المقال السابق

دولي هل تخلف وزيرة العمل البريطانية ماي في رئاسة الحكومة؟ 
17/04/2019

المقال التالي

لبنان الرئيس عون : القضاء يجب أن يبقى فوق الشبهات  
16/04/2019
خاص هل يؤثر الاستحقاق الرئاسي المقبل على التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر؟ 

 هلال السلمان 
بدا مؤخرا أن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر عادت الى "عصرها الذهبي" بعدما كانت تعرضت لبعض "الالتباسات" و"الاهتزازات"، في فترة تشكيل الحكومة على خلفية أحقية "اللقاء التشاوري" للنواب السنة المستقلين في التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية، وقد عبر حزب الله من خلال بيانات ومواقف قيادته العليا المتمثلة بالامين العام السيد حسن نصرالله عن الارتياح والاشادة بمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في العديد من المحطات، خصوصا خلال زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الى لبنان، ومن ثم مواقف رئيس الجمهورية "الوطنية والقومية" خلال القمة العربية في تونس .فضلا عن الاشادة بمواقف وزير الخارجية جبران باسيل خلال استقباله بومبيو في وزارة الخارجية ، وهنا يطرح المراقبون العديد من التساؤلات عن مستقبل هذا التفاهم في المرحلة المقبلة، وهل تؤثر على بقائه معركة الاستحقاق الرئاسي المقبلة التي فتحت باكرا؟، مع سياسة "الغموض" البناء التي يعتمدها حزب الله حيال هذا الاستحقاق وعدم الدخول بوعود رئاسية لأي من المرشحين للرئاسة.
في الاجابة عن مستقبل التفاهم وفق الرؤية السياسية التي يؤكد عليها قادة حزب الله باستمرار، "أن القناعة الوطنية التي دعت الحزب للدخول في هذا التفاهم عام 2006 مع التيار الوطني الحر لا تزال على حالها لجهة التمسك ببقاء هذا التفاهم بعد مرور 13 عاما على توقيعه"، وليبقى ساريا في الخيارات الاستراتيجية، وخصوصا في ما يتعلق للنظرة بشأن مواجهة تهديدات وعدوانية الكيان الاسرائيلي  والسياسة الخارجية للبنان التي لا تفرط بحقوقه السيادية كافة، وهما أمران، يؤكد حزب الله "أن الرئيس عون لم يخل بأي منهما، وكانت مواقفه تعبر دائما عن سياسة وطنية تنسجم مع روح تفاهم مارمخايل" . وهذا يسري على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على الرغم من بعض الاختلاف بين الطرفين على العديد من الملفات السياسية الداخلية، والتي كان من بينها موضوع التحالفات الانتخابية في ايار من العام الماضي، و"الالتباسات" التي أحاطت ملف تشكيل الحكومة، وخصوصا ملف تمثيل النواب السنة المستقلين إضافة الى ما يسمى الثلث الضامن او المعطل الذي كان باسيل يصر على الحصول عليه، فيما يؤكد حزب الله على مطلبه بعدالة التمثيل.
وبالتالي فإن حزب الله حسب ما يعبر عدد من مسؤوليه يرى "أن بقاء هذا التفاهم فيه مصلحة وطنية لكل اللبنانيين" ويؤدي الى تحقيق السلام الاهلي، وفق توصيف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو التوصيف الذي أكد عليه  وتبناه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونية على قناة "الميادين" مطلع العام الجاري.
لكن ما هي رؤية حزب الله تجاه مستقبل التفاهم والربط بينه وبين الاستحقاق الرئاسي المقبل بعدما جرى اشاعته على نطاق واسع في فترة سابقة سياسيا وإعلاميا من أن رئيس التيار الوزير جبران باسيل يرغب بحصوله من حزب الله على موقف داعم له في معركة الاستحقاق الرئاسي المقبل، وأنه طلب ذلك خلال التواصل البعيد عن الاضواء مع قيادة حزب الله ولم يحصل على جواب إيجابي؟ .  
هنا اذ ترفض الاوساط القريبة من حزب الله الدخول في التكهنات المثارة بشأن الطلب أو عدمه ،تذكر أن ملف الاستحقاق الرئاسي السابق لم يكن ضمن بنود التفاهم العشر، وأن تبني حزب الله لترشيح العماد ميشال عون وصولا الى تحقيق الامر كان بناء على وعد قطعه سماحة السيد حسن نصرالله له عام 2006، وبقي متمسكا بحصوله حتى تحققه في الاستحقاق الرئاسي عام 2016، وهو دين وقد وفى به تجاهه رغم كل الضغوط التي تعرض لها حزب الله طوال فترة الفراغ الرئاسي الذي استمر لأكثر من سنتين . أما بشأن الاستحقاق المقبل "فإن حزب االله اعتمد سياسة تؤكد على ترك حسم موقفه من هذا الملف الى حين استحقاقه عام 2022 ، وهو لن يحسم موقفه بشأنه إلا حين دنو موعده الدستوري"، وذلك وفق العديد من التصريحات لمسؤوليه ومنها مواقف - بهذا الاطار-  أدلى بها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في أكثر من مناسبة، وإن كان حزب الله لا يخفي ارتياحه لكون المرشحين الجديين للاستحقاق الانتخابي الرئاسي المقبل هما من حلفائه الاساسيين، وهما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهو يلتقي مع الجانبين في الخيارات الاستراتيجية للبنان. 
لكن موقفه من الاستحقاق الرئاسي المقبل لن يظهره قبل حلول موعد الاستحقاق وهو لا يربط موقفه من التمسك بالتفاهم الاستراتيجي مع التيار الوطني الحر بالاستحقاق الرئاسي المقبل . 

مقالات المرتبطة