لم تستطع سنوات الأسر الطويلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي النيل من إرادة وعزيمة صدقي سليمان المقت الذي بقي بكامل ثقته في أن النصر سيكون حليف سورية في معركتها النضالية وأن الجولان المحتل عائد حتما إلى حضن الوطن.
البطل المقت الذي نال حريته اليوم بدون شروط بعد 32 عاما من الاعتقال ليعود إلى مسقط رأسه في بلدة مجدل شمس المحتلة رفض سابقا إطلاق سراحه المشروط من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والقاضي بإبعاده عن الجولان السوري المحتل ومسقط رأسه مشددا على انتمائه لوطنه سورية وتمسكه بالهوية العربية السورية وحقه بالحياة في منزله ببلدته.
الحرية التي نالها المقت لم يكن ثمنها بخسا حيث كانت سلطات الاحتلال أفرجت عنه في آب من عام 2012 بعد 27 عاما قضاها في معتقلاتها وأعادت اعتقاله في الـ 25 من شباط من عام 2015 بعد اقتحام منزل عائلته في بلدة مجدل شمس كما أصدرت في الـ 16 من أيار عام 2017 قرارا بسجنه 14 عاما بعد تأجيل محاكمته الصورية عشرات المرات.
والمقت هو عميد الأسرى السوريين كونه أقدم أسير في التاريخ السوري المعاصر حيث تم اعتقاله في ال 23 من أيار من عام 1985وهو من مواليد عام 1967 وينحدر من عائلة رفضت دوما الإحتلال الاسرائيلي للجولان حيث تم اعتقال والده سليمان المقت أكثر من مرة ولفترات متباعدة وأخويه فخري وبشر.
ورغم الأعوام الـ 32 من الاعتقال في سجون الاحتلال أسدل الستار عنها اليوم بنيله الحرية التامة بدون شروط كان البطل المقت يؤكد من خلال الرسائل التي يوجهها من داخل زنزانته ثباته وتمسكه برفض الاحتلال والوقوف إلى جانب وطنه سورية وشعبها وجيشها في مواجهة الإرهاب ويواصل صموده ومقاومته للاحتلال وسياساته مجسدا النضال الذي يخوضه أهلنا في مواجهة الاحتلال ومتمسكا بالقيم الوطنية والنضالية التي طالما قدمها خلال سنوات قضاها في زنازين الاحتلال بمواجهة الممارسات الوحشية للمحتل.
ويسجل للمقت أنه كان ناشطا قبل اعتقاله في الأوساط الطلابية وشارك في جميع المظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي وفي الأسر كان يجسد قيم النضال والوطنية رغم سنوات الأسر الطويلة حيث بقي ثابتا على مبادئه الوطنية والقومية مؤمنا بحقه في مقاومة الاحتلال أينما كان.
وكالة سانا