أدلى النائب حسن فضل الله بالتصريح الآتي:
كنَّا ننتظر من دولة رئيس الحكومة الاستاذ نجيب ميقاتي أن يُعلي من شأن الانتماء الوطني وينتفض لكرامة وطنه في وجه الاساءات المتكرِّرة من المملكة العربية السعودية ضد الشعب اللبناني، وآخرها تصريحات ملكها ضد شريحة واسعة من اللبنانيين باتهامها بالارهاب بما يشكله ذلك من إساءة كبرى لمقدسات هؤلاء اللبنانيين وفي طليعتها دماء شهدائهم وتضحيات مقاوميهم في وجه العدو الصهيوني.
وبدل أن يُسارع دولته، الذي يُفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عن من يمثل دستوريٍّا، فإنه إرتد ضد الداخل اللبناني، وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب بكل ما يمثله تاريخيًّا وحاضرًا ومستقبلًا، وهو ما كنَّا نربأ بدولته أن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح استجداءً لرضى من يصر على الاستمرار في الاساءة إلى اللبنانيين جميعًا وفي طليعتهم الرئيس ميقاتي نفسه الذي رغم كل التنازلات التي قدمها بما فيها: استقالة وزير الاعلام، وإطلاق المواقف والتصريحات التي تُخالف حتى إدعاء النأي بالنفس، والمحاولات الدؤوبة التي بذلها هو ووزير خارجيته منذ توليهما المسؤولية، فإنه لم يحظ بمجرد اتصال من سفير المملكة في بيروت خلافًا لكل الأعراف الديبلوماسية والأصول وأدب العلاقة والتخاطب.
إنَّ انتماء المقاومة إلى وطنيتها اللبنانية لا يحتاج إلى مناداة من أحد، أو شهادات بلبنانيتها، لأنها تمثل الانتماء الحقيقي الصادق لوطنها، وقد كرسته بدماء شهدائها وتضحيات شعبها، يوم تخلّى الكثيرون عن هويتهم الوطنية، ومن خلال هذه المقاومة والموقف منها تقاس حقيقة الانتماء الوطني، كما أنّ قيادتها المخلصة والشجاعة تعبر عن تطلعات غالبية اللبنانيين للعيش بحرية وكرامة، لأنَّ أكثر ما يسيء إلى لبنان ودوره ونديَّة علاقاته الخارجية تخلي بعض مسؤوليه عن واجبهم الوطني في الدفاع عن دولتهم ومصالح شعبهم، وعدم الاقلاع عن مهاتراتهم، وتسجيل المواقف في حساب ممالك لن ترضى عنهم مهما قدموا من تنازلات وهدروا من ماء وجههم.
العلاقات الاعلامية