أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن العلاقات السورية الروسية ارتقت خلال السنوات الماضية وخاصة في مجال الحرب على الإرهاب وتعميق العلاقات الاستراتيجية، مشيراً إلى أن التعاون الثنائي في مختلف المجالات سيشهد مزيداً من الإنجازات خلال الأشهر القادمة.
وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو : اتفقنا خلال المباحثات على توسيع وتعزيز علاقات التعاون بين بلدينا في مختلف المجالات بما يسهم في الحد من آثار الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية والتي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية مبيناً أن العلاقات بين البلدين شهدت مزيداً من التقدم والتطور وخاصة في المجال السياسي وتخطت كل المستويات وعلى كل الأصعدة والمجالات لتصل إلى تحالف استراتيجي يخدم مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين.
وشدد المقداد على أن سورية وروسيا تكافحان الإرهاب نيابة عن العالم أجمع و”أن الدماء السورية والروسية امتزجت مع بعضها” بمواجهة الإرهاب في سورية من أجل القضاء عليه معرباً عن الشكر لروسيا على وقوفها إلى جانب سورية في مجلس الأمن بمواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها من خلال تمادي الدول الغربية على القانون الدولي.
وأشار المقداد إلى أن بعض الدول دعمت الإرهاب في سورية معتقدة أن ذلك سيسهم في إسقاط الدولة لكن سورية صمدت عشر سنوات بمواجهة الإرهاب والتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية لذلك أصابهم الجنون والهلوسة مؤكداً أنه تم بفضل بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته وصمود الشعب السوري ودعم الأصدقاء الروس إحباط المخططات التي أعدت لتدمير سورية.
وأوضح المقداد أنه كانت هناك هستيريا غربية لمنع دول العالم من المشاركة في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي انعقد في دمشق الشهر الماضي مشدداً على أن الدولة السورية ترحب بعودة كل لاجئ ومهجر إلى بلده والمساهمة في عملية إعادة الإعمار مشيراً إلى أن رفض الدول الغربية المشاركة في المؤتمر والمساهمة في عملية إعادة الإعمار في سورية يشكل رسالة دعم واضحة للإرهابيين لمواصلة جرائمهم وإرهابهم.
ولفت المقداد إلى أن روسيا تقوم بدور كبير وفاعل في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وفي ضمان الاستقرار في مختلف أنحاء العالم ومعالجة مختلف القضايا الدولية الأمر الذي يتيح تكريس عالم متعدد الأقطاب ووضع حد للغطرسة الغربية وتجاوزاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان بينما تعمل الولايات المتحدة وخاصة الإدارة الحالية على زعزعة الاستقرار العالمي عبر تدخلها في شؤون الدول الأخرى وخاصة إعلانها بشأن الجولان السوري المحتل واعتبارها القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي مؤكداً أن إعلان واشنطن لا قيمة له وينتهك قرارات الشرعية الدولية إضافة إلى فرضها عقوبات على دول عدة لا تسير وفق نهجها وانسحابها من عدد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية.
لافروف
من جهته قال لافروف: بحثنا الوضع الراهن في سورية وحولها والقضايا الرئيسية لجدول الأعمال الإقليمي والدولي إضافة إلى أفق تعميق وتعزيز تعاوننا الاستراتيجي في مختلف المجالات بما في ذلك التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين واتخاذ تدابير إضافية إذا لزم الأمر مشيراً إلى أنه تم التأكيد على موقف موسكو الثابت بضرورة الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وحق الشعب السوري في تقرير مستقبله بنفسه وهذه المبادئ ينص عليها قرار مجلس الأمن رقم 2254 وعلى كل دول العالم احترام هذا القرار وهذه المبادئ.
وأضاف لافروف: علاوة على ذلك ناقشنا كل المواضيع والمسائل المتعلقة بملف التسوية في سورية وآخر التطورات والمستجدات في مجال العملية السياسية وفي هذا الصدد نوهنا بالتقدم الإيجابي في عمل اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور في جنيف علماً أن تشكيل اللجنة جاء بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي الروسية في كانون الثاني 2018 لافتاً إلى وجود ديناميكية إيجابية سواء في عمل اللجنة بشكل عام أو في لجنتها المصغرة التي عقدت جولتها الرابعة مطلع الشهر الجاري في جنيف وشهدت نقاشات مفيدة وخاصة حول المبادئ الوطنية.
وأوضح لافروف أن بعض الدول تواصل عرقلة حل الأزمة في سورية وفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية عليها مشيراً إلى أن موسكو وفي ظل انتشار وباء كورونا تعتبر هذه الإجراءات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها إجراءات إجرامية تنتهك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومؤكداً في الوقت ذاته إدانة روسيا لاستمرار وجود القوات الأجنبية بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
رصد المحور