توالت الاستنكارات وردود الفعل على الاعتداء الذي تعرض له مؤذن مسجد السلطان ابراهيم بن أدهم في جبيل، ودعت الى محاسبة المعتدين.
وفي هذا الاطار، استنكر راعي أبرشية صيدا للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، في بيان اليوم، "التعدي على المسجد في جبيل والمؤذن". ودعا الى "اتخاذ التدابير الحازمة من المراجع الأمنية بحق المرتكبين، لئلا تتكرر مثل هذه الأعمال المهينة للأديان السماوية كافة. فنحن نعيش في وطن العيش المشترك، وتراثنا احترام بعضنا البعض. نحن في وطن رسالة وعلينا ان نعطي درسا لجميع الدول عن تقبل التنوع في الاختلاف". وحذر من "امتداد ثقافة العلمانية المتطرفة الى بلادنا، فهي تيار خطير يتنافى مع تعليم أدياننا".
الجماعة الإسلامية
كذلك، استنكرت "الجماعة الإسلامية" في الشمال، في بيان اليوم، "الاعتداء الآثم والخطير"، وشددت على أن "المسلمين في لبنان ومقدساتهم لن يكونوا مكسر عصا لأحد... ولبنان بلد قام على الاحترام بين الطوائف وصيغة العيش المشترك، وأي مس بهذه الصيغة عن طريق استعلاء هنا واستقواء هناك، لن يضر إلا بصاحبه". وطالبت القوى الأمنية والسلطة القضائية ب"اتخاذ أقصى الإجراءات بحق المعتدين... وعلى السلطة السياسية استنكار هذا الحدث الخطير قبل تفاقم الأمور وجرِّ البلاد إلى المكان الذي يطمح إليه كل من لا يحب الخير للبنان وأهله".
التوحيد الإسلامي
واستنكرت "حركة التوحيد الإسلامي"، في بيان اليوم، "الاعتداء الآثم والتعرض المجرم لحرمة أحد مساجد جبيل من أشخاص يعبثون بمفاهيم العيش المشترك والسلم الأهلي في لبنان، البلد المتنوع بمذاهبه وطوائفه، فإذا بهم يسيئون ويرتكبون خطيئة لا تغتفر بحق هذا الكيان القائم على احترام الآخر وصون معتقداته ومقدساته". وشددت على أن "الصيغة اللبنانية بوجهها المشرق، مثال يحتذى للتعايش الانساني في المناطق المختلطة دينيا من العالم". ودعا القوى الأمنية والقضاء إلى "التحرك للأخذ على أيدي المعتدين ومشغليهم الذين يحاولون ضرب صيغة التعايش والوحدة الوطنية".
قدامى القوات
بدورها، استنكرت هيئة قدامى ومؤسسي القوات اللبنانية، في بيان اليوم، "الحادث الخطير الذي تعرض له مؤذن مسجد في جبيل من أشخاص، مع ما رافق ذلك من شتائم واقتحام للمسجد بطريقة غير مقبولة". وطلبت من القوى الأمنية "القبض على الفاعلين ومشغليهم وإحالتهم على القضاء ليكونوا عبرة لسواهم". وأكدت "عدم القبول بالمس بالعيش المشترك والتسامح في جبيل وكل لبنان جراء ممارسات مخطط لها، هدفها زعزعة الأمن والتعايش".
اتحاد علماء المقاومة
ونوه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، في بيان اليوم، ب"حكمة الشيخ غسان اللقيس، الذي استطاع أن يطفىء الفتنة في جبيل، ويقطع الطريق على احتمال فتنة كبيرة يمكن أن تكون الجهات المتربصة بأمن لبنان حضرتها، وبخاصة في مرحلة انعدام الوزن التي نعيشها". وشدد على عدم الخوف من "تحول هذا الحادث إلى فتنة كبيرة، وبخاصة أننا تجاوزنا في الفترة الأخيرة محاولات عدة قامت بها جهات مشبوهة لإشعال فتن تلبس طابعا مذهبيا أو طائفيا، ولاحظنا أن الجهات المعنية، أمنية وسياسية، واعية لمثل هذه المحاولات وتعمد إلى إطفائها في مهدها بحكمة وصمت".
حركة الأمة
واستنكر الأمين العام ل "حركة الأمة" الشيخ عبدالله جبري، في بيان اليوم، الاعتداء، مشددا على أن "حرمة الاعتداء على دور العبادة، لما لها من قدسية ورمزية، ولا سيما أن جبيل مدينة الألفة والتمازج والتلاقي". وطالب القوى الأمنية والقضائية ب"الاقتصاص من الفاعلين سريعا، لقمع دابر الفتنة في مهدها ومنع تكرار اعتداءات كهذه مستقبلا".
اللقيس: حادثة جبيل عمل فردي ولن تؤثر على السلم الاهلي
وعقد الشيخ غسان اللقيس مؤتمرا صحافيا في دارته في جبيل، في حضور عدد من المشايخ، تناول فيه الحادث الذي تعرض له مؤذن جامع سلطان ابراهيم بن أدهم في المدينة من قبل بعض الشبان.
واعتبر أن "هذه الحادثة تقع في خانة العمل الفردي ولا خلفية لها، والامر الآن في عهدة الاجهزة الامنية وقادتها"، منوها بدورها "حيث تداعوا جميعا لاحتوائها لانها غير مألوفة في هذه المدينة التي تمتد لأجيال في تاريخ العيش المشترك والسلم الاهلي، وقضاء جبيل كان وسيبقى منارة لهذه المبادئ".
وقال: "لا نعير هذه الحادثة أي اهتمام لانها اصبحت في عهدة النيابة العامة والاجهزة الامنية ليبنى على الشيء مقتضاه، فجبيل دائما سباقة لنبذ كل خلاف وحقد يمكن أن يشق طريقه الى التفرقة، فالحادثة هذه انقلبت على أبناء القضاء بالخير لان الجميع تضامن وكانوا جميعا صوتا واحدا مستنكرين ما حصل".
ووجه الشكر لكل من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، النائب سيمون ابي رميا، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري والفاعليات والمرجعيات الجبيلية وأصدقاء من طرابلس وعكار "على تضامنهم واستنكارهم لما حصل، وهذا يدل على محبتهم للحياة التي يعيشها ابناء جيبل، والموضوع يتابع اليوم بتوجيه من المفتي (عبد اللطيف) دريان".
كما وجه "الشكر الى مدير المخابرات في الجيش ورئيس جهاز أمن الدولة والمدير العام لقوى الامن الداخلي ورئيس شعبة المعلومات على اهتمامهم ومتابعتهم للقضية"، وخص بالذكر آمر فصيلة جبيل في قوى الامن الداخلي الرائد كارلوس حاماتي ومسؤول المعلومات في كسروان وجبيل الرائد ميلاد الخوري "لسهرهما منذ ليل امس من اجل انهاء هذا الموضوع".
واكد أن "هذه الحادثة لن تؤثر لا هي ولا غيرها على السلم الاهلي في لبنان الذي يعيش بجناحيه الاسلامي المسيحي وهو بكل طوائفه لكل ابنائه، ونحن نؤمن بهذه المبادئ ونسير على خطاها ونفتدي بمن سبقنا ونؤمن بمن هو معنا، فالجميع يحب لبنان".
ودعا الى "الصلاة الى الله كي يحفظ لبنان شعبا وأرضا وأن يلهم المسؤولين للتخلي عن بعض أنانياتهم والتحلي بالمسؤولية التي تنقذ وطننا".
وردا على سؤال عما اذا كان سيتم سحب الدعوة المقامة على المعتدين كون الحادثة فردية، قال: "هناك شقان للدعوة، الاول يتعلق بي شخصيا وانا لم أدع على أحد كما أن المؤذن الذي ضرب سحب ادعاءه، اما الشق الثاني فهو إداري وأنا لست مسؤولا عنه وهو في عهدة مفتي الجمهورية والقرار له وليس لي، والاشارة باسقاط الدعوة تعود اليه".
وعن سبب إثارة الحادثة بعد ثلاثة أيام من وقوعها، قال: "صحيح الحادثة حصلت يوم الثلاثاء الماضي قبل صلاة المغرب، والاعتداء على المؤذن حصل خارج وداخل المسجد وانتهى بمصالحة بينه وبين المعتدين عليه ولم يعلمني بذلك، ولكنني فوجئت بعد يومين بان الذين كانوا يصلون داخل المسجد هم الذين اوصلوا الخبر الى دار الفتوى التي اتصلت مستفسرة عن الموضوع، وحصل ما حصل من ادعاء بعد ان استفسرت شخصيا من المؤذن عن الحادثة".
وختم اللقيس: "دار الفتوى تعتبر أن حرمة المسجد انتهكت، والمسجد ليس ملكا لشيخ جبيل أو لدار الفتوى، بل هذه الحرمة هي من الشعائر الاسلامية وهذه الشعائر انتهكت، ولا مشكلة لدي على الاطلاق اذا ما سحبت دار الفتوى الدعوة عن المعتدين".
رصد المحور