أطلقت التعبئة التربوية في حزب الله معرض القرطاسية ومكتبة إعارة الكتب المدرسية السنوي في قاعة مجمع الإمام الحسين ، بحفل شارك فيه عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي، وحشد من الفاعليات والشخصيات وعلماء دين وممثلين عن مؤسسات تربوية وجمعيات وأندية وروابط تعليمية.
بعد آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ألقى النائب جشي كلمة نوّه فيها "بالجهود التي تبذل من أجل خدمة أهلنا الذين يستحقون كل عطاء وبذل، بخاصّة وأن سماحة الأمين العام الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله سمّاهم أشرف الناس وأطهر الناس".
وتطرق النائب جشي إلى الأوضاع الراهنة في لبنان، وفي مقدمتها ما أسماه "القرار الخطيئة الذي اتخذته الحكومة اللبنانية والمتمثل بتجريد المقاومة من سلاحها"، فشدد على أنه "لولا وجود هذه المقاومة لما كان هناك مؤسسات في هذا البلد ولما كان لدى المسؤولين كراسي يجلسون عليها ويتخذون القرارات، وكنا ما زلنا نقبع تحت الحِراب الاسرائيلية ولكان اتباع ارييل شارون ما زالوا في القصر الجمهوري".
وقال: "اقل الوفاء أن يحفظ لهذه المقاومة حقها، وهي التي قاتلت عن كل اللبنانيين بلا استثناء، وأهدت الانتصار الى جميع اللبنانيين، إن كان في التحرير الأول عام ألفين أو في معركة الجرود التي خاضتها بالنيابة عن جميع اللبنانيين وبالتعاون مع الجيش اللبناني، الذي تربطنا به اليوم علاقة ممتازة نعبّر عنها بوحدة الحال".
واعتبر النائب جشي أن" تسليم السلاح يندرج في سياق كشف لبنان امنياً امام العدو الصهيوني المتغطرس والمتجبر، الذي يرتكب كل أنواع الإجرام والأذى أمام أعين العالم في فلسطين، خاصة وأن الجيش اللبناني غير قادر على تنفيذ مهمة حماية لبنان لوحده، فهو بحاجة إلى التسلّح وإلى القرار السياسي. وبعد وقف إطلاق النار، طلبت الدولة منا أن ترتب أمور حماية لبنان، وها قد مضى على وقف اطلاق النار قرابة التسعة أشهر، ولا زال عمليات القتل والتدمير مستمرة، فهل استطاعت الدولة بعلاقاتها الديبلوماسية واتصالاتها ان تردع العدوان الإسرائيلي رغم أنها تتمتع اليوم بأفضل العلاقات مع أمريكا والمجتمع الدولي؟".
وطالب الحكومة" بالتراجع عن القرار الخطيئة لأنه يكشف لبنان أمنياً في المرحلة الأولى، ويكشفه عسكريا واقتصاديا لاحقاً، ويخوّل العدو بالتدخل في كل الشؤون اللبنانية صغيرة كانت أو كبيرة، ويمنحه الفرصة للسيطرة الكاملة على مفاصل البلد ومؤسساته بحجة منع إدخال السلاح للمقاومة، وإذا أردنا أن نستحضر التجارب التاريخية حول الجهات التي سلّمت سلاحها سنجد أن نهايتها كانت مأسوية، ففي تموز من العام 1995 ارتُكبت مجزرة سريبرينيتسا في البوسنة والهرسك بعد إعطاء ضمانة للمسلمين هناك من الأمم المتحدة بتسليم سلاحهم مقابل الأمان، فرغم هذه الضمانة ورغم وجود كتيبة هولندية، دخل الجيش الصربي وقتل ما يزيد عن ثمانية آلاف من المسلمين هناك، وفي العام 1982 أيضاً بعد اجتياح لبنان بحجة مشكلة بين كيان العدو والمقاومة الفلسطينية، وصل جيش الإحتلال إلى بيروت وحصل اتفاق بخروج المقاومين الفلسطينيين عبر البحر، ولكن العدو لم يكتف بذلك إذ طوّق منطقة صبرا وشاتيلاً، وقتل كل ما كان فيه، فكيف تريدون منا اليوم أن نطمئن ونسلم رقابنا لعدو مجرم ومتغطرس، يقتل أمامنا ويجوّع ملايين البشر؟!".
وأضاف النائب جشي: "امام اعين العالم هناك مئتان وعشرة الاف فلسطيني مصنّفون ما بين شهيد وجريح في غزة، ومليونان من اهل غزة على الاقل يجوّعون علناً، فعلى ماذا سنراهن نحن؟ على الوسيط الأميركي ام على ما يسمى بالمجتمع الدولي، ام على قرارات مجلس الامن والامم المتحدة؟ في الوقت الذي يصرّح وزراء الصهاينة علناً مدّعين بأن من حقهم ممارسة التجويع لأن الأرض ملكاً لهم".
وتابع: "نقول للحكومة اللبنانية عليكم ان تتراجعوا عن قراركم الخطيئة، والمؤسف اكتر من ذلك، أن الحكومة اللبنانية سارعت للموافقة على ورقة مندوب الوصاية الامريكية في حين أن إسرائيل لم يوافق، وهذه فرصتكم للتراجع ولحفظ ماء وجهكم، ونحن واياكم قادرون على حماية البلدة وبنائه والتعاون والعيش سوياً لان قدرنا ان نعيش جميعا في هذا البلد لبنان، كما كان يقول الإمام المغيب السيد موسى الصدر بأن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه، وان وطننا واحد وعدونا واحد".
الوكالة الوطنية للاعلام