نافذة كبرى على القيم التي تحتاجها المجتمعات البشرية وعلى الصلة الضرورية بالرسل والرسالات السماوية التي من شأنها توفير السكينة والصبر على الشدائد والتحفيز للعمل المصحوب بمسحة من الأمل الواقعي الذي يحصّن الناس ضد اليأس ويزرع في نفوسهم إرادة التطلع الدائم نحو فعل الخير والصلاح.
إنَّ هذه الصلة العميقة التي يستحضرها اللبنانيون عند المفترقات طوال تاريخهم الماضي والمعاصر, هي التي تبقي لديهم رغم خيباتهم المتكررة بعض همّة للإنطلاق ضمن مسارات جديدة ولو على صعيد الشكل والأسلوب دون تبدُّل نوعي يُذكَرْ في المنهج والمضمون. وهذا ما أظهرته بوضوح حركة الناس ورفضهم العفوي الذي أخرجهم للمطالبة الصارخة بوقف النزف المالي والنقدي والاقتصادي الذي ينعكس تردياً مخيفاً على الصعيد المعيشي فضلاً عن الركود الانمائي.
ان كتلة الوفاء للمقاومة إذ تتوجه الى اللبنانيين كافة والى الطوائف المسيحية خصوصاً بأسمى آيات التهاني والتبريكات بميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام.. تأمل أن يجتاز لبنان محنته الراهنة وينهض بتعاون كل أبنائه لمعالجة الأزمة الداخلية التي عصفت مؤخراً.
وقد خلصت الكتلة بعد نقاش الوضع الداخلي في اجتماعها اليوم الى ما يأتي :
1- ترى الكتلة أن الأولوية الملحة بعد تسمية الرئيس المكلّف لتشكيل الحكومة. أن ينشط الجهد لتأليف مجلس وزراء فاعل ومنتج, يضم كفاءات ذات اختصاص وحس انساني ووطني, ويعمل بشكل منهجي لمعالجة الأزمة المالية والنقدية والاقتصادية, ولإستثمار ثروات البلاد بما يعزز الدخل الوطني ويجتذب التعاون الايجابي ضمن اطار حفظ السيادة الوطنية.
ان المهام التي تنتظر مجلس الوزراء المرتقب تفترض حكماً العمل على أن لا يكون مجلس مواجهة أو تحدٍ لأحد, وأن يستحضر مصالح البلد ومكوناته كافة, وان يكون حاضناً لتطلعات الشعب التي عبّر عنها مراراً وتكراراً وملبياً لها, وضنيناً ان لا يسقط في فخ الفئوية او التهميش لأي كان.
2- ان ايلاء ملف مكافحة الفساد العناية التشريعية والتنفيذية والقضائية اللازمة والمتناسقة هو أمر ينبغي ان يكون في غاية الاهتمام الجديّ لدى الجميع.. كما أن المواكبة الاعلامية المسؤولة ينبغي أن تزيد من رصانة التعاطي مع هذا الملف الحيوي.
3- تدعو الكتلة جميع اللبنانيين الى توخي الهدوء والحكمة في الاعراب عن قناعاتهم او اعتراضاتهم والحفاظ على السلم الاهلي والاستقرار الداخلي وتجنب قطع الطرقات واهانة المواطنين ومنع انتقالهم عبر مختلف المناطق اللبنانية. ان من حق الناس ان تعبر عن وجهات نظرها دون ان تصادر حقوق اللبنانيين الذين نحترم صبرهم وتحملهم.
4- تنظر الكتلة بقلق وريبة الى مظاهر التلوث البيئي للمياه الاقليمية اللبنانية عبر وجود نفايات وبقايا مواد اسرائيلية اجتاحات السواحل البحرية في الجنوب مؤخرا..
اننا ندعو وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال والجمعيات البيئية وكذلك لجنة البيئة النيابية للتحقق والتدقيق في هذا الامر المريب ليبنى على النتيجة مقتضاها.
5- تتابع الكتلة جهود لجنة المال والموازنة وحرصها على معرفة الاوضاع النقدية في البلاد بالتفصيل من خلال استطلاع معطيات وآراء المعنيين بهذا الشأن ومحاورتهم في سياق مناقشتها مشروع الموازنة العامة للعام 2020.
وتؤكد الكتلة ان نوابها قد عرضوا بحضور وزير المال وحاكم المصرف المركزي ورئيس جمعية المصارف للامور التالية :
أ - متابعة التحقيقات في التحويلات النقدية ال خارج البلاد واتخاذ الاجراءات الآيلة الى حماية ودائع الناس وضمانها.
بـ - حث المصارف على تمكين الموظفين من استيفاء رواتبهم الشهرية بالكامل دفعةً واحدة.
ج – تأييد تقديم كل التسهيلات لضمان التحويلات لمصاريف طلابنا اللبنانيين في الخارج.
د – تأييد الكتلة اقتراح قانون رفع قيمة ضمانة الوديعة المشمولة بضمانة مؤسسة ضمان الودائع المصرفية من خمسة ملايين ليرة الى خمسة وسبعين مليون ليرة لبنانية.
وأخيراً تأمل الكتلة أن تنجز لجنة المال النيابية مناقشة الموازنة وأن تحيله بأقرب وقت الى رئاسة المجلس النيابي لتقرر موعد انعقاد الهيئة العامة لمناقشة الموازنة واقرارها.
6- تدين الكتلة الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا وتشجب بشدة استخدام لبنان كمعبر وممر لتلك الاعتداءات, وتؤكد على السلطات اللبنانية القيام بكل ما يلزم للحؤول دون تكرار مثل هذا التطاول على السيادة الوطنية.
7- تدين الكتلة الفعل الارهابي الاسرائيلي الذي استهدف حياة سيادة مطران القدس عطا الله حنا عبر محاولة دس السمّ له في محل اقامته وعمله. كما تهنئ الكتلة سيادة المطران المناضل بالسلامة وتدعو له بالمعافاة التامة ليبقى مقاوماً شاهداً على عدوانية اسرائيل وإرهابها واحتلالها لفلسطين, مشددة على تضامنها الكامل ونصرتها لقضية الشعب الفلسطيني المحقة والعادلة ولنضاله المشروع.
العلاقات الاعلامية