انطلقت بشكل جدي، المشاورات الداخلية المتعلقة بتسمية رئيس الحكومة الجديدة، وكانت اولى مؤشراتها الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون قبل يومين، واذا كان اسم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري هو المتقدم على غيره في بورصة الترشيحات، فإن مصادر سياسية مطلعة تلفت في حديث لموقع "المحور"، الى عقبتين داخلية واقليمية تقفان بوجه الحريري، وتحولان دون وصوله بشكل سهل الى رئاسة الحكومة .
اما العقبة الداخلية، هي استمرار تبعات انهيار التسوية الرئاسية التي كانت قائمة بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون والتي كان عرابها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل،وقد سقطت هذه التسوية مع سقوط حكومة الحريري بعد احداث تشرين من العام 2019، ومعروف ان الحريري رفض حينها عودة باسيل الى حكومة يترأسها هو ،بينما اصر باسيل على معادلة اما هو والحريري معا داخل الحكومة او خارجها، وقد عادت هذه المعادلة للتصدر المشهد الان، وبحسب المصادر فان رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر ليسا متحمسين لعودة الحريري اذا كان سيحاول لي ذراع باسيل مجددا.
ويبدو ان المفاوضات الداخلية تتركز حاليا على ايجاد مخرج حول العلاقة بين باسيل والحريري وما يمكن ان يوافق عليه الطرفان .
اما العقدة الاقليمية التي تحول دون وصول الحريري الى رئاسة الحكومة، فتتمثل بالموقف السعودي، الذي وضع فيتو على عودته الى رئاسة الحكومة، وذلك بعد الخيبة السعودية من فشل الحريري في تطويع الرئيس عون وإبعاده عن حزب الله، وقد دفع الحريري ثمن ذلك اعتقالا في الرياض عام 2017.ولم يفرج عنه الا بعد تدخل مباشر من الرئيس الفرنسي، وفي هذا السياق، فإن المصادر المطلعة تؤكد ان الموقف السعودي حاليا من الحريري لم يتغير، ويحتاج تعديله الى تدخل مباشر من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يرغب بعودة الحريري لرئاسة الحكومة في لبنان.
خاص المحور