ترى مصادر مراقبة، "ان التصدي البطولي الذي حصل فجر اليوم من قبل ابناء بلدة بيت جن جنوب سوريا، لقوة من جيش الاحتلال حاولت اقتحام البلدة، هو الشرارة الاولى للمقاومة في وجه التغول الاسرائيلي جنوب سوريا، حيث بلغت العربدة الصهيونية والتوسع الاحتلالي جنوب البلاد ذروتها منذ نحو عام دون اي رادع بوجهها مع سياسة الخنوع والخضوع التي مارسها رئيس الادارة الانتقالية ابو محمد الجولاني، حيث قدم جميع التنازلات لكيان العدو دون ان يرضى الاخير عنه".
وتعتبر المصادر في حديث لـ"المحور الاخباري" ، "أن هذا التصدي للاحتلال بالسلاح من قبل ابناء بيت جن، الذي اسفر عن اصابة ستة جنود صهاينة بجراح بينهم ثلاثة بحال الخطر وإحراق آلية له بقيت داخل البلدة، يشير الى حالة الاهالي التي بلغت حدها الاقصى، جراء عمليات الاعتقال التي يمارسها العدو في تلك المنطقة ومنع الاهالي من الوصول الى حقولهم بحرية، ما دفعهم الى حمل السلاح بوجه الاحتلال الغازي، والدفاع عن ارضهم".
وأسفر العدوان الصهيوني على بيت جن بعد التصدي لقواته عن استشهاد 13 شخصا على الأقل وإصابة آخرين، بينهم نساء واطفال .
وأفادت الإخبارية السورية عن نزوح عشرات العائلات من بلدة بيت جن إلى المناطق القريبة والأكثر أمناً، فيما استمرّ تحليق المسيرات الإسرائيلية على الطريق الواصل بين بلدة بيت جن ومزرعة بيت جن.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 6 من عسكرييه، بينهم اثنان بجراح خطيرة، إثر تعرض قوة تابعة له لكمين خلال عدوان نفذته الليلة الماضية في قرية بيت جن بريف دمشق جنوبي سوريا.
وقال الجيش، في بيان، إن قوة من لواء الاحتياط (55) العاملة تحت قيادة الفرقة 210، توغلت في القرية لـ«اعتقال مطلوبين»، زاعما أنهم يتبعون لجماعة تدعى «تنظيم الجماعة الإسلامية».
وأضاف أن القوة الإسرائيلية «تعرضت لإطلاق نار من مسلحين بالمنطقة، ما أدى إلى إصابة 3 ضباط و3 جنود بينهم ضابط وجندي جراحهما خطيرة».
وأشار إلى أن الجيش ردّ بإطلاق النار ونفذ قصفاً جوياً على القرية، مدعياً «اكتمال العملية واعتقال جميع المطلوبين وقتل آخرين».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ الجيش الإسرائيلي تعرّض لإطلاق نار من مسافة قريبة جداً في بيت جن حيث تمّ استدعاء سلاح الجو والذي فشل في التدخل بسبب قرب مسافة الاشتباك.
الخارجية السورية تدين العدوان على بيت جن: استمرار الاعتداءات يهدّد استقرار المنطقة
وفي ردود الفعل أدانت وزارة الخارجية السورية، اليوم، العدوان الإسرائيلي على بلدة بيت جن في ريف دمشق واعتدائها على أهالي المنطقة، ما أدّى إلى سقوط 13 شهيداً، وفق «سانا».
وقالت الوزارة، في بيانٍ: «نُدين الاعتداء الإجرامي الذي قامت به دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال توغّلها داخل أراضي بلدة بيت جن في ريف دمشق واعتدائها السافر على الأهالي وممتلكاتهم، ما أدّى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة نتيجة تصدي أهالي البلدة للدورية المعتدية وإجبارها على الانسحاب من الأراضي السورية».
وأكّدت الوزارة أنّ «إقدام قوات الاحتلال عقب فشل توغلها على استهداف بلدة بيت جن بقصفٍ وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان بعد أن ارتكبت مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من عشرة مدنيين بينهم نساء وأطفال وتسببت بحركة نزوح كبيرة نتيجة استمرار القصف الهمجي والمتعمد على منازل الآمنين».
وحمّلت سوريا «سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الخطير وما نجم عنه من ضحايا ودمار»، معتبرةً أنّ استمرار هذه الاعتداءات الإجرامية «يهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة ويأتي في سياق سياسة ممنهجة لزعزعة الأوضاع وفرض واقع عدواني بالقوة».
وجدّدت وزارة الخارجية السورية مطالبتها مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية «بالتحرك العاجل لوضع حدّ لسياسة العدوان والانتهاكات المتكررة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب السوري، واتخاذ إجراءات رادعة تضمن احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها».
كما أكّدت أنّها «ستواصل ممارسة حقّها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل التي يقرّها القانون الدولي»، مشدّدةً على أنّ هذه الجرائم «لن تزيدها إلاّ تمسّكاً بحقوقها وسيادتها ورفضها لكل أشكال الاحتلال والعدوان».
«حماس»: انتهاك للسيادة السورية
من جهتها، اعتبرت حركة «حماس» أنّ «العدوان الإسرائيلي الإجرامي على بلدة بيت جن يُعدّ انتهاكاً للسيادة السورية، واستمراراً لسياسة الانفلات والعربدة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضدّ الدول العربية».
وقالت: «نثمّن عالياً التصدّي البطولي لأهالي بلدة بيت جن للاعتداء الصهيوني، وتكبيدهم العدو المجرم خسائر في صفوف جنوده وآلياته»، داعيةً «جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، إلى التحرك الفوري واتخاذ خطوات رادعة للاحتلال، تُوقِف انتهاكاته الصارخة للقوانين الدولية، والمهدّدة للسلم والأمن الإقليمي والدولي».
«الجهاد الإسلامي»: المقاومة وحدها هي السبيل إلى لجم الاحتلال
أمّا حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، فأفادت بأنّ «العدوان الإسرائيلي الغادر يؤكّد أنّ الاحتلال خطر على شعوب أمتنا، وأنّه مصدر عدم الاستقرار والشرور في منطقتنا، ويسعى إلى توسيع رقعة الحروب خدمةً لأجندته التوسعية والعدوانية، سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا».
وأشادت «ببطولة أبناء بيت جن في التصدي للعدوان الإسرائيلي ما أوقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى، وهو ما يؤكد أنّ المقاومة وحدها هي السبيل إلى لجم الاحتلال وغطرسته وإفشال أهدافه».
خاص المحور الاخباري