تناول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "علي لاريجاني"، خلال زيارته باكستان ملف المحادثات النووية وإمكانية عقد لقاء بين طهران وواشنطن وقال في لقاء صحفي : إن الأمريكيین یحاولون تصوير أنفسهم على أنهم نقطة تحول في كل تطور في العالم؛ وهذا نوع من خداع الذات. نحن نقبل المفاوضات الحقيقية، لا المفاوضات المصطنعة. يجب أن تقوم المفاوضات على أسس حقيقية، ويجب ألا تُعلن نتائجها مسبقًا. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تُصرّ على ذلك.
وقال إن حرب الـ12 يوما المفروضة كانت نتيجة مؤامرة أمريكية صهیونیة دبرت منذ سنوات ضد الشعب الإيراني. وأضاف أن الشعب الإيراني أظهر قوته وإرادته في هذه الحرب، لكن الکیان الصهيوني يواجه اليوم فوضى داخلية والأزمة في وجوده غير الشرعي.
والتقى "علي لاريجاني" جمعا من رؤساء مراكز الفكر الباكستانية والمنظرین في مجال السلام والأمن الإقليمي والدولي في مراسم بسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إسلام آباد.
ونقل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تحيات قائد الثورة الإسلامية الإيرانية إلى الشعب الباكستاني، وقال: إن الشعب الذي دعم إيران بمسؤولية في هذه الحرب القاسية الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني ضدها، أثبت أنه يتمتع بعقل سليم وقوي وشكر أيضا الحكومة والبرلمان والقوات المسلحة في باكستان.
وأضاف "لاريجاني" أن أساس تعاوننا مع باكستان، في الماضي والحاضر، هو التقارب الثقافي،، ونتمتع أيضا بوحدة فكرية على الصعيد السياسي ونعتبر باكستان دولة صديقة وجارة ورفيقة ذات ثقافة مشتركة، واللغة الفارسية من العوامل التي تقرب بين الشعبين.
وأشار إلى دعم باكستان خلال حرب الثماني سنوات التي فرضها نظام صدام البائد على إيران وقال: إن موقف باكستان المؤيد للعدالة في ذلك الوقت کان مساعدة كبيرة لنا، كما إن حرب الـ12 يوما الأخيرة قدمت لنا دروسا عديدة.
الخلفية الحضارية للشعب الإيراني سرّ الانتصار في الحرب
وأضاف لاريجاني قائلا :لقد تجلّت إرادة الشعب الإيراني في هذه الحرب وإن الکیان الصهيوني، الذي ظنّ أنه سيهزم إيران، فقد خاب أمله تماما.
وأردف بالقول: لقد انتصرت عزيمة القيادة وإرادة الشعب الإيراني على أسلحة العدو وعدوانه وإن الخلفية الحضارية للشعب الإيراني سرّ نضالنا البطولي وانتصارنا.
ومضی إلی القول: ظنّ العدوّ المعتدي، بحماقة، أنه قادر على تدمير إيران وهزيمتها بالحرب.
وقال لاريجاني إن هذه الحرب نتيجة مؤامرة أمريكية إسرائيلية دبرت لسنوات. كما أعلن ترامب مؤخرًا أنهم كانوا يتدربون منذ عام ٢٠٠٣ على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بطائراتهم. لكنّ قدرة الله هي التي منعت هذا العدوان.
وأضاف أن إيران تمتلك صواريخ قوية، وقد زعزعت الأمن الزائف للکیان الصهیوني. وهناك أيضًا بعض النواقص التي نسعى إلى معالجتها.
الأزمة الداخلية الإسرائيلية وتآكل سمعة الکیان الصهيوني
وأشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي إلى الوضع الراهن للکیان الصهيوني وقال إن هذا الکیان يعاني الیوم من تآكل سمعته وكرامته، ولم يواجه مثل هذا التحدي الدولي من قبل مضیفا أن الصهاينة یعانون من نوع من الفوضى الداخلي والتعقيد وتُشیر الإحصائيات إلی وجود حالة من الفوضی والاضطراب بشأن وجودهم المستقبلي. مؤکدا أن استعراضهم للقوة في المنطقة لم يكن عميقا أبدا.
مستقبل المفاوضات الإيرانية الأمريكية
وقال لاريجاني بشأن المحادثات النووية وإمكانية عقد لقاء بين طهران وواشنطن: إن الأمريكيین یحاولون تصوير أنفسهم على أنهم نقطة تحول في كل تطور في العالم؛ وهذا نوع من خداع الذات. نحن نقبل المفاوضات الحقيقية، لا المفاوضات المصطنعة. يجب أن تقوم المفاوضات على أسس حقيقية، ويجب ألا تُعلن نتائجها مسبقًا. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تُصرّ على ذلك.
التعاون الإيراني الباكستاني
وقال "لاريجاني" بشأن العلاقات الإيرانية الباكستانية: "نحن مستعدون لتوسيع آفاق التعاون في جميع المجالات، ولا نضع أي قيود على تعاون إيران مع باكستان. آفاق التعاون المستقبلية إيجابية، لكنها بحاجة إلى مزيد من التحرك. تتوفر منصات متنوعة لتطوير العلاقات الاقتصادية، ونأمل أن يصبح مسار التعاون أكثر سلاسة".
التوترات بين باكستان وأفغانستان / التطورات في فلسطين وغزة
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي ردا على سؤال حول التوترات الأخيرة بين باكستان وأفغانستان : "نشعر بالحزن إزاء هذه الأحداث، والعالم الإسلامي بحاجة إلى الوفاق. ونسعى لحل هذه المشكلة بأفضل طريقة ممكنة".
وقال عن قضية فلسطين: "لقد تعرض الشعب الفلسطيني للظلم وإن أمريكا تحاول وراء طمس القضية وشطب المشکلة بدلًا من حل المشكلة مؤکدا أن القضية الفلسطينية بالغة الأهمية ولن تُحل بالأفعال الاستعراضية.
رصد المحور الاخباري