نظم حزب الله وحركة "أمل" والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية لقاء في قاعة مسجد المصطفى في بعلبك، لمديري المدارس الرسمية والخاصة والأساتذة الحامعيين والمهن الحرة، لمواجهة تداعيات الوضع الأمني والمعيشي، حضره الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، النواب: حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، علي المقداد، إبراهيم الموسوي، وأنور جمعة، المستشار السياسي للأمين العام لحزب الله النائب السابق حسين الموسوي، مسؤول منطقة البقاع في الحزب حسين النمر، المسؤول التنظيمي لقيادة حركة أمل في إقليم البقاع أسعد جعفر، رئيس المنطقة التربوية في محافظة بعلبك الهرمل حسين عبد الساتر، ورئيس دائرة التعليم المهني والتقني عبد الغني الديراني.
وتحدث الشيخ يزبك، فقال: "هناك استخفاف بحياة الناس وأمنهم، وهذا أمر مرفوض، ويستدعي أن لا يتهرب أحد من المسؤولية، والمطلوب قول الحق ومناصرته، ومسؤولية المثقفين والمربين مواجهة الجهل، واستيعاب الواقع الذي لم يبق فيه احترام وتقدير وأدنى آداب التعامل، وعلينا تحويل مؤسساتنا إلى تربوية، بإعطاء التربية الأولوية والاهتمام".
ودعا أصحاب الاختصاص في المهن الحرة الى أن "يقدموا لمجتمعنا الخطط والتوصيات بما يخفف المعاناة ويطور الأعمال".
ورأى أن "مسؤوليتنا جميعا أن ننتصر في الحرب الناعمة التي يشنها عدونا بكل أسلوب ناعم للتشكيك والتحريض وتحميل المسؤولية، وهم يفرضون علينا كل المعاناة ليصل بنا العدو من خلال مخططاته المتقنة إلى الانهيار والاستسلام".
وتابع: "لم يعد خافيا بعد التصريحات المتتالية من بومبيو وشنكر والسفيرة شيا في عوكر، أن أمريكا وبكل وقاحة تضغط على لبنان ليكون جوار إسرائيل آمن، ولو على حساب أمن الأخرين، من فلسطين إلى كل الجوار والمنطقة، فيحق لها أن تقوم بكل خطوات استباقية، ولا يحق للأخرين الرد، وإلا كان الإرهاب".
واعتبر أن "لبنان انتصر في حرب تموز 2006 ومنع وأسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد، وكانت تداعيات ذلك على فلسطين والمنطقة، ويزداد الضغط لتحقيق المكاسب التي لم تتحقق في حرب تموز، باستخدام التجويع، والتهديد بالانهيار، إذا لم يتخل لبنان عن سيادته المتحصنة بالمقاومة والشعب والجيش، والمطلوب من اللبنانيين الاستسلام للمشروع الأميركي في المنطقة بما يسمى صفقة القرن التي لا تخفى تداعياتها على لبنان، ولا أقل من التوطين، كتداعياتها على فلسطين ومعزوفة الضم بعد الجولان لغور الأردن والضفة وتهويد القدس، إلى قانون قيصر وتداعياته على اللبنانيين، إن لم تكن أكثر من تداعياته على السوريين فليست باقل، فعلى اللبنانيين أن لا يضعوا رؤوسهم في الرمال كالنعامة، التي لم تسلم من صادها بعد وضع رأسها في الرمل، بتحاليل من هنا وهناك، والسير مع الأميركي في مزاعمه، وسبب ما وصلتم إليه هو بسبب ما يملك لبنان من مقاومة تشكل خطرا على العدو الإسرائيلي".
وختم يزبك: "إننا نصبر ونتحمل كل ضغط وتلاعب، ولن نتنازل عن سيادتنا وكرامتنا، وإننا سننتصر وينتصر اللبنانيون جميعا، ويكون هذا الانتصار مفتاحا للانتصارات في فلسطين والمنطقة، وليست أميركا ومشاريعها ومخططاتها قدرا ولا نموذجا إنسانيا وديمقراطيا، وإنما أصحاب الحق هم القدر، والنصر لا محالة حليفهم".
زعيتر
وألقى النائب زعيتر كلمة حركة "أمل"، قال فيها: "نجتمع في مدينة دفعت، كما هو دأبها الدائم ضريبة الإنتماء والالتزام، أقسمت بشبابها وشيبها ونسائها وأطفالها خلف قائد وإمام المقاومة، وإمام الوطن السيد موسى الصدر، مؤكدة الثبات على الخيارات، والبقاء على العهد لحامل الأمانة بالدفاع عن الشعب والعرض والارض، عاملين كل في نطاق موقعه على الدفع بمطالب الناس، وتبنيها ورفعها إلى أعلى المقامات والدوائر من أجل الإحقاق والتنفيذ".
وتابع: "من هنا نرفع الصوت تنديدا بالنظرة القاصرة والموقف السلبي، الممتد منذ أن كان الكيان من قبل السلطة، الى هذه المنطقة التي حكم عليها بالحرمان والتجاهل، وجعلها نهبا للفوضى المتعمدة، بل والمدفوعة من قبل دوائر عديدة، فالظلم عين الظلم أن توسم منطقة، نسبة العلم الجامعي فيها ودرجات النجاح هي الأعلى، بأن تكون متفلتة أمنيا من قبل الخارجين على القانون، المستبيحون لكرامات الناس، الضاربون لمصالح شعبهم، المروعون للآمنين المعطلين لحركة الحياة ومرافقها، هذا الملف كان وسيكون في رأس أولويات تكتل نواب المنطقة وفاعلياتها الحزبية والسياسية كافة، رافعين مطلب تعزيز القوى الأمنية والضرب بيد من حديد على المخلين بالأمن، مهما كانوا، فلا اقتصاد وسياحة واستثمارات ولا زراعة وصناعة في ظل الفلتان الأمني الذي يعاقب شعب المقاومة والصمود، وإنني أجزم أن هؤلاء المتفلتين إنما يقدمون خدمة مجانية لأعداء شعبهم وأهلهم ومنطقتهم".
وأكد أن "المنطقة وأهلها أتخموا بالكلام والخطابات، وهم اليوم في أمس الحاجة إلى العمل والأفعال، وحقهم أن يبصروا ويروا المشاريع التي وعدوا بها، والتي أقرت قوانينها في المجلس النيابي، بدءا باستكمال المحافظة إدارات وبناء، إلى قانون نفق بيروت البقاع، والذي بوشرت الاتصالات مع الجهات التي يمكن لها التنفيذ من دولة الصين، وهذا المشروع يؤمل أن يحدث تحولا جذريا في واقع هذه المنطقة وكل لبنان على الصعد الاقتصادية والاجتماعية، ويخفف من حالات النزوح إلى العاصمة، ويثبت المواطنين في أماكن سكنهم، وايضا مشروع زراعة القنب الهندي للاستعمال الطبي والصناعي، والضم والفرز وغيرها عشرات القوانين التي لم تنفذ حتى الآن، كما سنعمل لإقرار الدولار الطالبي، ليمكن الأهل من استكمال تعليم أبنائهم في الخارج".
وطالب الحكومة بأن "تبادر فورا إلى معالجة القضايا المعيشية وقبل فوات الأوان".
وقال: "إن تاريخ منطقة بعلبك الهرمل، عشائر وعائلات وأحزابا وقوى سياسية، الحافل بالتضحيات والعطاء، يعطينا الأمثولة لكيفية مواجهة الأخطار على أنواعها، وهذا الشعب المزارع الملتصق بأرضه، لن يفت من عضده لا الجوع ولا الحصار النقدي ولا الاقتصادي، هنا إهراءات روما كانت، ومن هنا سلة لبنان الغذائية وشريان حياته، ولكن المطلوب من هذه الحكومة اتخاذ الخطوات السريعة للإنقاذ وإلا...".
وشدد على "ضرورة الإتصال والتنسيق مع الشقيقة سوريا، من أجل عودة النازحين، وفتح المعابر أمام الإنتاج اللبناني، والتبادل التجاري، بخاصة في ظل الضغوط الأميركية وقانون قيصر".
النمر
وقال النمر: "أصل هذه الدعوة لمعالجة الواقع الأمني والمعيشي، ولإشراك كل شرائح المجتمع والفاعليات في الأفكار والنقاش والرؤية، فالحديث عن الوضع المعيشي يتطلب برامج وخططا ومشاريع عمل، أما في الموضوع الأمني، فكان هناك لقاء مع القوى الأمنية، وأعلنا مجددا أن لا غطاء على أي مخل بالأمن لا من حركة أمل ولا من حزب الله، والأمن مسؤولية الدولة، ونعتبر أن المجتمع الأهلي هو الظهير لأي خطوة يتم اتخاذها لتعزيز الواقع الأمني في المنطقة".
رصد المحور