التعبئة التربوية في حزب الله نظمت وقفة احتجاجية للاساءة الى القرآن الكريم في السويد: ردنا على قيم الشذوذ والانحلال والاساءة في تعميم تعاليمه وقيمه وفضائله
نظمت التعبئة التربوية في حزب الله وقفة طالبية "احتجاجا واستنكارا لجريمة الإساءة الى القرآن الكريم وحرقه في السويد"، في الفرع الاول لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية في الأونيسكو، بمشاركة حشد من الطلاب والأساتذة الجامعيين وممثلين للمنظمات الشبابية والطالبية، في حضور المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية السيد كميل باقر زاده.
افتتحت الوقفة بآيات من القرآن، تلتها كلمة باسم طلاب كلية الآداب ألقاها رئيس مجلس طلاب الفرع محمد عطوي، وكلمات للمنظمات الشبابية والطالبية.
عبد الرحمن
واشار المسؤول عن المكتب الشبابي والطلاب في حركة "التوحيد الإسلامي" الشيخ أحمد عبد الرحمن في كلمته الى قول الله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وقال: "إن الجريمة النكراء التي ارتكبها اليمين المتطرف في السويد، عبر إحراق نسخ من القرآن الكريم أمام السفارة التركية، بتواطؤ واضح من السلطات هي جريمة في حق الإنسانية والقيم الأخلاقية، وإن الوقائع التاريخية والحروب والصراعات المستعرة، أظهرت الوجه القبيح للمنظومة الغربية، وكشفت عورات دول وممالك تدعي الحفاظ على حقوق الإنسان، لتتبخر كل مزاعم حرية الرأي والمعتقد والتعبير عند كل استحقاق سياسي أو أمني أو عسكري في تلك البلاد. فهناك من يعتدي على فلسطين الأرض الطاهرة وعلى القدس الشريف والأقصى المبارك واليوم جاء من يسعى لاستكمال الأعمال الإرهابية ليحاول الاعتداء على قرآننا ودستور حياتنا بل على الشرائع السماوية كلها. فهذا الكتاب ما هو الا خاتمة للرسائل السماوية، وان الذي جاء به محمد وموسى وعيسى وغيرهم من الرسل ليخرج من مشكاة واحدة ويحمل الاخلاق والقيم نفسها والشعار الأسمى في قول الله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، فهل الحرية عندهم والانفتاح تعني الدفاع عن المثلية والخروج عما يقبله العقل البشري والاساءة الى الانسان القويم، وأين مسميات التسامح وقيم التعايش والحوار، والمساواة والعدالة، ونبذ الكراهية والتطرف التي يدعون أنهم يتحلون بها".
وأضاف: "يجب الإشارة إلى أن جميع الأديان والمعتقدات كان أتباعها يمارسون شعائرهم في صوامع وكنائس ودور عبادتهم مدى أكثر من 1400 عام ولا يزالون، من دون أن يتعرضوا لأي مضايقات أو محاولات إلغاء"، ولا بد من دعوات حقيقية لدولنا العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها وقطع مختلف العلاقات مع السويد ووقف كل أشكال إمدادات الطاقة، وبخاصة من دول الخليج العربي، ونحن في إنتظار محاسبة الإرهابيين الذين يمسون أسمى مقدسات الإسلام والمسلمين، وليكن موقفنا واضحا وجليا لا يستطيع أحد في العالم أن يقنعنا بأن حرية التعبير تعني الاعتداء على حقوق الآخرين وليعلم كل ذي شأن انه يحق للمظلومين والمستضعفين الدفاع عن أنفسهم ومقدساتهم سواء في السويد او في فلسطين او في أي بقعة جغرافية".
وختم: "المعتدي لا ينتمي الى اخلاق دينية أو قيم انسانية، ومن هنا من كلية الآداب في بيروت، ندعوهم الى أن يأتوا ويتعلموا الأخلاق والقيم من طلابنا وشبابنا وبناتنا".
القادري
وقال عضو القيادة الشبابية في حزب الاتحاد اللبناني منح القادري: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، فالقرآن الكريم الذي نزل على قلب محمد لم يكن للمسلمين خصوصا، إنما كان رحمة للناس عامة، ليخلص الإنسانية من جهلها وضياعها ومن ذلها وعبوديتها، وليخرج الناس من الظلمات إلى النور. نعم لقد كان هدية السماء إلى الأرض ليرتقي بأهل الأرض ويهذبهم ويكرمهم ويكون لهم دستور حياة يتميزون به عن سائر المخلوقات. فأما من يسيء إلى القرآن بتمزيقه أو إحراقه فلن يضرَّ اللهَ بشيء ولكنه يدل بهذا الفعل على جهله وحقده، من ناحية، وعلى حيوانيته وتوحشه، من ناحية ثانية، لأنه يرفض عن قصد أو عن غير قصد نداء خالق الناس إلى الناس أن يتحلوا بإنسانيتهم وأن يتزينوا بالفضائل وينبذوا الرذائل.
ورب سائلٍ يسأل ما هي دوافع الإساءة في كل مرةٍ إلى مقدسات المسلمين؟ لماذا أحرق المسجد الأقصى ؟ ولماذا مزق القرآن وأحرق؟ ولماذا شتم النبي أو أسيء إليه عبر الرسومات الكاريكاتورية في صحيفة دانمركية وفي صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية منذ أعوام؟ وهل القصد إهانة المسلمين؟ وهل الأسباب سياسية؟ وهل الجهة واحدة أو هناك جهات متعددة؟ لا شك في أن الدوافع سياسية، ولا شك في أن الجهة واحدة وللاختصار سنورد ما قاله كبير الحاخامات ريريكورنر أحد المنظّرين للصهيونية العالمية في مدينة براغ عام 1860 حرفيا:"لكي نسود في الأرض علينا أن نسعى إلى امتلاك قوتين أساسيتين: الذهب والصحافة، غير أن الثانية لا تنفع ولا تجدي من دون الأولى، فلا بد عبر الذهب أن نمسك الصحافة بناصيتها من أجل تحطيم حواجز الممانعة الدينية والأخلاقية والاجتماعية في الشباب الذين يدينون بغير اليهودية). ويقول فوكوياما في كتابه ( نهاية التاريخ) : " بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لم يبق من عدو أمامنا إلا الإسلام".
وأضاف: "على رغم ضعف العرب والمسلمين إلا أن مشروعهم الحضاري يناقض ويهدم المشاريع التي تهدد البشرية في وجودها وفي دورها، وقيمهم المستمدة أولا من القرآن الكريم كفيلة أن تطمس بنورها المشاريع الظلامية والمدنية المتوحشة والمصالحَ التي لا تقيم وزناً للفقراء من الناس في مرحلة ما بعد العولمة، فلقد صارت الدول الفقيرة عبئاً ثقيلاً على الأرض وينبغي التخلص منها كما يقولون. إننا إذ نشجب ونستنكر وندين هذا الفعل المشين الذي قام به أفراد مرتبطون بالصهيونية العالمية في السويد، ندعو المسلمين أولا والسويديين ثانيا وأحرار العالم إلى قراءة القرآن الكريم وتعميم قيمه وتعاليمه ليدرك الناس اي جرم يقترفون في إحراقه، وليميز الباحثون عن الحقيقة في الدول كلها بين أهل الحق والخير وأهل الحقد والشر والباطل، وكما يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "إن جولة الباطل ساعة وإن دولةَ الحق إلى قيام الساعة".
حيدر
وقال معاون المسؤول عن الملف الشبابي والجامعي في التعبئة التربوية قاسم حيدر: "ان العالم منذ الأزل يعيش حال الصراع بين الحق والباطل. والعالم الغربي اليوم بما يحمله من طروحات فكرية وثقافية وأخلاقية منحلة وبعيدة كل البعد عن القيم، بالإضافة إلى الترويج للشذوذ الجنسي، هذا الغرب يعيش حال ضياع وأزمة هوية وخوف من المستقبل، وهذا من صنع أيديهم بعدما ابتعدوا عن القيم والدين. غشاوة قلوبهم تدفعهم الى الاستمرار في غيهم وغلهم، فوجدوا الحل بمواجهة الحق ووضع الحواجز لأن الحق يشكل حالة جذب للفطرة الإنسانية، لذلك يتعمدون التشويه والإساءة والهجوم الفكري والثقافي والاقتصادي لاستعمارنا من الداخل، وهذا أشد فتكا من الاستعمار العسكري.
وأضاف: "هذه الهجمة تترافق مع الإساءة الى المقدسات منذ زمن بعيد منهم سلمان رشدي والإساءة الى الرسول الأكرم وأخرها حرق القرآن الكريم في دولة السويد التي تروج وتشرع الشذوذ والانحلال الأخلاقي. أمام هذه الهجمة، أدعو الطلاب وكل الشباب من هنا، من كلية الآداب في الجامعة اللبنانية التي تتنوع باختصاصاتها كل واحد بميدان اختصاصه وعمله أن يواجه الهجمة بالموقف، موقف يعكس قيّم القرآن الكريم وسيرة الرسول الأكرم من خلال الأدب والشعر والتاريخ واللغات ولنستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ولتكون منبرا لنا للتعبير عن الموقف".
وختم: "مع استنكارنا وادانتنا لحرق القرآن الكريم وما يمثله هذا الفعل من إجرام مقيت نقول لهم: مهما فعلتم لن تستطيعوا أن تطفئوا نور الحق وان الباطل كان زهوقا".
رصد المحور الاخباري