بمناسبة عيد العمال العالمي في الأول من ايار اصدرت وحدة النقابات والعمال في حزب الله البيان التالي:
يتقدم حزب الله في لبنان من عمال لبنان والعالمين العربي والاسلامي والعمال والشعوب المستضعفة في العالم باحر التهاني والتبريكات بعيد العمال العالمي، وحلول شهر رمضان المبارك، سائلا المولى عز وجل أن يكون العام 2020 عام الخلاص والنجاة، وينشر رحمته على كامل هذه البسيطة، ويزيل انواع الهموم والبلاءات والتحديات التي تواجه البشرية.
ان عيد العمال العالمي مناسبة لائقة في كل عام لخطاب وجداني يحاكي امال والام العمال ، لكن احداث هذا العام تفرض الى جانب ذلك خطابا اكثر مسؤولية، واشد تعبيرا عن الالتزام بالقيم الانسانية للعمل والانتاج، قيم كان التفريط ببعضها سببا لنشوء الازمات والكوارث التي يعيشها عالم الظالمين والمترفين اليوم .
عمال العالم اليوم ، وبالأخص عمال لبنان، عليهم ان يدركوا أن ظلم الطغاة، وانطمة الطغيان السياسي والاقتصادي، والانحرافات الثقافية لانظمة الطغيان هذه، هي المسؤولة عن هذه المأسي التي تعيشها البشرية في حياتها ومتطلبات عيشها، وفي صحتها وامنها وامانها ، حيث تساوت كل الشعوب في المأسي؛ فلا ميزة بقيت بين جنوب و شمال، اوبين شرق و غرب، او دول متقدمة واخرى نامية , لقد اسقط فيروس صغير كل اشكال التمايز، واسقط كل اشكال الانظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفلسفاتها، وفضح هشاشتها، ودمر اعمدة ظلمها، وحطم قيمها المزورة ، ولم يبق للحياة غير قيمة العمل الصالح، المطيح بانظمة الطغيان والفساد، لصالح نظام العدالة والتزام الحقوق واحترام النوع الانساني . وهذا ما نحتاجه اليوم بالذات للخلاص في لبنان .
فجميعنا اليوم يحصد نتائج تجربة نظام سياس واقتصادي عمره نحو 30 عاماً. الحق لبنان بانظمة الظلم العالمي، وخضع للإملاءات الخارجية، وانتج طبقة سلطوية فاسدة، غيّبت مفهوم الدولة لصالح الاشخاص المتسلطين،الذين ربطوا مصالحهم الشخصية بمصالح الطغيان العالمي الامريكي في لبنان، اشخاص غيّبوا منطق الدولة لصالح التسلّط . وغيّبوا منطق السيادة الوطنية لصالح رهن الوطن لسيادة الامريكي ، وغيّوا قيمة الليرة اللبنانية لصالح الحكم الكلي للدولار ، اشخاص متسلطون سياسيون واقتصاديون ومواقع نقد ومال ، شكّلوا منظومة فساد متآزرة ، رسّخت مثالبها في مفاصل البلد، السياسية والاعلامية والقضائية وغيرها من ادوات الحماية المجتمعية والمذهبية , حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه، من ترد سياسي واقتصادي، وشبه استعصاء للفساد، ومستوى عال من الخطورة ، وتهديد لكينونة الوطن.
لكن بارقة الامل موجودة ، وفي الافق المعتم ثغرة ضوء، لا بد لعمال لبنان ونقابييه، ان يلاقوها بنظرة الامل وقوة الارادة ... نعم هناك في لبنان حكومة بامكانها ان تعمل ومطلوب منها ان تعمل لتكون حكومة وطن تنقذه من سلطة الفاسدين المتسلطين , وستنجح كما نجحت في مواجهة " الكورونا " فلا يصح ان يبقى لبنان محتلا من الخارج بفساد بعض الداخل .
عمال لبنان كل لبنان بمختلف قطاعاته وميادينه قدرة اساس في استنقاذ الوطن، وهم ان حضروا في الساحات بوعيهم الوطني، في هذه المرحلة الصعبة، سينقذون وطنهم من يد عتاة الفساد .
يا عمال لبنان : الفساد في لبنان هو المسؤول عن مآسينا الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية ، والتصدي له اوجب الواجبات اليوم ؛ لا باب غير باب قطع يد الفساد يفتح على الحلول لازماتنا المعيشية ، سلطة الفاسدين يجب ان تزول من كل المواقع ، وسلطة الدولار المتلاعبة بلقمة العيش ستزول بتبعية زوال سلطة الفاسدين .
ليكن عمال لبنان اليوم وحركتهم النقابية وحدة واحدة مقاومة لاستنقاذ لبنان من مخالب الفساد ، وليشكلوا الرافعة التاريخية لوطنهم، ، ولهويتهم الوطنية، وليخرجوا من واقع تهميش دورهم، الى قلب تفعيل قدرتهم، فبهم تدور عجلة الحياة النظيفة الخالية من كل فساد في لبنان.
حفظ الله لبنان وعمال لبنان من كل مكروه والى عيد اخر مقبل لعمال لبنان يكون العالم فيه اكثر عدالة .
العلاقات الاعلامية