الرئيس عون استقبل هنية : مقاومة الاحتلال ليست ارهابا وإعادة اللحمة والتضامن هما حجر الزاوية في تمتين العلاقات بين الدول العربية
جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موقف لبنان من القضية الفلسطينية والمتمثل بتأكيد "حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس وتكريس حق العودة الى ارض فلسطين للاجئين الفلسطينيين"، معتبرا أن "مقاومة الاحتلال من قبل الشعب الفلسطيني ليست بإرهاب.
وأكد الرئيس عون "أهمية المحافظة على القدس التي تلتقي فيها الأديان الثلاثة: المسيحية والإسلام واليهودية"، معتبرا انه "لا يمكن لأحد ان يتصور القدس من دون كنيسة القيامة وغيرها من الأماكن المقدسة".
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور إسماعيل هنية على رأس وفد، ضم، نائب رئيس الحركة الشيخ صالح العاروري، عضو المكتب السياسي الدكتور خليل الحية، نائب رئيس الحركة في الخارج وعضو المكتب السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية للحركة اسامة حمدان وممثل الحركة في لبنان الدكتور احمد عبد الهادي.
وعبَّر هنية في مستهل اللقاء، عن "تقدير الشعب الفلسطيني للدعم الذي يلقاه في لبنان، رئيسا وشعبا، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها"، ثم اطلع الرئيس عون على آخر التطورات في فلسطين وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس وغزة والضفة الغربية، "لا سيما مشاريع الاستيطان التي تنفذ إضافة الى التعرض الدائم لأماكن العبادة واقتحام المسجد الأقصى وغيرها من الممارسات العدوانية".
ونوه هنية بـ"صمود الشعب الفلسطيني ومواجهته للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة"، محييا الشهداء الفلسطينيين "الذين سقطوا في هذه المواجهات".
هنية
وفي نهاية الزيارة، أدلى الدكتور هنية بتصريح، قال فيه: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، وكان اللقاء مناسبة عرضت له فيها آخر التطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية. وكان من طرفنا تركيز على المعركة الشرسة التي تدور في القدس بين الاحتلال الصهيوني وشعبنا المرابط هناك، حيث تتعرض المقدسات الاسلامية والمسيحية لسياسة الهيمنة والسيطرة الاحتلالية بشكل دائم. وشرحنا له ما يجري في القدس سواء في اطار التهويد او الاستمرار في الاستيطان او هدم المنازل او الابعاد والتضييق على أهلنا المقدسييِّن لدفعهم الى الخروج من المدينة المقدسة، وكذلك ما يجري من مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى والاعتداء الذي حصل على كنيسة القيامة في يوم سبت النور وأحد الفصح. وأكدنا له بأن الاحتلال الإسرائيلي لا يفرّق بين مسلم ومسيحي على ارض فلسطين، وخاصة في القدس. وإستعرضنا ما جرى سابقا في كنيسة المهد في بيت لحم من حصار إسرائيلي وعدوان واطلاق نار ووقوع شهداء واعتقالات من داخل الكنيسة من شبابنا المسلمين والمسيحيين على حد سواء".
أضاف: "لقد تعرضنا في حديثنا للحصار الظالم الذي ما زالت تعيشه غزة منذ 15 عاما بهدف كسر ارادة الشعب الفلسطيني وإخضاع المقاومة في فلسطين وغزة لارادة الاحتلال، امتدادا الى ما يعيشه أهلنا في مخيمات لبنان، بعد 74 عاما على النكبة واللجوء. واكدنا لفخامة الرئيس أننا نرفض التوطين والوطن البديل والتهجير، ومتمسكون بحق العودة الى ارض فلسطين، وتمنينا على فخامته والدولة اللبنانية النظر بإيجابية الى بعض متطلبات الحقوق الإنسانية لأهلنا في المخيمات خاصة ان هناك تراجعا كبيرا في الخدمات التي تقدمها الاونروا للمخيمات الفلسطينية".
وتابع: "من جانبنا، تقدمنا بالتهنئة الى فخامة الرئيس والدولة اللبنانية والشعب اللبناني على انجاز الانتخابات النيابية والاستحقاق الانتخابي، وتمنينا للبنان الاستقرار والامن والعافية، لأن قوة لبنان واستقراره هما قوة لفلسطين ودعم للمقاومة فيها. واكدنا تضامننا الكامل مع لبنان في مواجهة التحرش الإسرائيلي على الحدود البحرية اللبنانية-الفلسطينية، وليس اللبنانية-الإسرائيلية، في محاولة لسرقة الثروات الطبيعية للبنان، من الغز او النفط، واكدنا ان الإسرائيلي مغتصب لفلسطين ولا يحق ان تمتد اذرع هذا الاحتلال الى أي بلد عربي ولا الى لبنان وحقه الكامل في ثرواته الطبيعية ونفطه وغازه".
وختم: "لقد استمعنا الى فخامة الرئيس وهو يجدد موقف لبنان ورئاسة الجمهورية من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس وعلى حق العودة الى ارض فلسطين لكل اللاجئين الفلسطينيين. كما اكد فخامته أن من حق الشعب الفلسطيني ان يقاوم الاحتلال وأن المقاومة ليست بإرهاب كما قال، لا هي في فلسطين إرهابا، ولا المقاومة هنا في لبنان وحزب الله إرهابا. وهو يرفض ان توصف المقاومة بوصف الإرهاب، طالما انها مقاومة ضد الاحتلال. وعبرنا عن تقديرنا العالي جدا لفخامته ونحن نتمنى له دائما الصحة والعافية وللبنان الأمن والاستقرار والمزيد من الوحدة".
مجموعة السلام العربي
واستقبل الرئيس عون وفدا من "مجموعة السلام العربي"، ضم، الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد، وزير الداخلية الأردني السابق المهندس سمير حباشنة، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" السفير السابق في لبنان عباس زكي، أكرم عبد اللطيف جراب، عبد الحسين شعبان، فهد الحباشنة وأبو الفضل بعجي.
محمد
في مستهل اللقاء، تحدث الرئيس علي ناصر محمد ناقلا تضامن "مجموعة السلام العربي" مع لبنان، رئيسا وحكومة وشعبا، ومتمنيا للرئيس عون "التوفيق والنجاح في استكمال مهمته الوطنية والقومية"، داعيا الى ان "يتجاوز لبنان الظروف الصعبة التي يمر بها"، معربا عن ثقته بـ"قدرة الشعب اللبناني على ذلك".
ثم عرض الرئيس علي ناصر محمد للأوضاع العربية عموما و"الجهود التي تبذلها المجموعة من اجل تحقيق أهدافها وتعميم السلام من خلال الحوار"، لافتا الى ان المجموعة "بذلت جهودا كبيرة مع عدد من الأطراف المختلفين في الدول العربية للوصول الى حل سياسي للازمات القائمة سواء في اليمن او سوريا او ليبيا".
بعد ذلك، شرح الوزير حباشنة المراحل التي قطعتها مساعي المجموعة وردود الفعل عليها، متطرقا الى المؤتمر الذي ستعقده المجموعة بعد عيد الأضحى في القاهرة لتقويم نتائج الاتصالات.
وتحدث السفير زكي عن "الوضع في فلسطين في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية".
واثار الدكتور شعبان "أهمية "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" التي أرادها الرئيس عون مساحة حوار يفضي عمليا الى السلام والتوافق".
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، منوها بالجهود "التي تبذلها المجموعة لتحقيق الأهداف التي نشأت من أجلها"، مشددا على "أهمية وحدة الموقف بين الدول العربية التي تعاني من انقسامات وخلافات تنعكس على شعوبها وعلى السلم والاستقرار فيها". وركز الرئيس عون على "أهمية التعاون العربي في المجال الاقتصادي والتقاء مجموعة دول الشرق مع دول الخليج في سوق اقتصادية واحدة ستكون لها اثرها الكبير على نهضة هذه الدول وشعوبها".
واعتبر رئيس الجمهورية ان "التضامن العربي تعرض للاهتزاز بفعل الاحداث التي شهدتها الدول العربية"، مشددا على ان "إعادة اللحمة والتضامن هما حجر الزاوية في إعادة تمتين العلاقات بين هذه الدول، ولا خيار مفيدا غير ذلك".
رصد المحور الاخباري