انتقد وزير الخارجية جبران باسيل موقف رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط من مزارع شبعا من دون أن يسميه ، وقال في تصريح ادلى به خلال جولة له في جبيل إن "البعض نكاية بشريكه في الوطن ولسبب صغير خاص به يهدد الوطن كله عبر بيع موقف للخارج كلفته غالية جدا".
باسيل وفي سياق جولته بقضاء جبيل، زار والوفد المرافق، بلدة رأس أسطا، حيث أقيم له احتفال شعبي امام حسينية البلدة، شارك فيه وزير الدفاع إلياس بو صعب، النائب سيمون أبي رميا، ممثل النائب مصطفى الحسيني نجله فراس، مسؤول المنطقة الخامسة في حزب الله الشيخ محمد عمرو، مسؤول حركة "أمل" في كسروان وجبيل المقدم علي خير الدين، منسق العلاقة بين المرجعيات الروحية و"التيار الوطني الحر" غابي جبرايل، مسؤول البلديات في حزب الله في جبل لبنان والشمال حسن المقداد(...)وألقى باسيل كلمة، فقال: "تعمدت خلال زيارتي لقرى قضاء جبيل، زيارة هذه البلدة العزيزة، للحديث معا دائما من القلب والصراحة، التي تعودنا الكلام بها مع بعضنا كشركاء، لم نمر لا بالصدفة، ولا من دون قصد، بل عن قصد كامل، لنأتي ونقول لكم، إننا عندما نزور أهلنا في جبيل، من الطبيعي والواجب أن نزوركم لأنكم أهلنا".أضاف: "أنا أتحسس وأشعر مع أي إنسان يشعر أنه مظلوم وحقه مهدور، ونحن نرفض ولا نقبل الشعور بالاستثناء، في بعض الأمور، إذا ما كان لنا أي علاقة بها، فأخواننا الشيعة في جبيل، وفي كل لبنان، أعزاء كغيرهم، لا بل أحسن، وممنوع استثنائكم، كما هو ممنوع استثناء أحد في هذا البلد، فكل واحد في هذا البلد، يفكر أنه هو الأكثرية فيه، يجد نفسه في مكان آخر، أنه أقلية، فكما يتحدثون عن تحالف أقليات، نقول لهم إننا جميعنا أقلية في هذا البلد، ومهما اعتبر الإنسان أنه كبير يذهب إلى أي مساحة انتماء أوسع في قلب الوطن، أو خارجه، يرى الدور معكوسا، لذا نحن نستطيع أن نكون معا أكثرية بحقوقنا، التي تجمعنا، وهذه هي الشراكة، التي بنيناها مع بعضنا البعض، ويجب أن نكون كذلك في كل مرة"(...)وأكد أن "المقاومة تحتاج إلى الكثير من الإيمان بالذات وبالآخر، فالإيمان بالذات أساسي لكي ينطلق منه الإنسان، لكنه ليس كافيا لكي يربح الشخص معركة الجماعة والوطن، وهذه المقاومة عشناها مع بعضنا بعضا في أصعب الظروف، ففي العام 2006، كانت محطة لكنها أسست لمحطات كثيرة من بعدها، جعلت هذا البلد قويا، لينتقل مفهوم المقاومة فيه من المفهوم العسكري لتحرير لبنان والحفاظ على سيادته، إلى أشكال كثيرة من المقاومة".
ولفت إلى أن "رئيس الجمهورية تحدث عن المقاومة الاقتصادية، من أجل بقاء البلد، وأنا تحدثت عن المقاومة البيئية للحفاظ على لبنان الأخضر، وكذلك نتحدث عن مقاومة الفساد، حيث أننا وحزب الله متعاقدون للقيام بها سويا، لأنه لدينا الشرعية الحقيقية للقيام بها، فتاريخنا ليس ملطخا بالفساد، ولا مستقبلنا سيكون كذلك، وإذا كان الشعب اللبناني مؤمنا أن هناك من يريد أن ينتشله من الفساد، فهو هذا الذي يملك نفس المقاومة، وتاريخه يسمح له بأن يعد الناس بمستقبل واعد، خال من الفساد، وهذا هو التحدي الكبير، الذي نواجه في الأيام المقبلة، فبالقدر الذي نكون سويا، نكون على قدر آمال الناس، بأن نبني لهم دولة".
وإذ سأل "ما قيمة الحرية والاستقلال، إن لم يعطيا لدولة وشعب عيشهما في ظل قوانين واحدة ومساواة؟"، أكد أن "هذه هي الشراكة التي تبني دولة ناسها، مواطنين متشاركين في الفرح والحزن. فالشهيد هو شهيد الكل، والمنتصر هو منتصر للكل، فالأفضل لا سمح الله، أن ننهزم سويا، من أن يكون بيننا، منتصر على آخر في الداخل، لأن هذه هي الهزيمة الكبيرة للوطن، وتحمل لنا في المستقبل هزيمة من نوع آخر، لذا ننهزم كلنا مع بعضنا وننتصر كلنا مع بعضنا، وهكذا نكون شركاء ومواطنين حقيقين في بلد واحد. نعيش فيه ونتقاسم فيه، وخصوصا عندما نعرف ما يهددنا من أخطار وتهديدات، ستكون صعبة جدا علينا إن لم نعش هذه الشراكة، أما إذا جسدناها بعمل واحد مشترك، فتكون سهلة علينا من أجل مستقبل زاهر لأولادنا".
وشدد على أن "هذا هو الخيار الذي لا يمكن للتيار الوطني أن يخطئ فيه، فلا يعود المهم لا الربح ولا الهزيمة، لأن الذي يختار الغريب على أهل بلده، مهما كان هذا الغريب قريبا منه، في الدين أو الثقافة، يبقى من غير أهل وطنه. هذا هو لبنان وقيمته ورسالته، التي نصدرها للخارج، وهذا هو المفهوم، الذي وللاسف، بعض اللبنانيين من أجل مصالح صغيرة، أو تفكير آني محدود، يخطئون ولا يفكرون بالمستقبل، فأخطاء الآخرين اتجاهنا بالمفرق أو الجملة كثيرة، وهي أخطاء في النهاية، باتجاه الوطن، فالبعض نكاية بشريكه في الوطن، لسبب صغير خاص به، يهدد الوطن كله، من خلال بيع موقف للخارج، تكون كلفته غالية جدا على الوطن. ولا يفكر بما سيأتي غدا، أو أن خسارة أرض من الوطن، هي خسارة لكل الوطن، ولا يفكر أن خسارة كرامة الوطن، هي خسارة لكل أهل الوطن".
وختم "تأكدوا أن التيار الوطني الحر، سيكون دائما في الموقف الصحيح، لأنه سيختار وطنه وأهل وطنه، على كل الأوطان وعلى كل الشعوب".
وطنية