المقال التالي

حزب الله حزب الله يندد بالاعدامات التي ارتكبها النظام السعودي بتغطية اميركية 
منذ 3 ساعات
مقابلة الساحلي يكشف للمحور عن لقاء لبناني في جنيف حول النازحين ويحذر من موجة نزوح باتجاه اوروبا والسعودي يسعى للتوطين

هلال السلمان

كشف مسؤول ملف النازحين السوريين في حزب الله النائب السابق نوار الساحلي في مقابلة مع موقع " المحور" عن حصول لقاء لبناني في جنيف نهاية آذار الماضي –شاركت فيه جميع القوى السياسية الفاعلة-  ناقش ملف النازحين السوريين ، وجرى خلاله الاتفاق على خطورة بقاء هؤلاء في لبنان، لكن بقي الخلاف على طريقة إعادتهم الى بلادهم، وحذر الساحلي من موجة نزوح جديدة للنازحين السوريين في لبنان باتجاه أوروبا في حال بقي الموقف الاوروبي تابع للموقف الاميركي الذي يتخذ هؤلاء رهينة في مشاريعه السياسية ويمنع عودتهم الى بلادهم ، وقال لأن وضعنا الاقتصادي لا يتحمل، سنشجع هؤلاء على النزوح باتجاه أوروبا اذا منعوا من العودة الى بلادهم التي باتت آمنة بنسبة تزيد عن ثمانين بالمئة من المساحة الجغرافية.

وانتقد مسؤول ملف النازحين السوريين في حزب الله زيارة مستشار الديوان الملكي السعودي عبد الله بن عبد العزيز الربيعة الى لبنان (دون أن يسميه) وقال إن بعض الزوار العرب والاجانب ظاهر زيارتهم هو مساعدة النازحين لكن جوهر سياستهم هو إبقاء النازحين في لبنان لأهداف سياسية، ويربطون العودة بما يسمى الحل السياسي في سوريا .

وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها موقع "المحور" مع مسؤول ملف النازحين السوريين في حزب الله النائب السابق نوار الساحلي

س: كيف تنظرون الى زيارة مستشار الديوان الملكي السعودي عبد الله بن عبد العزيز الربيعة الى لبنان وما أدلى به من مواقف حول ملف النازحين ؟

ج: للاسف هناك بعض الزوار من الاجانب ومن العرب يأتون وظاهر عنوان الزيارة هو موضوع مساعدة النازحين السوريين، لكن هذه المساعدة في خانة ابقائهم في لبنان بدل أن تصب في خانة المساعدة في عودتهم الى بلادهم، فبدل أن تدفع ملايين الدولارات في مساعدتهم في مخيمات النزوح، يجب أن يدفعوا عليهم هذه الاموال داخل سوريا وخاصة اليوم نستطيع ان نقول أن الدولة السورية أصبحت تسيطر على أكثر من ثمانين بالمئة من الارض السورية، وهناك حل سياسي يرسم في الافق ولكن لا يبدو انه قريب المنال . وبالتالي ربط العودة بالحل السياسي يضر بمصلحة لبنان، سمعنا مبعوث الدولة الخليجية يتحدث عن الحل السياسي، فإذا أردنا أن نقارن موضوع الاخوة السوريين بالاخوة الفلسطينيين، نحن لا نؤمن بالحل السياسي بالقضية الفلسطينية بل نؤمن بالمقاومة وإزالة الكيان الاسرائيلي الغاصب، ولكن اذا أردنا أن نتكلم استطرادا أن نتكلم بهذا الموضوع هناك من ينتظر منذ سبعين عاما ولم يأت الحل السياسي .

س: هل يراد للنازحين السوريين البقاء في لبنان للاستثمار في مشاريع  سياسية ؟

ج: طبعا هذا الموضوع خطير جدا بالنسبة الى لبنان وهذا برسم كل المعنيين في لبنان وكل الشعب اللبناني لأن هذا الموضوع لا يفرق بين طائفة وأخرى أو بين منطقة وأخرى، الوضع الاقتصادي أصبح خطرا وضع العمل وفرص العمل أصبح اكثر من خطر، وضع البنى التحتية التي لا تتحمل اللبنانيين فكيف بالحري اكثر من مليون وست مئة الف نازح سوري، هناك علامات استفهام كبرى عن مدى استيعاب البنى التحتية للاخوة السوريين، وأنا أريد أن أحذر إذا وصلنا الى وضع اقتصادي سيء ربما هؤلاء لن يجدوا مكانا لهم سوى السفر الى اوروبا، وعندها نحن نقول بصراحة لن نمنعهم بل بالعكس ربما سنشجعهم لأن وضعنا لم يعد يتحمل، وعلى الدول المعنية مثل الدول الاوروبية وغيرها من الدول أن تكون حذرة في هذا الموضوع وأن تتوقع كل شيء فنحن لدينا وضع اقتصادي سيء، وهذا الوضع كما يطال اللبنانيين يطال السوريين ربما سيصل الى مرحلة ايضا لا يطيق هؤلاء العيش في لبنان وبالتالي اذا لم نساعدهم بالعودة الى سوريا ونتعاون مع الدولة السورية بعودتهم الى سوريا ماذا يمنع من أن يذهب هؤلاء الى اوروبا والى غير دول، يعني هذا سؤال برسم الجميع عليهم أن يفكروا مليا بهذا الموضوع وأن يقوموا بحساباتهم .

س: هل ترى أن السياسية الاوروبية تجاه موضوع النازحين في لبنان هي سياسة خاطئة ؟

ج : ليس خاطئة فحسب هي سياسة ترمي لإبقاء النازحين في لبنان لمآرب سياسية كما أكثرية دول الخليج هي سياسة متبعة من امريكا الى اوروبا الى بعض الدول في الخليج ترمي الى ابقاء النازحين في لبنان لمآرب سياسية ربما يفكرون بالانتخابات الرئاسية في سوريا ربما يفكرون بالحل السياسي ووضع هؤلاء النازحين داخل ميزان الحل السياسي .

س: بعد الحديث عن تشجيع وزير الخارجية الاميركي لعودة النازحين، قرأنا محضر المسؤول الاميركي ديفيد ساترفيلد مع وفد لبناني نشر في صحيفة "الاخبار" وهو يربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا، كيف تقرأ الموقف الاميركي من هذا الملف ؟

ج: هناك تكاذب اميركي فاضح، الاميركي يقول شيء في الاعلام وفي الخفاء يعمل بطريقة معاكسة تماما هو عندما يشجع على عودة النازحين ويعمل على ابقائهم فهذا كذب وافتراء، إذا أراد فعلا العمل على عودة هؤلاء النازحين يجب ان يضغط على المؤسسات الدولية التي هي تحت هيمنة السلطة الاميركية لمساعدتهم على العودة وإبدال المساعدات في دول النزوح الى مساعدات في الدولة الام . يعني مفوضية الامم المتحدة تقوم بعمل جيد ولديها الان مكاتب في سوريا وهي تتابع النازحين السوريين، علينا أن ندعم هذه المؤسسة أن تقوم بالعمل الاساسي في سوريا، وليس في دول النزوح يعني بدلا من أن تساعد النازحين على بقائهم في لبنان وأن تقدم لهم مقومات العيش الكريم الذي نحن نطلبه للسوريين الذين هم اخواننا  وأكثر وهم في بلدهم، ولكن  بالنتيجة البلد لم يعد يستطيع الاحتمال، وهناك بلد أم أصبح آمنا ،يعني نحن لم نطلب في يوم من الايام العودة عندما كانت المعارك وعندما كان الارهاب يضرب سوريا بالعكس كنا نحتضن الاخوة السوريين وكنا نستقبلهم لكن اليوم الوضع اختلف، انا اعطي مثلا مفوضية الامم المتحدة التي تعنى بشؤون النازحين السوريين عليها ان تكثف عملها وأن تكون الموازنات داخل سوريا وليس في لبنان .

س: هل ترى أن هناك قوى سياسية لبنانية لا تزال تعمل على ابقاء النازحين السوريين في لبنان لغايات سياسية وغير سياسية ؟

ج: طبعا كل فريق ما كان يسمى 14 آذار يعمل لهذا الغرض لأنه يأتمر بأوامر امريكية خليجية وبالتالي ليس لديه قرار حر، أنا أجزم وعلى يقين أن كل القوى السياسية اللبنانية عندما تسمع كلام مؤيديها وكلام الناس العاديين هي تعرف مدى العبء الذي يفرضه وجود النازحين السوريين في لبنان، ولكن للأسف هي تقول شيء لناسها وتعمل بطريقة مغايرة ، يعني اكثرية فريق ما يسمى 14 آذار هو مقتنع بأن وجود النازحين اصبح يشكل خطرا على الاقتصاد اللبناني، ولكن هم لا يعملون لعودة الاخوة السوريين الى بلادهم ، وأنا هنا أود أن أكشف أنه عقد اجتماع في جنيف منذ ثلاثة أسابيع ضم كل الافرقاء السياسيين اللبنانيين وكان لنا الشرف بمعية النائب ابراهيم الموسوي أن نمثل حزب الله، وكان موضوع النقاش هو النازحين السوريين وكان المؤتمر بدعوة من مؤسسة hd –(  human development)   وهي مؤسسة غير حكومية دولية تعنى بحل النزاعات والمشاكل في العالم، وكان النقاش صريحا لم يكن هناك اعلام لم يكن هناك خطابات سياسية نارية ، بل كانت هناك طاولة نقاش وتوصلنا الى قواسم مشتركة ، كان حاضرا تيار المستقبل ، الحزب الاشتراكي ، حركة أمل ، القوات اللبنانية ، التيار الوطني الحر، الكتائب، حزب االله ، النائب فؤاد مخزومي ، المردة ، كل الافرقاء السياسيين كانوا موجودين . توصلنا الى قواسم مشتركة أن وضع النازحين اصبح يشكل خطرا على لبنان، ولكن الخلاف كان على طريقة عودتهم  وعلى كيفية التعاطي مع الدولة السورية، نحن نصر على أن التعاطي يجب أن يكون من الحكومة الى الحكومة وبين الدولتين، وهذا مطلب من الاخوة السوريين، مع احترامنا وتقديرنا لما يقوم به الامن العام وهو عمل جبار ولكن هو لا يكفي اذا لم يكن هناك تنسيق بين الدولتين وتسخير للوزارات المعنية وقيام خطة مشتركة بين الدولتين سنبقى نرحل بهذه الطريقة المشكور عليها اللواء عباس ابراهيم ولكن ليست كافية .

س: كيف تقيم ما قام به حزب لله على صعيد عودة النازحين ؟

ج: نقول اننا قمنا بعمل تطوعي بسبب غياب الدولة بالتعاون والتنسيق مع الاخوة السوريين ومع الامن العام اللبناني طبعا العمل ليس كافيا نحن لا نقول اننا قمنا بعمل جبار قمنا بعمل بسيط تطوعي لسد ثغرة معينة ونحن مستمرون بالقيام بهذا العمل، لدينا 11 مكتبا في مختلف الاراضي اللبناية يقومون باستكمال طلبات الاخوة النازحين وننسق مع الامن العام، والامن العام يقوم بالعمل اللوجستي لعودة هؤلاء الاخوة الى بلادهم ، الان العمل خفيف الدفعات قلت لان اكثرية الاخوة النازحين لديهم اولاد في المدارس، انا اتوقع انه عند انتهاء العام الدراسي سوف تعود الوتيرة لتقوى وليكون عدد العائدين الى بلادهم اكثر إن شاء الله، خاصة ان الدولة السورية والحكومة السورية تشجع عودة اهلها النازحين الى وطنهم وهي قدمت بعض الحوافز منها تأجيل خدمة العلم وإعفاء بعض الاعمار من الاحتياط وتأمين المسكن اللائق بالنازحين والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد قال علنا أنا لا أقبل أن يكون أي نازح داخل خيمة بل تحت سقف، لذلك جرى تحضير بيوت مجهزة في بعض المناطق وفي بعض الاماكن استعملت الدوائر الحكومية والمدارس لإيواء النازحين .

س: في الاطار العام ما هو أفق ملف عودة النازحين ؟

ج: يجب أن نكون صريحين هذا الموضوع اصبح موضوعا دوليا، اذا لم يقتنع الافرقاء اللبنانيون بالخطر الداهم وكنا اتفقنا جميعا على رأي واحد لنضغط على الجهات الدولية ،اليوم اذا لم يتفق اللبنانيون، الاميركيون والاوروبيون وبعض دول الخليج يستغلون هذا الخلاف، وهم يعملون على ابقاء النازحين بينم اذا اتفق اللبنانيون يستطيعون أن يكونوا كلمة واحدة، ويقولوا نحن لم نعد نحتمل ابقاء ملف النازحين في اللعبة السياسية وفي البازار السياسي يعني ابقائهم الى اجل غير مسمى يعني ازدياد الخطر على لبنان وكما قلت نحن من جهتنا لن نعمل على منع ذهاب النازحين الى دول اخرى نحن سنساعدههم في العودة الى سوريا، اذا لم تقم الدولة اللبنانية والساسة اللبنانيون بالعمل على التنسيق مع الحكومة السورية والعمل الجدي لعودة النازحين فليذهبوا الى اوروبا وليتحمل الاوروبيون مسؤوليتهم في هذا المجال .

مقالات المرتبطة