عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها المركزي، وذلك بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 10/11/2022 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
في البداية، تلاوةٌ مباركةٌ لسورة الفاتحة أُهديت إلى أرواح شهداء المقاومة الاسلامية عشيّة يومهم المجيد المؤرخ بـ 11/11 من كل عام، منذ اقتحم المقاوم الاستشهادي أحمد قصير مقرّ الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور فدمَّره بشكلٍ كامل وجعله حطاماً قضى تحت ركامه عشرات الجنود والضباط الصهاينة الغزاة في بدايات مرحلة الاحتلال.
ومنذ ذلك الحين شكّلت هذه العملية فاتحة عهدٍ مقاومٍ جديد سطّر فيه شعبنا الشجاع والوفي أروع ملاحم البطولة وأنصع صفحات العزّ والانتصار.
إنّ كتلة الوفاء للمقاومة تبعث اليوم في هذه المناسبة تحيّة إجلالٍ وإكبار للمقاومة الإسلاميّة قيادةً ومجاهدين. ولشهدائها الأبرار القادة والاستشهاديين، وأبطال العمليّات النوعيّة وصنّاع التحوّل الميداني لمصلحة شعوبنا في لبنان والمنطقة في مواجهة الإرهاب الصهيوني والتكفيري ومشغّليه الدوليين والإقليميين.
وتجدِّدُ الكتلة عهدها لكل الشهداء الأعزّاء ولعائلاتهم الشريفة ولشعبنا المضحّي بالمضي قدماً في التزام خيار المقاومة ضدّ الأعداء ومشاريعهم حتى تحقيق النصر الجلّي في تحرير كامل أرضنا وحماية سيادتنا الوطنيّة.
وفي امتداد هذا التعهّد حرصٌ أكيدٌ من الكتلة والمقاومة على حفظ استقرار البلاد وتوطيد أركان الدولة المعنيّة بتحمّل مسؤوليّاتها الكاملة إزاء المواطنين والوطن.. وخصوصاً لجهة تفعيل عمل المؤسسات الدستوريّة كلّها وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة التي لا بدّ من الإسراع في إنجاز استحقاقها وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة.
ولا بدّ إزاء عددٍ من الهموم والتطورات أن تدلي الكتلة بمواقفها التي يمكن تلخيصها كما يأتي:
إنّ التصويت بالورقة البيضاء هو رفضٌ واضحٌ وصريح لمرشح التحدي. وأنّ من يحرص على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة من المفترض أن يدرك وخصوصاً في ظلّ موازين التصويت القائمة، أنّ التفاهم هو أقصر وأسرع الطرق لإنجاز هذه المهمة الوطنيّة.
وإذا كان الحوار غير مرغوبٍ فيه من بعض الأطراف لذريعةٍ أو أخرى.. فإننا واضحون تماماً في أنَّ رئيس الجمهوريّة الذي نرى من المناسب التفاهم على اسمه.. هو ذاك الذي يعرفه اللبنانيون بمواقفه الوطنيّة الواضحة ويملك قراره السيادي بحزمٍ وشجاعة.. يواجه بهما الضغوط الأجنبيّة، ويدرك أهميّة الدور الوطني للمقاومة في حماية سيادة لبنان فلا يطعن بها ولا يفرّط فيها ولا يسيء إليها.
وإلى ذلك كلّه يملك من الاستعدادات الشخصيّة للانفتاح على مختلف الآراء والاتجاهات وتقييمها وتبنّي الأصلح للبلاد، سواء بالنسبة للخيارات أو بالنسبة للإدارة والاقتصاد والطريقة المثلى للنهوض بهما من أجل تطوير وتوفير مستوى نموٍ واعدٍ للبلاد.
تؤكد الكتلة على أهميّة متابعة ملف هدر المال العام سواءً في قطاع الاتصالات أوغيره، خصوصاً من قبل المجلس النيابي بعد الإحالات الواردة مؤخراً من القضاء المختص، التي تتطلب اتخاذ إجراءاتٍ قانونيّةٍ تضع الادعاء ضدّ المتهمين بالهدر في عهدة المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وفي أقرب وقتٍ ممكن.
وتلفت الكتلة عناية الرأي العام والمهتمين بهذا الملف إلى الدور الذي نهض به إخواننا في لجنة الإعلام والاتصالات النيابية خلال السنوات الماضية، ومن انتدبتهم قيادة حزب الله لملاحقة قضايا الفساد في الدولة، وإلى الوقائع والمعطيات التي توصلوا إليها وكشفوها موثقةً للرأي العام، ومن بينها ملف هدر المال العام في قطاع الاتصالات، والذي أودع منذ فترةٍ طويلة لدى النيابة العامّة المالية.
لا تزال الإدارة الأميركية تصر على التزامها العدوانيّة المتوحشة ضدّ لبنان وشعبه وتعلن بكلّ صلافةٍ وعنجهيّةٍ عن أنّ قبول لبنان لهبة الفيول الإيراني سوف يعرّضه للعقوبات الأمريكيّة..
إنّنا نضع هذا الموقف برسم كل أبناء شعبنا اللبناني ليعرف الجهة الدوليّة التي تمارس ضدّ بلده ومصالحه البلطجة والحصار واللؤم الظاهر في تصريحات مسؤوليها تجاه لبنان والتي تنذر بمزيدٍ من الآلام المرتقبة إذا لم يُذعن لسياسة الطغيان.
إننا في حزب الله نرفضٌ بشكلٍ قاطع منطق الهيمنة والتسلط الأمريكي وندينه ونجدد إصرارنا على ممارسة لبنان حقه السيادي في تقرير مصالحه وفق الآليّات الدستوريّة المعتمدة، ونؤكّد لشعبنا أننا لن نقبل وصايةً ولا إملاءً من أحد، وسنبقى معبّرين عن حقنا الوطني في تقرير مصالح بلدنا وشعبنا.
إنّ مؤتمر القمّة العربيّة الذي استضافته دولة الجزائر مؤخراً، وإن حقّق تحريكاً لبعض الجمود الذي أصاب العلاقات العربيّة، إلّا أنّه كشف حجم التباين القائم إزاء العديد من قضايا المنطقة ومنها قضيّة فلسطين والتطبيع وقضيّة الإرهاب التكفيري وقضيّة سوريا والدور العربي شبه الغائب عن نصرة قضايا الحق والعدل وتسوية النزاعات وإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
إنّ الكتلة إذ تدعم موقف لبنان الداعي دوماً إلى إيجاد الحلول البينيّة بشكلٍ أخوي ضمن الدائرة العربيّة خصوصاً فإنها تؤكد أنّ استمرار التعنّت من قبل بعضهم إزاء سوريا وحضورها وفاعليتها في المنطقة سيبقى مؤشر نقصٍ وعجزٍ متلازمين للدور العربي الذي يحتاج إلى إعادة نظر شاملة لاستعادة فاعليته وتأثيره.
وترحّب الكتلة بالتفهم الذي تبديه دولة الجزائر للبنان وسائر دول المنطقة وتؤكد على أهميّة تعزيز العلاقة معها لمصلحة بلدينا وشعبينا.
العلاقات الاعلامية