في أول كلمة له بعد معركة «سيف القدس»، حذّر رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، يحيى السنوار، الاحتلال الإسرائيلي من أي مسّ بالقدس والمسجد الأقصى، معلناً أن المعركة الأخيرة لم تكن معركة حقيقية، بل «مجرد مناورة صغيرة لما يمكن أن يكون لو حاول (الاحتلال) أن يمس المسجد الأقصى».
وأكد أن المقاومة تستطيع إطلاق مئات الصواريخ (باتجاه إسرائيل) في الدقيقة الواحدة، بمدى يصل إلى 200 كيلومتر.
وقال إن «الاحتلال خطط لسنوات لعملية يغتال خلالها الصف الأول للحركة بضربة واحدة، لكنهم فشلوا في ذلك»، لافتاً إلى أن إسرائيل، خلافا لادّعاءاتها، «فشلت في توجيه ضربة للصف القيادي السياسي والعسكري والأمني وغرف التحكم والسيطرة».
وأعلن السنوار أن فصائل المقاومة في قطاع غزة أرادت «إيصال رسالة للعدو والعالم بأنه كفى لعباً بالنار»، مضيفاً القول: «بدأنا بإطلاق الصواريخ باتجاه القدس أولاً، ليعلم الاحتلال أن للأقصى رجالاً يحموه».
وشدّد على أن «القدس خط أحمر وزوال إسرائيل مرهون بتنفيذ مخططاته (الاحتلال) فيها»؛ وقال إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، «أنذر وقال (لسلطات الاحتلال) كفى لعباً بالنار، ولبّى (القائد العام لكتائب القسام، محمد) الضيف النداء، لكن الاحتلال ارتكب حماقة بمحاولة إخلاء الأقصى من المسلمين، فما كان لنا إلا أن نقول كلمتنا بالحديد والنار».
وتحدث السنوار خلال اللقاء عن مجريات الحرب، وعن الفشل الإسرائيلي فيها، معلناً استشهاد 57 مقاوماً من عناصر «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، و22 من «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وتحدث عن خطة «مترو» الإسرائيلية التي هدفت إلى قتل عدد كبير من المقاومين، إذ قال السنوار إن إسرائيل «حاولت اغتيال 500 من مقاتلي النخبة تحت خدعة الاجتياح البري لكنّها فشلت»، مشدّداً على أن «الاحتلال ارتكب فشلاً استخبارياً كبيراً في حين كانت أجهزة الاستخبارات لدى فصائل المقاومة مطّلعة على خطط العدو، ولم تنطلِ عليها خدعة الهجوم البري».
وأوضح السنوار أن العدو «اغتال نحو 15 فقط من الصفوف القيادية الثانية والثالثة والرابعة». أما عن نهاية الحرب فقال إن فصائل المقاومة في قطاع غزة خططت «لاختتام الجولة بضرب 300 صاروخ، نصفها على تل أبيب، وأوقفناها من جراء وساطات».
وأوضح السنوار أن فصائل المقاومة في غزة لديها «500 كيلومتر من الأنفاق تحت الأرض، وإسرائيل لم تلحق ضرراً سوى بـ 5% منها»، مضيفاً أن «ورش التصنيع، ومخازن الأسلحة، وغرف إدارة العمليات، تعمل بكفاءة تزيد على 95%».
أما عن الإعمار، فقال السنوار: «أؤكد التزامنا في حماس بأننا لن نأخذ قرشاً واحداً جاء للإعمار في قطاع غزة والعملية الإنسانية (...) سنسهّل مهمة إعادة الإعمار في قطاع غزة على الجميع، وسنحرص على أن تكون العملية شفافة ونزيهة، وستحرص حماس على ألا يذهب أيّ قرش لحماس أو للقسام».
وحول قبول «حماس» بتهدئة طويلة الأمد مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قال السنوار: «نقبل تهدئة طويلة الأمد إذا انسحب الاحتلال (من حدود 67) وفُكّكت المستوطنات، وعاد اللاجئون، وأقمنا دولتنا على جزء من أرضنا».
واعتبر السنوار أن فصائل المقاومة نجحت «في وضع القضية الفلسطينية من جديد على طاولة العالم، وأنه لا يمكن تجاوز هذه القضية»، مضيفاً أنه «ما بعد أيار/ مايو 2021، ليس كما قبله».
وشدّد على أن «هذا العام لن ينقضي ومشاكل غزة كما هي، وسنحرق الأخضر واليابس إن لم يرفع الحصار»، وقال إن «هذا العام لن ينقضي إلا وقد تحققت انفراجة كبيرة في الحياة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة».
وكشف أن الرشقات الصاروخية التي أطلقت من جنوب لبنان خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع كانت بتنسيق مع فصائل المقاومة في غزة.
ولدى سؤاله عن المعادلة التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس، عن أن أي مساس بالقدس يعني حرباً إقليمية، قال السنوار «كنا طيلة الحرب على تواصل مستمر، وإخواننا في الميدان في بعض القطاعات المختصة كانوا على تواصل مع الإخوة في لبنان، وكان هناك مستوى عال من التنسيق، وأوضحنا للإخوة في حزب الله وفي الحرس الثوري الإيراني أن هذه مجرد رسالة للعدو وليست معركة حقيقية».
وأضاف: «نحن كنا واثقين، لو أن هذه المعركة كبرت واشتدت، من أنه سيكون هناك تدخل حقيقي وفاعل على هذه الجبهات كافة». وقال السنوار: «كل شعبنا وكل قوى أمتنا وكل قوى المقاومة والممانعة ستكون في المعركة القادمة إذا نادانا الأقصى والشيخ جراح، ونحن جاهزون للمعركة الكبرى».
رصد المحور