هلال السلمان 

من هو العميل أنطوان يوسف الحايك الذي أقدم مجهولون صباح اليوم الاحد، على إعدامه امام متجره في المية ومية شرق صيدا ؟.

هو أحد جزاري معتقل الخيام تحت إمرة كبير الجزارين العميل عامر الياس الفاخوري الذي جرى تهريبه قبل ايام الى الولايات المتحدة.
 العميل المجرم الحايك  هو من رمى القنابل السامة اثناء انتفاضة المعتقلين في سجن الخيام في 25و26-11-عام 1989 ،وأدت الى استشهاد الاسيرين بلال السلمان وابراهيم ابوعزة.
رغم خدمته في معتقل الخيام وتعذيب المعتقلين كان ينتقل العميل الحايك الى المناطق المحررة لدرجت انه تطوع في الجيش اللبناني ثم طرد بعد ستة أشهر "لكثرة فراره".
 مطلع التسعينات استقر في بيروت، وانتسب الى سلك قوى الامن الداخلي وكان يعمل شرطيا، وقد فوجئ الاسرى المحررون عندما كانوا يشاهدون جلادهم في المعتقل موظفا في مؤسسة رسمية .

عند حصول التحرير عام 2000 جرى اعتقال عدد من العملاء الذين خدموا الاحتلال في سجن الخيام، وقد اعترف احد هؤلاء بأن العميل انطوان الحايك هو الذي رمى القنابل السامة لدى انتفاضة المعتقلين وادت الى استشهاد الاسيرين بلال السلمان وابراهيم ابو عزة، اثر ذلك جرى توقيفه واعتقاله وأحيل الى المحاكمة حيث طلب له مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية "رياض طليع" عقوبة الاعدام، ثم جرى تخفيف العقوبة من قبل رئيس المحكمة العسكرية "ماهر صفي الدين" الى الحبس عشر سنوات بذريعة مرور الزمن العشري على جريمة القتل، وبعد مرور اقل  من سنتين على اعتقاله كانت محكمة التمييز برئاسة القاضي طربيه رحمة تصدرا حكما بتبرئة العميل الحايك، وتفرج عنه ويعاد الى سلك قوى الامن الداخلي، مستندة الى كتاب من مدير المخابرات حينها "ريمون عازار" يزعم فيها ان العميل الحايك غادر معتقل الخيام قبل حصول انتفاضة المعتقلين، وهو ما تكذبه جميع شهادات الاسرى، اضافة الى اعترافاته هو امام القضاء حيث نفى التهمة عن نفسه والصقها بالعميل الملقب "بيدو" وأن الاخير هو الذي اطلق القنابل السامة التي ادت الى استشهاد الشهيدين بلال السلمان وابراهيم ابو عزة .
وبالمحصلة عاد العميل الحايك الى سلك قوى الامن الداخلي وبقي فيه الى ان احيل على التقاعد وكان يتباهى بلقاء مسؤولين كبار ورؤساء احزاب مثل رئيس حزب القوات سمير جعجع في معراب، وانتشرت صور له وهو يصافحه .  

طوال مراحل محاكمة العميل الحايك كانت عائلة الشهيد بلال السلمان تنفذ الاعتصامات لإنزال اشد العقوبات بجزار الخيام سواء امام المحكمة العسكرية، او امام مجلس النواب لتعديل المادة 10 من قانون اصول المحاكمات الجزائية التي كان يتذرع بها القضاء للعفو عن العملاء.لكن دون جدوى ودون ان يلتفت احد الى هذه التحركات.
مع العودة الفضيحة  لكبير جزاري الخيام عامر الياس الفاخوري الى لبنان في ايلول من العام الماضي اعيد فتح الملف، وتكررت الاعتصامات من قبل الاسرى المحررين وعوائل الشهداء لإنزال العقاب العادل بالعملاء .
 وكان ان جرى تهريب العميل الفاخوري الى الولايات المتحدة بعد قرار المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبد الله باسقاط التعقبات عنه. وبعد ايام عدة جرى اعدام العميل الحايك امام متجره في المية ومية بعدما تخلت الدولة عن دورها بمحاكمة ومحاسبة المجرمين العملاء .