أقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان حفل إفطارها السنوي لمناسبة يوم القدس العالمي والذكرى الـ30 لرحيل قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني، في حديقة السفارة في الفياضية(...)وقال السفير الايراني محمد جلال فيروزنيا:" لمن دواعي الفخر والإعتزاز أن نجتمع سوية في هذا الحفل الرمضاني المبارك، وفي أجواء ليالي القدر الفضيلة، كي نجدد العهد معا مع القدس الشريف في يومه العالمي، هذا اليوم الذي أراده سماحة الامام الخميني قدس الله سره الشريف مناسبة لتهفو قلوب المسلمين والأحرار فيها نحو أولى القبلتين تأكيدا على قدسية هذه القضية، وثباتا على خط المقاومة التي ستمضي قدما نحو تحرير القدس وفلسطين من الإحتلال الإسرائيلي الغاشم . وما يزيد من زخم هذه المناسبة في عامنا هذا هو أنها تتزامن مع الذكرى السنوية الثلاثين لرحيل الإمام الخميني الى الرفيق الأعلى، هذا العبد الصالح الذي نذر عمره الشريف وعلمه الغزير وحكمته البالغة لخدمة الإسلام المحمدي الأصيل وقضايا الحق والحرية والعدالة، فقاد الثورة الإسلامية المباركة وأسس الجمهورية الإسلامية الايرانية، ورفع راية المظلومين والمستضعفين، وطوى صفحة من تاريخ هذه المنطقة، وفتح صفحة جديدة زاخرة بالعزة والوحدة والإنتصارات، وإحتضن القضية الفلسطينية ودعمها بكل ما أوتي من قوة وخصص آخر يوم جمعة من شهر رمصان المبارك يوما عالميا للقدس كي تبقى هذه القضية حاضرة نضرة متقدة في وجدان هذه الأمة.
وهذا العهد بقي راسخا وثابتا من خلال القيادة المباركة والسديدة لسماحة الامام السيد علي الخامنئي ( دام ظله الشريف) الذي احتضن القضية الفلسطينية والقدس الشريف بقلبه وفكره وعنايته، فكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما و ابدا سندا وظهيرا قويا لفلسطين ومقاومتها الباسلة، حيث دعت دائما إلى الوحدة والتكاتف في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي وكل المشاريع المشبوهة التي تستهدف قضية فلسطين.
أيها الأعزة، اليوم تتكشف مرة أخرى حقيقة النوايا المبيتة للاستكبار العالمي، فالإدارة الأميركية تسعى من خلال سياساتها الظالمة لطمس حقوق الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة في المنطقة والنيل من الجمهورية الاسلامية الايرانية ومواقفها المبدئية والثابتة . لذا فنحن اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة ماسة الى التمسك بحقوق شعوبنا، والمقاومة والتصدي للسياسات والممارسات العدوانية الأميركية، التي تقدم الدعم المطلق للكيان الصهيوني وكل ما يقوم به من ارهاب وعبث في المنطقة، ومواجهة مناخات الحرب والتهديدات العسكرية الأميركية والاعتداءات الصهيونية المشتركة. وفي هذا السياق، نرى أن إدارة ترامب قد تجاهلت كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأنكرتها من خلال صفقة القرن المشؤومة. وفي الوقت عينه، تدعي زورا وبهتانا أنها تريد تنظيم مؤتمر إقتصادي في البحرين من أجل مساعدة الفلسطينيين الأمر الذي رفضه الشعب الفلسطيني وكل الفصائل الفلسطينية رفضا قاطعا.
أيها الحفل الكريم، ما ينبغي أن نؤكد عليه أن السياسات الأميركية الجائرة هذه في المنطقة لن تحقق شيئا. فالشعب الفلسطيني البطل، وقوى المقاومة، وكل الفصائل الفلسطينية المناضلة ستفشل هذا المشروع الآثم. وهذه المؤامرة عدا عن أنها لن تصل الى مبتغاها، فهي ستوحد الصف الفلسطيني وستعطي دفعا جديدا للانتفاضة وستوسع دائرة المقاومة والمواجهة في الأراضي المحتلة، ان شاء الله.
أما الجمهورية الاسلامية الايرانية، فهي لن تسمح بحال من الأحوال لأميركا بأن تحقق أهدافها المشؤومة من خلال فرض العقوبات الظالمة والتهويل بالحرب على الشعب الايراني. كما أنها ستستمر في دعمها الشامل للمقاومة في لبنان وفلسطين، وستفشل كل المشاريع الأميركية والصهيونية في المنطقة.
وبكلمة مختصرة، فإن المقاومة هي رمز الانتصار على السياسات الإملائية والعدوانية لأميركا واسرائيل في المنطقة. وهذه المقاومة المشروعة ستبقى حية نابضة مستمرة بكافة أبعادها، حتى إستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة، وتحرير الأراضي المحتلة وتشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة كافة اللاجئين الى وطنهم الأم فلسطين.
وفي هذا الإطار، لا بد لنا أن نستذكر سوية عيد المقاومة والتحرير الذي شكل صفحة مشرقة وساطعةً في تاريخ لبنان والمنطقة، حيث شهد على اندحار الإحتلال الإسرائيلي دون قيد او شرط، وعلى انتصار لبنان ومقاومته التي تحولت إلى منارة لكل الشرفاء والأحرار والمناضلين في هذا العالم. وبالتأكيد فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومحور المقاومة في لبنان وفلسطين وكل المنطقة، أقوى من أي زمن مضى، وعلى أتم الجهوزية والإستعداد للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة كلها.
وطنية