خاص المحور
طوال اكثر من سبع سنوات من الحرب الكونية على سوريا، صمدت دمشق في وجه العدوان وانتصرت على المشاريع التآمرية ومجاميع الارهاب التي رعاها مشروع اميركي-صهيوني-وهابي، واليوم بعد أن حققت الانتصار ورفضت الخضوع، يحاول قادة هذا المشروع الالتفاف على هزيمتهم النكراء عبر خوض حرب جديدة على الشعب السوري تحت عناوين اقتصادية، وهو ما تجلى بفرض حصار نفطي، وخصوصا مادة البنزين، حيث عانى المواطنون السوريون خلال الايام الماضية من ضائقة على هذا الصعيد ،اذ بدت للعيان طوابير السيارات امام محطات الوقود في قلب العاصمة، واضطرالمواطنون السوريون للانتظار لساعات طويلة كي يتسنى لهم تزويد السيارات بكميات محددة من البنزين لا تتعدى 20 ليترا لكل سيارة .
لكن هذا المواطن الذي تحدى العدوان وصمد في دمشق سبع سنوات امام كل المخاطر التي تعرض لها يؤكد على إرادة الانتصار والصمود في وجه الحصار الجديد، وهو ما يلمسه بشكل واضح كل زائر لدمشق في هذه الايام.
العابر من لبنان الى دمشق يلمس الحيوية لدى الاجهزة الرسمية السورية على الحدود من خلال التسهيلات التي تقدم للزائرين، بعد ذلك تتبدى للزائر معالم الصمود والانتصار مع الاعلام السورية المرفوعة وصور "الثلاثي المقدس" الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والرئيس بشار الاسد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وهي ترفع معا وفي إطار واحد على الجدران وعلى مراكز وحواجز الجيش السوري على الخط الرئيسي الواصل بين نقطة المصنع ومدخل دمشق .
في داخل احياء دمشق تظهر إرادة الحياة لدى المواطن السوري الخارج منتصرا من المؤامرة الكونية عليه، من حركة السير المنظم الى الحركة التجارية .
رجال الشرطة يبكرون في النزول الى عملهم في ساحة المرجة وجوارها حيث ينظمون حركة الحافلات التي تقل الزائرين الى مقام السيدة رقية بنت الامام الحسين عليه السلام والمسجد الاموي وسوق الحميدية الذي يستعيد نشاطه تدريجيا بعد سنوات عجاف.
في ريف دمشق عادت الحياة لتدب من جديد بالاسواق المحيطة بمقام السيدة زينب عليها السلام، وحركة الزوار كثيفة الى مرقدها الشريف، كذلك تحاول المطاعم الشهيرة التي نالت منها يد الارهاب في اكثر من مكان على امتداد طريق المطار النهوض من جديد، حيث بعضها عاود فتح ابوابه امام الزبائن وبعضها الاخر قيد الترميم .
كل هذا المشهد يؤكد أن سوريا التي انتصرت على العدوان الكوني عليها ستبقى صامدة وإرادتها بالحياة العزيزة باقية رغم تبدل العدوان من الآلة العسكرية الى الحرب الاقتصادية على المواطن السوري .
خاص المحور